عقب مرور 6 أشهر من انعقاد الدورة الأولى لمجلس النواب، ومناقشة البرلمان كافة القرارات التى صدرت فترة غيابه، والموافقة على القوانين المكملة للدستور، وكانت هذه الفترة تعج بالأحداث التى من شأنها جعل المجلس في حيرة من أمره، أما بالنظر فيها وإنهاء حالة الجدل حولها، أو تركها والعمل على سن تشريعات يشعر بها المواطن، وما بين بدء الفصل التشريعي الأول من دورة الانعقاد الأولى للبرلمان.
"بوابة البرلمان" استطلعت آراء النواب حول أداء المجلس منذ تشكيله حتي الآن، من جانبها قالت النائبة إيمان خضر عضو مجلس النواب، عن محافظة الشرقية: إن أداء مجلس النواب حتي الأن يسير بشكل أفضل، والبرلمان يبذل قصاري جهده لانجاز مهامه، ويعد من أفضل البرلمانات في العالم، كما أنه جاء في ظروف عصيبة، واستطاع أن يتصدى لكافة التحديات والمعوقات وأنجز العديد من القوانين، بجانب دوره في العمل على حل أزمات ليس طرف فيها، موضحة إنه كانت هناك تجاوزات وتصرفات مرفوضة من بعض النواب، وهى كانت عفوية، فالجميع كان يريد أن يعبر ويتكلم ليعرف أبناء دائرته أنه يعمل على خدمتهم، ولم تكن هناك من يعمل لصالح منفعة شخصية، إنما عمل ويعمل الجميع على تحقيق المنفعة العامة.
ولفتت خضر إلى أن البرلمان مختلف تمام عن إي برلمان في المجالس السابقة، ويضع على عاتقة مصلحة الدولة والمواطن، ولا يري غيرها أمامه.
وأوضحت، إنه أذا كانت هناك قلة قليلة تسعي لمصالحها الشخصية وتحقيق مكاسب، فلن يتركها باقي النواب.
وفى ذات السياق شدد النائب عبدالحميد كمال، على أن هناك العديد من التحديات التي تواجه مجلس النواب، والتي تعكس صورة خاطئة وسلبية عن أداء النواب داخل المجلس، مضيفا أن البرلمان دائما سيكون علي المحك، وأن الجميع ينتظر منه الكثير في ظل الظروف الراهنة للدولة، لافتاً إلى أن المواطن له حق على البرلمان، والنواب يحاولون ويسعون على حل كافة أزماتهم، فبجانب الدور الرقابى والتشريعي يعمل النائب على تقديم الخدمات لأبناء دائرته، ويعمل على تذليل العقبات التى تواجهم، موضحاً أن البرلمان يعبر عن الشعب، ويشعر بالمواطن وبما يتكبده، لذلك يأخذ النواب على عاتقهم تلبية طلبات المواطنين.
وأشار عضو مجلس النواب إلى أنه مازال هناك عقبات تواجه النواب، وتسبب قصور في الأداء، منها "تغيب العديد منهم عن الجلسات بدون وجود أي مبرر لغيابهم، مما يجعل النصاب القانونى للتصويت على القوانين غير مكتمل، وبالتالى لا تتم انجاز القوانين، بجانب عدم "احترام" بعض الوزراء للنواب، فكثير ما يتغيب الوزراء عن الحضور في الجلسات العامة أو في اجتماعات اللجان النوعية، ويكتفون بإرسال مسئول في أي قطاع تابع للوزارة، أضف إلى ذلك تجاهل بعض الوزراء لمطالب النواب الخاصة بالدوائر، بالإضافة إلي عدم التزام بعض الوزراء بحضور الجلسات العامة للبرلمان، التي يناقش من خلالها المشاكل التي يعاني منها المواطنون، وعلي رأسهم "وزير الإسكان" الذي تغيب عن جلسة مناقشة مشاكل مياه الشرب بالمحافظات، والصرف الصحي.
