ما حدث في إسطنبول الأسبوع الماضى هو قمة «المسخرة السياسية» والانفصال عن الواقع وحالة الغيبوبة والضياع التي يعيشها أهل الشر، والذي عرضته قناة «الجزيرة مباشر» على الهواء مباشرةً، دعمًا لعملائها من جماعة الإخوان، حيث عقد ما يسمى «المجلس الثورى» في تركيا، مؤتمرًا صحفيا بحضور عدد من قيادات الإخوان وحلفائهم للزعم بأنهم متمسكون بعودة محمد مرسي، ومطالبة أنصارهم بالتصعيد في ذكرى عزله في ٣٠ يونيو.
والمتأمل لتصرفات الجماعة، يجد أن ما تعيشه الجماعة وهمٌ كبير عشش في عقولهم، أو لنقل «فيروس» لا شفاء منه اسمه «محمد مرسي» الرمز الأكبر للغباء السياسي في العالم. فَعَبْرَ أربع سنوات كاملة من عزل هذا الرجل، وبالتحديد منذ اعتصاميْ رابعة والنهضة، تصر الجماعة على عودته إلى جنة القصر الرئاسى في الاتحادية ليُكمل مدته، أو يدخل القصر ليدعو لانتخابات رئاسية جديدة، أو يدخل القصر حتى لو ليومٍ واحد ويفوض سلطاته الكاملة لآخرين.. ومقترحات أخرى لا تدخل إلا تحت بند «الهرتلة» السياسية الممجوجة، التي لا تليق بجماعة تمارس السياسة منذ ما يزيد عن ثمانية عقود.
ألم تر الجماعة أن أحدًا من الشعب المصرى لم يتعاطف معها من أجل عودة رئيسهم مرسي؟ ألم تر الجماعة أن الشعب المصرى ذاق الأمريْن وهو يرزح تحت حكم الإخوان في العام الأشد سوادًا في تاريخ مصر المعاصر؟ ألم تر الجماعة أن الشعب المصرى لم يعتبر مرسي رئيسًا له بعد انتخابه بالتزوير نظرًا لأنه فضل أن يكون رئيسًا للأهل والعشيرة؟ ألم تر الجماعة أن السلفيين أنفسهم احتجوا على عمل الرئيس لمصلحة الجماعة وأخونة الدولة لتكون دولة الجماعة والعمل على خروجهم من المشهد السياسي وهو ما دعاهم للانضمام إلى ائتلاف ٣٠ يونيو؟ وحتى رغم عودة الجماعة إلى صوت العقل بالتخلى عن مطلب عودة مرسي إلى «فردوس» الاتحادية في محاولة لمغازلة القوى الشبابية والثورية، إلا أن هذا كان محض لحظات عابرة، سرعان ما تنقضى لتعود الجماعة إلى ضلالها القديم. بل إن «المجلس الثورى» شن في مؤتمره الصحفى الأسبوع الماضى فقط هجومًا عنيفًا على قيادات الإخوان الذين طالبوا بتخطى مرحلة محمد مرسي، زاعمين أن ولاية مرسي لم تنته، وكاشفين عن حملة دولية سينظمها الائتلاف للمطالبة بعودة محمد مرسي في عدد من الدول الأوروبية.
