الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

صفقات العشر الأواخر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد أيام قليلة من الكلام الفاسد عن المصالحة مع الإخوان الذى صدر عن الحكومة ورئيس الأغلبية البرلمانية، دخل السلفيون على الخط بعد تلقى إشارات خضراء من الكفيل، وقام الإخوة السلفيون بعملية احتلال واستيطان لمساجد الإسكندرية، وكانت البداية من مسجد الخلفاء الراشدين بمنطقة أبو سليمان شرق المدينة، حيث اقتحم العشرات من السلفيين المسجد واعتدوا على أئمة الأوقاف لمنعهم من إقامة الصلاة والشعائر، وطردوهم من المسجد للسماح للشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية وعراب حزب النور، بتولى أمور الشعائر والإشراف على الاعتكاف بالمسجد فى العشر الأواخر من شهر رمضان.
وقال مصدر بأوقاف الإسكندرية، إنهم فوجئوا بعدد كبير من السلفيين يقتحمون المسجد من كل المحافظات والمناطق، حاملين أمتعتهم الخاصة، ويطردون من فى المسجد ليجلسوا فى الساحة الداخلية وطرد كل من له علاقة بالأوقاف. مديرية الأوقاف أبلغت الوزارة والقطاع الدينى بالواقعة والجهات الأمنية لمنعهم من الاستيلاء على المسجد والتعدى على أئمة الأوقاف دون جدوى، مما جعل مفتشى مديرية الأوقاف مضطرين إلى التواصل مع الشيخ ياسر برهامى وقيادات الدعوة السلفية، وانتهت الموقعة بانتصار الإخوة السلفيون وتحرير المسجد من الكفار، بل قامت وزارة الأوقاف بإصدار تصريح خطابة للشيخ برهامى وتسليمه رسميا مسجد الخلفاء الراشدين يمرح فيه، وهو المسجد الأول ضمن ٤٠٠٠ مسجد تحت أمر السلفيين خلال الأيام القادمة.
هكذا الأمر بكل بساطة قرر السلفيون احتلال المساجد والاستيطان فيها تحت زعم الاعتكاف فى العشرة الأواخر من شهر رمضان المعظم، ونفذ السلفيون ما قرروه دون أى اعتبار لأحد، أيا كان «أوقاف أو شرطة أو قانون»، فى دولة مستباحة من الرأس إلى القدمين.
لكن الحكاية لها أصل، وما فعله سلفيو الإسكندرية لم يكن تصرفا عشوائيا وإنما كان بفضل قوة دفع جاءت محملة بنفحة خارجية، لشن حرب على الشيعة يقودها السلفيون فى مصر.
ودون أن يكذبها أحد أو يرد عليها، كانت صحيفة «الفجر» قد انفردت، قبل واقعة الإسكندرية بتفاصيل الصفقة التى تم إبرامها بين قيادة أمنية كبيرة، وقيادات الدعوة السلفية بالإسكندرية، لاستعادة المساجد التى سحبتها وزارة الأوقاف من الدعاة السلفيين، منذ شهور، وذلك إثر تساؤل شخصية عربية كانت تزور مصر مؤخرًا عن وقف نشاط الدعوة السلفية فى مواجهة التشيع، واستنكاره ابتعاد الداعية محمد حسان عن تلاميذه، وعن الدعوة، وهو ما تبعه حصول الأخير على حكم بالبراءة من تهمة ازدراء الأديان.
وكتب رامى رشدى أن البراءة ستتبعها عودته مجددا لنشاطه، عبر بوابة الصفقات الأمنية والاتفاقيات السرية.
حسان لن يعود هذه المرة على جواد تجديد الخطاب الدينى، الذى أسند بكل تفاصيله للداعية الشاب والمقرب جدًا من رئاسة الجمهورية الدكتور أسامة الأزهرى، ولكنه سيقود حرب مواجهة التمدد الشيعى، وتسند له تلك المهمة بكل تفاصيلها فى الفترة المقبلة.
وعلى مدار الأيام القليلة كانت هناك اتصالات مكثفة بحسان من أعلى مستوى ومن جميع المستويات سواء فى مصر أو فى دول الخليج كلها تصب فى اتجاه واحد، وهو ما هى الصيغة المناسبة للعودة الكبيرة لشيخ الدعوة السلفية خاصة مع المكانة الكبيرة التى يتمتع بها فى مصر والخارج.
وحسب مصادر «الفجر» ستأتى عودة حسان بمباركة من الأزهر، وذلك من خلال ترتيب لقاء ومؤتمر صحفى كبير يجمع بين الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر وحسان يقوم من خلاله بتقديم الشيخ الكبير باعتباره رمزًا من رموز الدعوة الإسلامية، وعقب المؤتمر أو قبله يتم عقد اجتماع كبير بين الشيخين يقوم فيه حسان بعرض نهجه ومنهجيته فى مواجهة الشيعة، خصوصا أن كل دروس الشيخ وخطبه وعظاته ستختص بهذا الدور، ولن تخرج عن هذا المحور وفقًا لما رسمته له القيادات الأمنية خلال الأيام القليلة الماضية.
ويعقب لقاء الطيب وحسان، لقاء آخر مغلق مع الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، يقوم فيه حسان بالاتفاق على تفاصيل المساجد التى يريد أن يؤم الصلاة ويلقى الدروس فيها.
