الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

التقرير البريطاني عن الحرب على العراق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل كنا في حاجة إلى تقرير بريطانى رسمى، لنعرف أن تونى بلير تآمر مع جورج بوش الابن لشنّ حرب على العراق (بعد أفغانستان) زُوِّرَت أسبابها عمدًا ما أدّى إلى قتل نحو مليون عربى ومسلم مع مئات من الجنود الشباب البريطانيين وألوف الجنود الأمريكيين؟
أكتب ظهر الأربعاء والتقرير الذي يقع في ٢.٦٠٠.٠٠٠ كلمة صدر قبل ساعات قليلة بعد أن أمضى السير جون تشيلكوت وفريقه سبع سنوات في جمع المعلومات له، ولا أرى سببًا لتأخير النشر غير محاولة لتخفيف وطأة المادة بحكم مرور وقت طويل على ارتكاب الجريمة.
ما نعرف بالدليل القاطع هو أن تونى بلير اجتمع مع الرئيس بوش في البيت الأبيض في ٣١/١/٢٠٠٣، وقال بوش لبلير إنه اتخذ قرارًا نهائيًا بغزو العراق، رغم فشل البلدين في إصدار قرار ثانٍ من مجلس الأمن ضد العراق، لأن المحققين الدوليين لم يجدوا أي دليل على امتلاك أسلحة دمار شامل. العراق دمّر هذه الأسلحة بعد تحرير الكويت سنة ١٩٩١ (مسئول عراقى فرّ من بلاده سنة ١٩٩٥ هو حسين كامل نقل إلى وكالة الاستخبارات المركزية معلومات مؤكدة عن تدمير الأسلحة). بلير خرج من اجتماعه مع بوش وقال للصحفيين إنهما لم يتفقا على أي شيء مهم، وهو واجه البرلمان البريطانى بعد أيام وكرر الكذب أمامه.
قبل ذلك الاجتماع بسنة كاملة أرسل وزير الخارجية في حينه كولن بأول مذكرة إلى الرئيس بوش يبلغه فيها أن «تونى بلير سيكون معنا إذا اخترنا العمل العسكري».
هل يحتاج القارئ إلى مزيد؟ حسنًا، في ٧/٣/٢٠٠٣ قدّم المدعى العام البريطانى اللورد جولدسميث، مذكرة إلى تونى بلير تقول إن الحرب تخالف القانون الدولى. وأمر بلير وزراءه بإخفاء المذكرة أو حرقها. وتعرض اللورد جولدسميث إلى ضغوط رسمية هائلة، فأصدر مذكرة ثانية تجد مبررات للحرب. وقد وجد تقرير تشيلكوت أن الأساس القانونى للحرب «غير مرضٍ».
أيضًا بلير اجتمع في ٥/٤/٢٠٠٢ مع بوش في مزرعته في تكساس، وكانا وحدهما إلا أن السفير البريطانى لدى الولايات المتحدة في حينه كريستوفر ماير قال إنه لا يعرف تماما ما حدث، إلا أنه أضاف أن اتفاقهما ربما صِيغ بالدم في مزرعة كراوفورد.
أسرة ضابط بريطانى قتِل في العراق تطالب بمحاكمة تونى بلير وجورج بوش الابن. طالبت بمحاكمتهما في السابق وأضم صوتى اليوم إلى ماى - هيلين فروسبرج التي كانت في الشهر الخامس من الحمل بابنها من الميجور جيسون وارد عندما قُتِل، وهى أصيبت بسرطان والطفل رضيع. هناك ٦٠٠ قصة بريطانية، أو مأساة من هذا النوع، وبلير لم يُحاكَم وإنما خرج من الحكم ليمارس العلاقات العامة ويثرى. بل إنه كان يومًا الوسيط في عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
رأيى أن تونى بلير وجورج بوش، يجب أن يوضع كل منهما في زنزانة ويلقى المفتاحان في البحر إلى أن يموتا. هما في سجلى الشخصى مجرما حرب أسوأ كثيرًا من صدام حسين الذي اقتصر أذاه يومًا على الكويت ويومًا على شعب بلده، في حين أن الرئيس الأمريكى ورئيس الوزراء البريطانى تسببا في قتل مليون إنسان من العراق إلى أفغانستان، دون أن يشكل عراق صدام حسين أي خطر على السلام العالمى.
أرجو أن يمثلا أمام محكمة جرائم الحرب الدولية، وسأقبل حكمها إدانة أو براءة.