ومنذ أربع سنوات كاملة، وبالتحديد في ٣٠ يونيو ٢٠١٢، أدى محمد مرسي اليمين الدستورية أمام مئات الآلاف من المصريين المحتشدين في ميدان التحرير، قائلًا للمصريين جميعًا: «إنكم مصدر السلطة ولا تعلو عليكم أي مؤسسة»، مضيفًا ومخاطبًا الحشود التي تابعته في الميدان وفى عموم مصر أنه إذا غاب الفرع (في إشارة إلى البرلمان المنحل) أعود إلى الأصل (في إشارة إلى الشعب المصري)، مؤديًا اليمين الدستورية أمامهم.وقال مرسي في كلمته في ميدان التحرير: «لا سلطة فوق سلطة الشعب.. أنتم أصحاب السلطة.. أنتم أصحاب الإرادة.. أنتم مصدر هذه السلطة»، مضيفًا: «أنا صاحب القرار بإرادتكم». وكان يجب على الرئيس الذي انتخبه الشعب، وحلف أمامه اليمين الدستورية في ميدان التحرير أن يقنع بإرادة الشعب الذي اجتمع في ميدان التحرير وأمام الاتحادية، وفى كل ميادين مصر لعزله في ٣٠ يونيو ٢٠١٣، ولكن لأنهم «إخوان كاذبون» فإن كلمات مرسي في الميدان لم تكن سوى لدغدغة مشاعر الثوار في الميدان، واكتساب مزيدٍ من الشرعية والتأييد من الجالسين أمام شاشات التليفزيون. ولأنهم أيضًا «إخوان فاشلون» فلم ينصتوا إلى إرادة الشعب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، تضع الأمور في نصابها بعد فشلهم الذريع في إدارة شئون البلاد. لقد كان خطاب مرسي في الميدان كذبة كبيرة على المصريين من أول «لا سلطة فوق سلطة الشعب» وحتى حركته الأمريكانى حين حرص على الاقتراب من الجماهير في الميدان قائلا: «أنا لا أخاف إلا الله وأعمل من أجلكم»، وأشاح بأطراف بدلته، مؤكدًا أنه لا يرتدى قميصًا واقيًا من الرصاص، مكررًا عبارته أكثر من مرة، وتبين فيما بعد أنه كان يرتدى ذلك القميص الذي جُلب له خصيصًا من الولايات المتحدة قبل خطابه بأربع وعشرين ساعة. وأمس فقط ٣٠ يونيو ٢٠١٦، انتهت رسميًا المدة الرئاسية المزعومة التي تطالب جماعة الإخوان بأن يكملها رئيسهم المخلوع محمد مرسي- لا أعاده الله - فقد انقضت أربع سنوات بالتمام والكمال من الانتخابات الرئاسية التي زورتها الجماعة وقيامها بتهديد الدولة، إذا لم تعلن فوز مرشحهم الإرهابى، لذا فإننى أقول للمجلس الثورى الإخوانى المزعوم الذي يناضل من الأراضى التركية وبدعمٍ مادى وإعلامي من دويلة قطر، إن مدة «إلهكم» المعبود مرسي قد انقضت، ولا سبيل للدعوة لإكمال مدته، أو لعودته هو والجماعة المأزومة إلى السلطة.
وفى النهاية، وعلى غرار الرسالة المسجلة لشركات الاتصالات، أعتقد أنه لو اتصلت الجماعة بقصر الاتحادية، فلن يسمعوا سوى هذه الرسالة: أيها الإخوان: عفوًا لقد نَفَدَ رئيسُكم..!
والمتأمل لتصرفات الجماعة، يجد أن ما تعيشه الجماعة وهمٌ كبير عشش في عقولهم، أو لنقل «فيروس» لا شفاء منه اسمه «محمد مرسي» الرمز الأكبر للغباء السياسي في العالم. فَعَبْرَ أربع سنوات كاملة من عزل هذا الرجل، وبالتحديد منذ اعتصاميْ رابعة والنهضة، تصر الجماعة على عودته إلى جنة القصر الرئاسى في الاتحادية ليُكمل مدته، أو يدخل القصر ليدعو لانتخابات رئاسية جديدة، أو يدخل القصر حتى لو ليومٍ واحد ويفوض سلطاته الكاملة لآخرين.. ومقترحات أخرى لا تدخل إلا تحت بند «الهرتلة» السياسية الممجوجة، التي لا تليق بجماعة تمارس السياسة منذ ما يزيد عن ثمانية عقود.
ألم تر الجماعة أن أحدًا من الشعب المصرى لم يتعاطف معها من أجل عودة رئيسهم مرسي؟ ألم تر الجماعة أن الشعب المصرى ذاق الأمريْن وهو يرزح تحت حكم الإخوان في العام الأشد سوادًا في تاريخ مصر المعاصر؟ ألم تر الجماعة أن الشعب المصرى لم يعتبر مرسي رئيسًا له بعد انتخابه بالتزوير نظرًا لأنه فضل أن يكون رئيسًا للأهل والعشيرة؟ ألم تر الجماعة أن السلفيين أنفسهم احتجوا على عمل الرئيس لمصلحة الجماعة وأخونة الدولة لتكون دولة الجماعة والعمل على خروجهم من المشهد السياسي وهو ما دعاهم للانضمام إلى ائتلاف ٣٠ يونيو؟ وحتى رغم عودة الجماعة إلى صوت العقل بالتخلى عن مطلب عودة مرسي إلى «فردوس» الاتحادية في محاولة لمغازلة القوى الشبابية والثورية، إلا أن هذا كان محض لحظات عابرة، سرعان ما تنقضى لتعود الجماعة إلى ضلالها القديم. بل إن «المجلس الثورى» شن في مؤتمره الصحفى الأسبوع الماضى فقط هجومًا عنيفًا على قيادات الإخوان الذين طالبوا بتخطى مرحلة محمد مرسي، زاعمين أن ولاية مرسي لم تنته، وكاشفين عن حملة دولية سينظمها الائتلاف للمطالبة بعودة محمد مرسي في عدد من الدول الأوروبية.
