يبهرك مستشفى 57357 بتصميمه العبقري والقبو الذي يتصدره، فبمجرد دخولك تشعر بهيبة المكان وعظمة البناء الذي أعطى مساحة للجمال والراحة النفسية والإضاءة الطبيعية، غير أن تجوالك بداخله يحول دون استمتاعك بالتصميم الخارجي للمستشفى الطبي الأول في مصر لعلاج سرطان الأطفال.
فيحتوي الدور الأول على قسم كبير لطوارئ الأطفال، هو في حقيقة الأمر لا يقل أهمية عن أقسام المستشفى الأخرى، بل يُعد أهمها على الإطلاق نظرًا لاحتياج طالب الخدمة إليه على امتداد سنين العلاج، فحتى بعد انتهائها يتردد الطفل على الطوارئ خلال الـ 24 ساعة، وعلى قدر الأهمية يعشعش الإهمال والفساد داخل هذا القسم الذي فقد قدرته على الإسعاف وأصبح يحتاج إلى طوارئ لإنقاذه.
تكتفي إدارة المستشفى بوجود أطباء نواب من قليلي الخبرة الطبية في أهم أقسام المستشفى، والتي يتردد عليها غالب كل الأطفال الذين تلقوا العلاج داخل المستشفى بأوجاع مختلفة وآهات قد تقتل القلوب القاسية ولكنها قد تخرج مرة أخرى دون تشخيص، فخبرة النائب المقيم لا تسمح له بقرار وهو غير قادر على التشخيص في حالات كثيرة، فيكتفي بمراجعة الاستشاري أو تحويل الطفل لتوقيع كشف جديد بالعيادة الخارجية، وقد يُخطئ تقديره وهو ما حدث كثيرًا وتبقى معاناة الطفل لحين العرض على الاستشاري فتفقد الطوارئ أهميتها في سرعة الإسعاف وتخفيف المعاناة، وهنا تُصبح مصدرًا للمعاناة والألم إذا كان هناك تطورًا مصاحبًا لوجع الطفل وغفل النائب عن اكتشافه لخبرته المتواضعة أمام استشاري الحالة أو وجود استشاري مصاحب لقسم الطوارئ.
يغيب وجود استشاري لعلاج الأورام قادر على تشخيص تطور الحالات المرضية للأطفال التي تتردد على طوارئ المستشفى، خاصة أن الأطفال بأمراضهم في حال تغير وتطور مبعثه الحقيقي صعوبة المرض وتحوره السريع وبالتالي تأثير ذلك على صحة الأطفال، فهناك أطفال لا يموتون من المرض وإنما من مضاعفاته على الصحة العامة وباقي أجهزة الجسم الحيوية.
فقد قسم الطوارئ بالمستشفى صفته الأساسية في إسعاف الأطفال وأصبح عبئًا على المريض دون إسعافه بشكل حقيقي أو تدوين ملاحظات من شأنها اكتشاف أي تطور في الحالة الصحية للطفل، عندما اكتفت إدارة المستشفى بوجود نواب داخل أهم أقسام المستشفى غير قادرين في حقيقة الأمر على اكتشاف أي مضاعفات حقيقية بخبرتهم قد تودي بحياة الطفل مكتفين فقط بالتواصل عبر الهاتف مع استشاري الحالة وهو ما يؤخر العلاج ويؤدي إلى تقليل نسب شفاء هؤلاء الأطفال، فضلًا عن زيادة المعاناة والحسرة والألم التي تجرعها المريض وأسرته ليس في فترة العلاج فقط وإنما بما يلحقها من متابعة يكون لقسم الطوارئ نصيب الأسد فيها.
إذا كنت سيء الحظ وحطت قدماك قسم الطوارئ بالمستشفى وقت تغيير شفتات العمل أو وقت صلاة الجمعة فلن تجد طبيبًا واحدًا، وقد تجد أغلب التمريض ما بين مشغول بهاتفه سواء داخل القسم أو أمام المبنى يحتسي كوبًا من الشاي مع قليل من السجائر، فقد تنتظر ساعة أو يزيد ولسان حال العاملين في أحد أهم أقسام المستشفى،: "وماذا يُصيب طفلك أكثر مما أصابه"، والأعجب أن كاميرات المراقبة داخل القسم بلا أي أهمية، فقد تطبع المشهد كاملًا ولكن من يجرؤ على محاسبة الطبيب أو طاقمه الطبي!