وبعد مباركة الأزهر لعودة حسان بشكل واضح وصريح، وضمان عودته وفقًا لشروطه ورغباته وبشكل شرعى وقانونى للمساجد، تبقى معضلة لحسان، هى الميديا وكيفية عودته لها، وتلك النقطة تم حسم تفاصيلها، ووافق عليها الداعية، وفى حال عدم التوصل لاتفاق مع مالكى ومؤسسى الشبكتين سيتم تأسيس قناة جديدة برءوس أموال خليجية يضخها عدد من رجال الأعمال والمشايخ فى الدول العربية، على أن يتولى مسئوليتها فى القاهرة أحد المصريين المقربين من الشيخ.
صفقة العشرة الأواخر لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، ففى العام الماضى كان ذلك الحديث عندما دعا رئيس الدولة إلى تجديد الخطاب الدينى.
فى تلك الدعوة انبرى كل مشايخ الفتة وقالوا نحن لها.
وسرعان ما انطلقت التصريحات من كل فج عميق تعلن وصول الإسلام إلى قنوات الفضائيات، يجدد به الآباء المؤسسون للإرهاب عن نيتهم تجديد الخطاب الدينى.
أولهم بعض خريجى الأزهر.. وثانيهم أهل السلف، وحدث ولا حرج عن هذا التجديد.
وكان ثالث الأثافى الشيخ محمد حسان الذى أعلن أنه سيظهر عبر التليفزيون من خلال برنامج يومى فى شهر رمضان يحمل عنوان «المنهج النبوى فى دعوة الآخر».
ومن لا يعرف فإن الشيخ حسان هو أحد حمائم الليلة «شال الحمام وحط الحمام وخلع وما حدش عارف فين الفلوس اللى اتبرع بيها المصريون..»، «سلفى» يزعم التجديد.. لكنه يرفض الديمقراطية والسياحة.. ومن إبداعاته فى دعوة الآخر يقول: لا يجوز تولى المسيحى رئاسة الجمهورية ويضيف بتجويد: على القضاة مراجعة أنفسهم، كما يقدم وصفات طبية من «التراث» لأشياء أخرى تحت الحزام.
كما كان الأب الروحى لكل الإرهابيين، وهو ما كشفته الحلقة الثالثة من انفراد «البوابة نيوز» عن اعترافات خلية «كتائب حلوان»، حيث قالوا بالحرف: «تربينا على الخطب الدينية لـ«محمد حسان».
الشيخ السلفى مجدد الدين له نشاط دعوى مكثف فى درس أسبوعى بمسجد مجمع التوحيد بالمنصورة، ويقوم بالتدريس فى معاهد إعداد الدعاة، برضه فى المنصورة، حيث يرأس مجلس إدارة مجمع أهل السنة.
كتب الشيخ حسان الكثير من المؤلفات والكتب الداعية لقتل الآخر، ولكن كله يفوت ما دام قبل الصلح مع الليلة.
ومن أقواله الحركية فى مقالات وأحاديث:
المسيحى لا يجب أن يتولى منصبا مثل رئاسة الجمهورية، رافضا فكرة «الحكم بالديمقراطية»، لأن بها أفكارا بعيدة عن الله، متسائلا: أيليق بمجتمع مسلم أن يخدش حياء أبنائه باسم السياحة؟ ويستخرج الداعية السلفى بعض الوصفات الطبية من كتب التراث لعلاج الاكتئاب، والعقم وغيرهما، ومنها ما نسبه لـسيدنا على بن أبى طالب، ويقول فى وصفة علاج تأخر الإنجاب، خلط «قليل من ماء المطر على قليل من اللبن ويتم تحليتهما بالعسل ويتم شربها على ريق النوم، وتستمر على ذلك فترة، إضافة إلى الاستغفار كل يوم ١٠٠ مرة، وترديد دعوة سيدنا زكريا» تجديد.. وفى شهر أكتوبر من عام ٢٠١٠ م أصدر مولانا عبر قناة (الرحمة الفضائية) فتوى تُبيح بيع الآثار لمن يعثر عليها وتحطيم التماثيل أو طمس معالمها.. تجديد.
يقول الشيخ أحمد الشاذلى إن بداية الدعوة إلى تكوين داعش كانت دعوة مولانا حسان عندما طالب المسلمين جميعا فى عهد مرسى بتكوين جماعة إسلامية فى سوريا، وتكون على إثر هذه الدعوة داعش، ولم يظهر إلا بعد خطاب مولانا حسان، وقال بالحرف الواحد «لا بد أن يمدوا بالسلاح» باعترافه أن مؤتمر علماء المسلمين الوهابية افتوا: أن الجهاد واجب بالنفس والمال والسلاح، كل على حسب استطاعته، فجهاد الدفاع الآن واجب كفائى على المسلمين فى جميع أنحاء الأرض، وكانت دعوة صريحة من مولانا حسان إلى تكوين جماعة جهادية، وبالفعل بعد أربع وعشرين ساعة من دعوته ظهرت لأول مرة فى تاريخ الإسلام الست «داعش».
والدليل كما يقول الشاذلى إن السلفيين والإخوان فى مصر هما من تدعمان داعش، إننا لم نسمع واحدة منهما أنكرت ما يفعله داعش على الرغم من فظاعة وبشاعة ما يفعله، وحتى الأزهر الشريف صمت صمت القبور ورفض تكفيرهم واعتبرهم من المؤمنين الذين لا يجوز تكفيرهم.
هذا هو ما تعلمه وما يعرفه وما يروج له الشيخ محمد حسان، هنيئا لكل قيادات مصر المحروسة بتلك الصفقة مع الشيطان، ولك الله يا وطن.