ومنذ أربع سنوات كاملة، وبالتحديد في ٣٠ يونيو ٢٠١٢، أدى محمد مرسي اليمين الدستورية أمام مئات الآلاف من المصريين المحتشدين في ميدان التحرير، قائلًا للمصريين جميعًا: «إنكم مصدر السلطة ولا تعلو عليكم أي مؤسسة»، مضيفًا ومخاطبًا الحشود التي تابعته في الميدان وفى عموم مصر أنه إذا غاب الفرع (في إشارة إلى البرلمان المنحل) أعود إلى الأصل (في إشارة إلى الشعب المصري)، مؤديًا اليمين الدستورية أمامهم.وقال مرسي في كلمته في ميدان التحرير: «لا سلطة فوق سلطة الشعب.. أنتم أصحاب السلطة.. أنتم أصحاب الإرادة.. أنتم مصدر هذه السلطة»، مضيفًا: «أنا صاحب القرار بإرادتكم». وكان يجب على الرئيس الذي انتخبه الشعب، وحلف أمامه اليمين الدستورية في ميدان التحرير أن يقنع بإرادة الشعب الذي اجتمع في ميدان التحرير وأمام الاتحادية، وفى كل ميادين مصر لعزله في ٣٠ يونيو ٢٠١٣، ولكن لأنهم «إخوان كاذبون» فإن كلمات مرسي في الميدان لم تكن سوى لدغدغة مشاعر الثوار في الميدان، واكتساب مزيدٍ من الشرعية والتأييد من الجالسين أمام شاشات التليفزيون. ولأنهم أيضًا «إخوان فاشلون» فلم ينصتوا إلى إرادة الشعب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، تضع الأمور في نصابها بعد فشلهم الذريع في إدارة شئون البلاد. لقد كان خطاب مرسي في الميدان كذبة كبيرة على المصريين من أول «لا سلطة فوق سلطة الشعب» وحتى حركته الأمريكانى حين حرص على الاقتراب من الجماهير في الميدان قائلا: «أنا لا أخاف إلا الله وأعمل من أجلكم»، وأشاح بأطراف بدلته، مؤكدًا أنه لا يرتدى قميصًا واقيًا من الرصاص، مكررًا عبارته أكثر من مرة، وتبين فيما بعد أنه كان يرتدى ذلك القميص الذي جُلب له خصيصًا من الولايات المتحدة قبل خطابه بأربع وعشرين ساعة. وأمس فقط ٣٠ يونيو ٢٠١٦، انتهت رسميًا المدة الرئاسية المزعومة التي تطالب جماعة الإخوان بأن يكملها رئيسهم المخلوع محمد مرسي- لا أعاده الله - فقد انقضت أربع سنوات بالتمام والكمال من الانتخابات الرئاسية التي زورتها الجماعة وقيامها بتهديد الدولة، إذا لم تعلن فوز مرشحهم الإرهابى، لذا فإننى أقول للمجلس الثورى الإخوانى المزعوم الذي يناضل من الأراضى التركية وبدعمٍ مادى وإعلامي من دويلة قطر، إن مدة «إلهكم» المعبود مرسي قد انقضت، ولا سبيل للدعوة لإكمال مدته، أو لعودته هو والجماعة المأزومة إلى السلطة.
وفى النهاية، وعلى غرار الرسالة المسجلة لشركات الاتصالات، أعتقد أنه لو اتصلت الجماعة بقصر الاتحادية، فلن يسمعوا سوى هذه الرسالة: أيها الإخوان: عفوًا لقد نَفَدَ رئيسُكم..!