تبلدت مشاعر العاملين في قسم الطوارئ وأغلب أقسام المستشفى من كثرة ما يعترضهم من حالات مرضية شديدة التعقيد وعظيمة الألم، فأصبحت اللامبالاة والسلبية محركًا أساسيًا لأغلبهم فضلًا عن غياب الرقابة، فآلامك عليك أن تحبسها بداخلك والأشد ألمًا أنك تصطدم بطبيب فقد حاسة الشعور بألم مريضة فيصبح الألم مركبًا بين أنين الطفل ووجعه وتجاهل الطبيب.
الكل يتحرك داخل قسم الطوارئ بأريحية تدفعك للاندهاش من التعامل مع أطفال أضناهم الوجع والتعب وأهلكتهم مشقة الطريق وقد أتوا من سفر طويل بغية تخفيف آلامهم، فقد يدري أو لا يدري العاملون بهذا القسم أن الطفل المريض أتى إليهم من مسافة تقارب الخمسمائة كيلو أو يزيد طالبًا تخفيف الألم وتطيبه، فينتظر الطفل بوجعه ساعة كاملة ليأخذ دورة في توقيع الكشف داخل قسم الطوارئ رغم أن قوة العمل داخل القسم لا تقتصر على طبيب واحد كما يُشاهد في أحوال كثيرة، إلا أنك مضطر للانتظار حتى وإن لم يكن أمامك مريض آخر.
إذا أردت أن تحكم على أداء مستشفى فعليك أن تفحص سُبل الإسعاف فيها وقوتها وقدرة القائمين عليها في تخفيف ألم المتابعة والمعاودة لمريض لا يجد رجاءً إلا محاربة المرض ومواجهته إزاء أي تغير يطرأ على حالته ليصطدم ببيروقراطية وثقل في التعامل مع حالته، فضلًا عن ضعف وقلة خبرة القائمين على تقديم الخدمة داخل هذا القسم فهم قد يتعاملون بشكل تلطيفي مع الحالات الواردة إليهم ويتركون اتخاذ القرار للطبيب الاستشاري المسئول سواء بمحاولة الوصول إلية عبر الهاتف أو من خلال زيارة الطفل لتوقيع الكشف في العيادة دون اتخاذ قرار!، ولذلك تبقى المعاناة عنوانًا عريضًا لمستشفى نجحت في إنجاز مبنًا يُبهرك منظرة وتتعاطف مع روداة ولكنك قد تشم رائحة الموت تحت قبوه، وللحديث بقية.
فيحتوي الدور الأول على قسم كبير لطوارئ الأطفال، هو في حقيقة الأمر لا يقل أهمية عن أقسام المستشفى الأخرى، بل يُعد أهمها على الإطلاق نظرًا لاحتياج طالب الخدمة إليه على امتداد سنين العلاج، فحتى بعد انتهائها يتردد الطفل على الطوارئ خلال الـ 24 ساعة، وعلى قدر الأهمية يعشعش الإهمال والفساد داخل هذا القسم الذي فقد قدرته على الإسعاف وأصبح يحتاج إلى طوارئ لإنقاذه.
تكتفي إدارة المستشفى بوجود أطباء نواب من قليلي الخبرة الطبية في أهم أقسام المستشفى، والتي يتردد عليها غالب كل الأطفال الذين تلقوا العلاج داخل المستشفى بأوجاع مختلفة وآهات قد تقتل القلوب القاسية ولكنها قد تخرج مرة أخرى دون تشخيص، فخبرة النائب المقيم لا تسمح له بقرار وهو غير قادر على التشخيص في حالات كثيرة، فيكتفي بمراجعة الاستشاري أو تحويل الطفل لتوقيع كشف جديد بالعيادة الخارجية، وقد يُخطئ تقديره وهو ما حدث كثيرًا وتبقى معاناة الطفل لحين العرض على الاستشاري فتفقد الطوارئ أهميتها في سرعة الإسعاف وتخفيف المعاناة، وهنا تُصبح مصدرًا للمعاناة والألم إذا كان هناك تطورًا مصاحبًا لوجع الطفل وغفل النائب عن اكتشافه لخبرته المتواضعة أمام استشاري الحالة أو وجود استشاري مصاحب لقسم الطوارئ.
يغيب وجود استشاري لعلاج الأورام قادر على تشخيص تطور الحالات المرضية للأطفال التي تتردد على طوارئ المستشفى، خاصة أن الأطفال بأمراضهم في حال تغير وتطور مبعثه الحقيقي صعوبة المرض وتحوره السريع وبالتالي تأثير ذلك على صحة الأطفال، فهناك أطفال لا يموتون من المرض وإنما من مضاعفاته على الصحة العامة وباقي أجهزة الجسم الحيوية.