وأوضح كمال، إنه من أجل تقييم أداء البرلمان بالشكل الصحيح، ينبغى أن بث الجلسات على الهواء مرة أخرى، كما إنه يجب وجود متحدث رسمي باسم مجلس النواب، حتي يكون أداء النواب علي مرى ومسمع للجميع.
وفي السياق ذاته لفت النائب إبراهيم حمودة، إلى أن المجلس يعمل على قدم وساق فقد أقر 350 قانون الذي أصدرهم الرئيس في 15 يوما، كما قام المجلس بإعداد اللائحة الداخلية للبرلمان في شهرين، ثم انتخابات اللجان الداخلية وبيان الحكومة، وتجديد الثقة فيها كل هذا يشكل عبئا نفسيا وضغطا، ويعد نتاج شغل متواصل.
وأضاف حمودة، أن الأعضاء استطاعوا خلال الفترة الأخيرة من الاهتمام بمشاكل أهالي دوائرهم، مؤكدا أن هناك مجهودا كبيرا يبذل من قبل البرلمان الحالي على غير عهد البرلمانيات السابقة، كما أن هناك نشاطا غير طبيعي من النواب، وعمل ليل نهار، لذلك فأداء المجلس متميز ومقنع.
فيما أكدت النائبة إيفلين بطرس، أن البرلمان مختلف تماما عن البرلمانات السابقة، وذلك لوجود عدد كبير من النواب، جميعهم مختلفون في رؤي وأفكار وتوجهات، فالمجلس متعدد الثقافات، مما يؤدي إلي اختلاف البرلمان عن غيره .
وأوضحت عضو مجلس النواب، أنه لا يوجد من يعمل بالمجلس لمصلحته الشخصية، فجميع يعمل لخدمة المواطن ولمصلحة الوطن ولعبور هذه الفترة الصعبة، مشيرة إلى أنه بالنظر لما يشاهد في المجالس النيابية في العديد من الدول سواء العربية أو الأوروبية والأفريقية سنجد أن الممارسات التى تمت في البرلمان المصري، أمر عادي لا يساوى شيئا أمام التجاوزات التى نراها في الخارج.
ولفتت النائبة إلى أن البرلمان يتحسن يوماً عن الآخر، نتيجة تفهم النواب للأمور التى نمر بها، ونتيجة لكتسابهم معرفة كبيرة بالحياة البرلمانية، فمعظم الأعضاء يخضون أول تجربة برلمانية، ومن الطبيعى أن تحمل هذه التجربة بعض التصرفات غير المالؤفة ولكن مع مرور الوقت يتم تفاديها، ولا يقع فيها النواب مرة أخري، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك، فبعض النواب الذين أقدموا على أفعال غير سليمة، أعلنوا ندمهم عليها.
بينما وصف النائب أمين مسعود، أداء مجلس النواب بـ"المتميز جداً"، قائلاً: "قام بقرار كل هذه القوانين في أول 15 يوما لانعقاده، كما أنجز لائحته الداخلية، وناقش ثم وافق على بيان الحكومة في شهرين، وجدد الثقة فيها، كما قام بمناقشة الميزانية، وكل هذه الأمور تعكس مدى تنميز البرلمان.
فيما أكد النائب أيمن أبوالعلا عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار، أن الاستحقاقات الدستورية تسببت في تعطيل عمل المجلس، بجانب القوانين التى أقرت في غيابه، بالإضافة إلى اللائحة الداخلية للمجلس والتى استغرقت وقتا في إعدادها واقرارها، ثم بيان الحكومة وانتخابات اللجان النوعية، مضيفا أن بداية الشغل الحقيقي للمجلس بدات في منتصف شهر إبريل.
وأشار أبوالعلا إلى أن مجلس النواب الحالي مميز جدا، ولديه مجموعة من الكفاءات الكبيرة التي تعمل لخدمة المواطن البسيط، لافتاً إلى أن أهم ما أنجزه المجلس، هو ترتيب البيت من الداخل في فترة قصيرة.
