حلت علينا الذكرى الثالثة لثورة الشعب المصرى البطل فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣، ونجح فى إسقاط، وعزل الفاشية الدينية بقيادة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وحلفائهم من تنظيمات إرهابية أخري.
ودفع الشعب المصرى ثمن هذا غاليا، وما زال يدفع.. حيث سقط آلاف الشهداء من أبناء القوات المسلحة، وجهاز الشرطة، وكذلك من كل فئات، وأطياف المجتمع المصرى، خيرة أبنائه الذين تركوا أبناءهم يتامى، وزوجاتهم أرامل، وأسرهم ثكالي.
ومهما قدمنا لهم من عون لن نعوضهم عن فقد ذويهم كما أننا لن ننسى العهد الذى قطعناه على أنفسنا بالثأر لهم.
نقول هذا لدعاة المصالحة الذين يطلون علينا بوجوههم الكريهة من حين لآخر، بتكليف من الجماعة ذاتها حتى تظهر أنها ما زالت قوية، وأن الدولة ضعيفة، وهى التى تسعى للتصالح معهم، وكذلك من أسيادهم الأمريكان من أجل إعادة الحياة لمخططهم مرة أخري.
ومهما كان الأمر فالحقيقة الأكيدة أن تضحيات هؤلاء الشهداء الأبرار ودماءهم الذكية التى سالت لم تضع هباءً، إنما أنقذت الوطن من الضياع، وحافظت عليه موحدا دون تفتيت أو تقسيم وحمت الشعب من المذابح الجماعية التى كانت تعدها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية والتنظيمات الإرهابية الأخرى التى خرجت من أحشائها أو تدور فى فلكها، ومنعت تعرض الوطن لحرب أهلية تقضى تماما على الأخضر، واليابس، وفقا لما كان معدًا لنا، وتعرض له أشقاؤنا فى سوريا والعراق وليبيا.
قامت هذه المنظمات بإحياء «سايكس - بيكو» فى ثوب جديد، وأطلقوا عليه الشرق الأوسط الجديد وملخصه تقسيم وتفتيت البلاد العربية إلى دويلات عديدة على أسس عرقية دينية وطائفية حتى لا يسهل تجميعها مرة أخرى وإسقاط مفهوم الدولة وتدمير الجيوش العربية جميعها ولا تبقى سوى دولة إسرائيل بجيشها القوى والمدعوم بأحدث الأسلحة والممتدة من النيل إلى الفرات حتى تسيطر تماما على جميع دول المنطقة.
أما منظمات التمويل الأجنبى فهذه المنظمات اعتمدت عليها أمريكا والمعسكر الغربى إبان الحرب الباردة فى مواجهة الاتحاد السوفيتى والمعسكر الاشتراكى، وكانت أداة فاعلة، أكسبتها الحرب بدون إطلاق رصاصة واحدة، وتحقق لهما ما أرادا بانهيار الاتحاد السوفيتى والمعسكر الاشتراكى وعناصر هذه المنظمات لا يهمهم سوى جمع الأموال وبيع الأوطان.
وتم استغلال حالات السخط لدى الشعوب العربية ضد حكامهم بسبب سياسات الاستبداد، والقهر، والقمع، والتجويع التى مارسوها ضد شعوبهم، وتركيزهم على حماية كراسيهم، فكان الانفجار، والثورة فى ظل عدم وجود قيادة للثورة نتيجة تصفية الصف الثانى، وأطلقوا عليها ثورات الربيع العربى وتم اختطاف هذه الثورات وتسليمها لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وهذا ما حدث فى مصر وتونس أما البلاد العربية التى فشلوا فى تحقيق هذا أشعلوا فيها الحروب الأهلية التى ما زالت مشتعلة حتى الآن.