فقد قسم الطوارئ بالمستشفى صفته الأساسية في إسعاف الأطفال وأصبح عبئًا على المريض دون إسعافه بشكل حقيقي أو تدوين ملاحظات من شأنها اكتشاف أي تطور في الحالة الصحية للطفل، عندما اكتفت إدارة المستشفى بوجود نواب داخل أهم أقسام المستشفى غير قادرين في حقيقة الأمر على اكتشاف أي مضاعفات حقيقية بخبرتهم قد تودي بحياة الطفل مكتفين فقط بالتواصل عبر الهاتف مع استشاري الحالة وهو ما يؤخر العلاج ويؤدي إلى تقليل نسب شفاء هؤلاء الأطفال، فضلًا عن زيادة المعاناة والحسرة والألم التي تجرعها المريض وأسرته ليس في فترة العلاج فقط وإنما بما يلحقها من متابعة يكون لقسم الطوارئ نصيب الأسد فيها.
إذا كنت سيء الحظ وحطت قدماك قسم الطوارئ بالمستشفى وقت تغيير شفتات العمل أو وقت صلاة الجمعة فلن تجد طبيبًا واحدًا، وقد تجد أغلب التمريض ما بين مشغول بهاتفه سواء داخل القسم أو أمام المبنى يحتسي كوبًا من الشاي مع قليل من السجائر، فقد تنتظر ساعة أو يزيد ولسان حال العاملين في أحد أهم أقسام المستشفى،: "وماذا يُصيب طفلك أكثر مما أصابه"، والأعجب أن كاميرات المراقبة داخل القسم بلا أي أهمية، فقد تطبع المشهد كاملًا ولكن من يجرؤ على محاسبة الطبيب أو طاقمه الطبي!
تبلدت مشاعر العاملين في قسم الطوارئ وأغلب أقسام المستشفى من كثرة ما يعترضهم من حالات مرضية شديدة التعقيد وعظيمة الألم، فأصبحت اللامبالاة والسلبية محركًا أساسيًا لأغلبهم فضلًا عن غياب الرقابة، فآلامك عليك أن تحبسها بداخلك والأشد ألمًا أنك تصطدم بطبيب فقد حاسة الشعور بألم مريضة فيصبح الألم مركبًا بين أنين الطفل ووجعه وتجاهل الطبيب.
الكل يتحرك داخل قسم الطوارئ بأريحية تدفعك للاندهاش من التعامل مع أطفال أضناهم الوجع والتعب وأهلكتهم مشقة الطريق وقد أتوا من سفر طويل بغية تخفيف آلامهم، فقد يدري أو لا يدري العاملون بهذا القسم أن الطفل المريض أتى إليهم من مسافة تقارب الخمسمائة كيلو أو يزيد طالبًا تخفيف الألم وتطيبه، فينتظر الطفل بوجعه ساعة كاملة ليأخذ دورة في توقيع الكشف داخل قسم الطوارئ رغم أن قوة العمل داخل القسم لا تقتصر على طبيب واحد كما يُشاهد في أحوال كثيرة، إلا أنك مضطر للانتظار حتى وإن لم يكن أمامك مريض آخر.
إذا أردت أن تحكم على أداء مستشفى فعليك أن تفحص سُبل الإسعاف فيها وقوتها وقدرة القائمين عليها في تخفيف ألم المتابعة والمعاودة لمريض لا يجد رجاءً إلا محاربة المرض ومواجهته إزاء أي تغير يطرأ على حالته ليصطدم ببيروقراطية وثقل في التعامل مع حالته، فضلًا عن ضعف وقلة خبرة القائمين على تقديم الخدمة داخل هذا القسم فهم قد يتعاملون بشكل تلطيفي مع الحالات الواردة إليهم ويتركون اتخاذ القرار للطبيب الاستشاري المسئول سواء بمحاولة الوصول إلية عبر الهاتف أو من خلال زيارة الطفل لتوقيع الكشف في العيادة دون اتخاذ قرار!، ولذلك تبقى المعاناة عنوانًا عريضًا لمستشفى نجحت في إنجاز مبنًا يُبهرك منظرة وتتعاطف مع روداة ولكنك قد تشم رائحة الموت تحت قبوه، وللحديث بقية.