الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الإخوان وهدم الأوطان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الإخوان المسلمون» هم أعداء للأوطان، كما شهدت بذلك أفكارهم، وشهد به واقعهم وتاريخهم، وقد جاهروا بروح العداء للأوطان في مؤلفاتهم ومواقفهم، وقد قيل قديمًا: «من فمك أدينك»، وظهرت هذه الروح العدائية بجلاء، إبان الثورات العربية، فجاهروا بإسقاط الحكومات، ومعاداة رجال الشرطة والجيش، وقاموا بالاعتصامات التخريبية، وحرضوا على الدماء، وجعلوا غاية أمانيهم الاستيلاء على الحكم، ولو بهدم الوطن، ونسف استقراره، وإحراقه بالثورات والفتن، حتى الدول التي سلمت من الثورات، تآمروا عليها، وحاولوا تصدير الثورات إليها، وهددوا أمنها واستقرارها، وأعلنوا بكل جرأة، عن رغبتهم الجامحة في انتشار الثورات من المحيط إلى الخليج، وألف محمد أحمد الراشد، أحد كبار منظرى الإخوان، كتابًا كاملًا في هذه الفترة، اعترف فيه اعترافًا صريحًا بدور الإخوان في إشعال الثورات، مفتخرًا بذلك، مصرحًا بأنه لولا أفكار الإخوان وكتاباتهم، لما قامت ثورات الربيع العربي، محرضًا بصريح العبارة على تصدير الثورات المدمرة إلى كل بلاد العرب، وكثير من بلاد المسلمين، وقد كان الراشد هذا، أحد المنافحين عن التنظيم السرى في الإمارات، وأحد المحرضين له على الفوضى. 
إن فكر «الإخوان» قائم في أساسه على إنكار الأوطان، وترسيخ روح المعاداة لها، ومن وسائلهم لهدم الأوطان، إيجاد كينونات بديلة للوطن، بإنشاء التنظيمات السرية، وإقامة البيعات الحزبية، وكسر روح الولاء والانتماء للوطن الحقيقي، وصرف الولاء من الوطن إلى التنظيم، وجعل التنظيم هو الوطن البديل، فاختلقوا وطنًا غير الوطن، كما اختلقوا أيضًا أُسَرًا غير الأسر، فاخترعوا نظام الأسر، والذي يتم فيه توزيع الأتباع على مجموعات صغيرة، يقود كل مجموعة شخص يسمى بالنقيب، وهو ما يعرف أيضًا بنظام الخلايا السرية، وسموا كل تشكيلة من هذه التشكيلات أسرة، ليكون للشخص أسرة غير أسرته، ووطن غير وطنه. 
ومن وسائل «الإخوان» لهدم الأوطان، تحريف مفهوم الوطنية، حيث زعموا أنهم دعاة وطنية، ولكن ما هو مفهوم الوطنية عندهم؟، لقد دعا حسن البنا في رسائله، إلى ما سماه بوطنية المبادئ والعقائد، لا وطنية الحدود الجغرافية، وقال مفرقًا بين مفهوم الإخوان للوطنية ومفهوم غيرهم: «وجه الخلاف بيننا وبين دعاة الوطنية، أننا نعتبر حدود الوطنية بالعقيدة، وهم يعتبرونها بالتخوم الأرضية والحدود الجغرافية»، وقال عمر التلمساني، المرشد الثالث للإخوان، مؤكدًا هذا المفهوم الإخوانى للوطنية: «حدود الوطنية عند الإخوان مقيدة بالعقيدة لا بالحدود الجغرافية»، وهذا تحريف للوطنية، وهى لعبة إخوانية، تهدف إلى تخويف الشباب من الانتماء لأوطانهم، بدعوى أن ذلك يعارض العقيدة الإسلامية، ليتسنى لهم بذلك استمالتهم لتنظيمهم وأفكارهم، والحقيقة ألا تعارض البتة بين العقيدة والوطن، بل الأمر توافق وانسجام، فالعقيدة الإسلامية الصحيحة، تدعو إلى الانتماء للوطن، والدفاع عنه، والالتفاف حول قيادته، والعمل على خيره وازدهاره. 
نقلا عن البيان