ورغم المآسى التى عانى منها الشعب بوصول هذه الجماعة للسلطة إلا أن الأمر كان مفيدًا جدًا للشعب المصرى فلولا هذا ما كان الشعب المصرى كشف حقيقتها فسلوكياتها وممارستها بعد الاستيلاء على الحكم كانت متناقضة تماما مع ما ترفعه من شعارات دينية وإسلامية فسقط القناع عن وجهها، وصدق المشير محمد طنطاوى حينما رد على اتهام البعض بأنه سلم مصر لجماعة الإخوان المسلمين بأن الحقيقة أنه سلم جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية للشعب المصرى فكشفها وعراها وأنها لا تمت بصلة من قريب لمبادئ وقيم ديننا الإسلامى الحنيف، وأنها هى من قتلت الثوار فى الميادين العامة سواء فى ميدان التحرير أو شارع محمد محمود وأمام قصر الاتحادية من خلال ميليشياتها المدربة جيدا وأنها تنكرت لكل القوى السياسية التى ساعدتها فى الوصول للحكم ونقضت الوعود التى قطعتها على نفسها فقامت بالتنكيل بخصومها وقصرت الخدمات والوظائف على عناصرها ورفعت شعار السيطرة على جميع مفاصل الدولة المصرية من خلال توظيف عناصرها فى جميع الوزارات والهيئات فى الوقت الذى كان يعانى أفراد الشعب من البطالة، واستقطعت أجزاء عزيزة من جسم الوطن للموالين لها سواء سيناء التى حولتها إلى إمارة إرهابية بتجميع كل عناصر الإرهاب وفلول القاعدة عليها وعرضها لتكون وطنا بديلا للفلسطينيين بدلا من الدولة الفلسطينية والتنازل عن حلايب وشلاتين للسودان، وعم الفقر والجوع، حيث انتشرت طوابير الخبز والبنزين والسولار مع انقطاع التيار الكهربائى لساعات طويلة، ومنح قناة السويس لقطر، ورهن الآثار المصرية لها أيضا، ولن ننسى تهديد المعزول للإعلاميين والقضاة حينما أعلن فى خطابه «أنا صبرت كتير.. وعاوز أقول سنة كفاية» وانفجار هتافات مؤيدة «اغضب يا مرسي» ووصف محمد عبدالمقصود معارضى المعزول بأنهم خوارج العصر، واعتراض حازم أبوإسماعيل على هذا الوصف بقوله «والله الذى لا إله إلا هو خوارج الإمام على كرم الله وجه أطهر آلاف المرات من معارضى الرئيس محمد مرسى، على الأقل كانوا حافظين للقرآن أما من نراهم الآن فلا يحفظون إلا أغانى أم كلثوم ومايكل جاكسون وغيرهما من محترفى الرقص والعزف على مزامير الشيطان»، نذكر دعاة المصالحة بالقليل مما تعرض له الشعب المصرى على يد هذه الجماعة فكان طبيعيا أن يثور مرة أخرى ويسقط ويعزل هذه الجماعة ولن يسمح لها بالعودة مرة أخرى ولا توجد قوى فى العالم تجبره على هذا.
والمطلوب الآن ليس المصالحة إنما فرز الصفوف التى حان وقتها فعناصر الجماعة والموالين لها ما زالوا متغلغلين فى العديد من الوزارات، والمصالح الحكومية، والنقابات المهنية والعمالية ويفتعلوا الأزمات للشعب حينما تلوح لهم أى فرصة، وخير دليل ما حدث فى امتحانات الثانوية العامة من تسريبات، وقيامهم بجمع العملة الصعبة من السوق، الأمر الذى أدى إلى ارتفاع على حساب الجنيه المصرى، وإطلاق الشائعات والتشكيك فى كل المنجزات التى نحققها، خاصة المشاريع القومية وعلى رأسها قناة السويس الجديدة، كما سيطروا على العديد من الزوايا والجمعيات ولم نر عمل لجان التحفظ على أموالهم من خلال تقارير دورية تعلن للشعب، ومحاولات التهوين من أمر الجماعة بترديد الكلام عن الخلافات، والانقسامات، يدحضه أن الجماعة أعادت تنظيم صفوفها وبناء هياكلها، خاصة مكتب الإرشاد ورسالة محمود عزت خير دليل على ما نقول، وفروعها فى الخارج نظمت العديد من المؤتمرات فى ذكرى ثورة ٣٠ يونيو خاصة الهاربين بإسطنبول، وحرضوا ضد مصر وأعلنوا رفضهم للمصالحة، وكذلك أمريكا من خلال المنظمة المصرية الأمريكية للديمقراطية وحقوق الإنسان، وكان لافتا للأنظار حضور عدد من المتابعين لحقوق الإنسان الإيطاليين وتحدثوا عن قضية «جوليو - ريجيني».