من خلال أشواك الخطر.. نحصل على زهور السلام .. هكذا قال الأديب الأسطورى «شكسبير».. فلا تخلو حياة إنسان- أيًا كان- من التجارب والضيقات، يسلَّط الشيطان على الإنسان «ناس تضايقه»، يدخله فى دائرة الأفكار التى لا تنتهى، ولكن حدوث تلك التجارب لا يعنى مطلقًا تخلى الله عمن أصابتهم تلك المتاعب والضيقات، كما لا يعنى غضبه عليهم أو عدم رضاه، بل يسمح بالتجربة لمنفعتهم.
كثير منا يخوض معارك حياتية سواء فى العمل أو الحياة الزوجية أو نتيجة خلاف عائلى، وكثير منا يستسلم لظلام هذه الليالى التى يقضيها بين أسنان الخناق والعراك.. ولكن حتى إن كانت المشكلة تبدو شرًا فى ذاتها، فإن الله بصلاحه قادر أن يحوّلها إلى خير.
احترس.. لأن بداخلك أسدًا مفترسًا .. زئير يعلو صوته.. يستغل ضعفك البشرى، فيلتهم محبتك وسلامك منك.. وحينما تضعف مناعتك تُنقل لك العدوى السامة.. ومن ثم تتحول لأسد مفترس مثله.. جائع طوال الوقت للخناق والعراك، فتخسر كل من حولك.. وتذهب ثقتك فى نفسك بعيدا تتجول بين أوهام اختلقها الزئير الغاضب «اللا مفهوم».
لا تخسر كل شيء.. وإن كان لك حق ستأخذه.. وإن لم تأخذه، فالله يرى ويسمع وسيتكلم فى الوقت المناسب.. أما أنت فإذا ضاقت بك الحياة لا تقل: «أنا عندى هم كبير»، بل قل: «يا همى أنا لى رب كبير».. يقول الكتاب المقدس: «لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ. وَلكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا»، لا تخسر كل شيء.. وكما قالوا: «ازرع جميلاً ولو فى غير موضعه فلن يضيع جميل أينما رزع».. لذلك اقفل شبابيك حياتك فى وقت الضيق حتى لا يتسلل شيطان الفرص الضائعة.. وافتح قلبك للحب والسلام لكى يدخل ويزيل أى حزن.. فكّر فيها.