الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الهاربون مقابل العلاقات مع تركيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان عن وجه جديد يختلف كليًا مع ما وصفته به البروباجندا الإسلامجية طوال العشرة أعوام الماضية، فخليفة المسلمين المزعوم ارتكب فعلًا فاضحًا مع إسرائيل بتطبيع كامل للعلاقات «لحس» به شرطه العنترى السابق عن عودة العلاقات مقابل رفع الحصار عن غزة، كما تنازل عن كل القضايا الدولية المرفوعة على إسرائيل بعد حادث مركب مرمرة، ووافق على دفع إسرائيل لمبلغ أو «دية» لـ ١٠ أتراك كانوا على متنها أثناء محاولتها كسر الحصار الإسرائيلى على غزة عام ٢٠١٠.
لم تكن عودة العلاقات مع إسرائيل هي رقصة أردوغان الوحيدة بل تزامنت معها رقصة «استربتيز» كاملة مع روسيا، خلع فيها «أسد تركيا» كل ملابسه حتى يرضى عنه القيصر فلاديمير بوتين، وقدم اعتذارًا رسميًا عن إسقاطه للطائرة الروسية التي ادعى أنها اخترقت المجال الجوى التركى، ووعد بالتحقيق في الواقعة، لا تندهش أنه قد يقدم الطيار الذي قام بذلك للمحاكمة، روسيا لن تقبل أقل من ذلك وقطعًا «السلطان» لن يرفض.
وفى تركيا التقى «خليفة الإخوان وداعش» بمنظمات «الشواذ والمتحولين جنسيًا» ليعلن للعالم عن تضامنه مع حقوقهم، رقصة أخرى يحاول فيها استمالة الشواذ ليكونوا بوابته مرة أخرى للعالم، كل ذلك والمتأسلمون في تركيا «يطبلون» لتحركاته المتعارضة مع الشريعة الإسلامية، ويرون الأساطير عن برجماتيته السياسية الناجحة لإنقاذ الاقتصاد التركى حسبما يروجون.
ما يقوم به أردوغان ليس بجديد في تاريخه الحافل بالتناقضات، فخلال رحلته الممتدة لعشرين عامًا في السلطة، تعلم أصول اللعبة الدولية وتيقن من غرق مركب أوباما ومعها أحلامه في إحياء الخلافة مستغلًا سقوط أو إسقاط دول الشرق الأوسط، ولم يجد أمامه سوى الاستسلام لواقع جديد في المنطقة بدأ في قلب القاهرة يوم ٣٠ يونيو عام ٢٠١٣.
كانت هذه الثورة هي بداية نهاية المشروع التركى ونهاية حلم أردوغان ولذلك كان يكرهها ويكره ما انتهت إليه بوصول الرئيس عبدالفتاح السيسى للرئاسة عبر انتخابات ديمقراطية شهد بها العالم، وحاربها بكل قوته وفتح خزائن أمواله لصناعة معارضة وهمية من بقايا الإخوان وعدد من الشخصيات السياسية والفنية التي قبلت لعب هذا الدور القذر ضد وطنها.
وخلال السنوات الماضية تمسكت مصر بشرعية ثورة ٣٠ يونيو، وتبجحت تركيا بالتمسك بالرئيس الاخوانى محمد مرسي، وتحرش أردوغان عشرات المرات بمصر وقيادتها.
بالتأكيد الوضع الإقليمى تغير، ونجح الرئيس السيسى في إعادة مصر مرة أخرى للساحة الدولية كقوة إقليمية عائدة لممارسة دورها الذي حاولت تركيا السطو عليه طوال السنوات التالية لعام ٢٠١١ والآن تعرض تركيا الصلح والتراجع عن تمسكها بمرسي، ومصر من موقف القوة رحبت بالخطوة.
ولكن قبل الحديث عن مصالحة قريبة مع تركيا يجب أن نضع على مائدة الحوار النقاط الآتية:
١- أردوغان وأجهزته الأمنية وتنسيقه مع دويلة قطر أذى مصر بشكل مباشر لمدة ٦ أعوام كاملة.
٢- هناك دعم قدم لعناصر إرهابية تنتمى لتنظيم بيت المقدس في سيناء وخلايا الإخوان النوعية لاستهداف قوات الجيش والشرطة.
٣- هناك هاربون وقنوات فضائية تبث من إسطنبول لاستهداف العلاقة بين المواطن وأجهزة الدولة وبث روح الشك والفرقة بين مكونات المجتمع المصرى وصلت للتحريض بقتل ضباط الشرطة وعرض أسمائهم وصورهم وأرقام هواتفهم وتهديد السفارات الأجنبية.
٤- وفرت الملاذ الآمن لقيادات الخيانة، ومن هناك صدرت الأوامر لتخريب مصر ووزارة الداخلية تملك قوائم كاملة بأسمائهم، ومن ثم يجب التمسك بترحيلهم جميعًا لمحاكمتهم.
٥- هناك خسائر مادية تكبدتها الخزانة المصرية بسبب تلك الممارسات وبالتالى يجب مطالبة تركيا بتعويضات مالية تتناسب مع حجم الضرر.
أعلم أن خريطة القوى في المنطقة تغيرت.. والعلاقات المصرية التركية مفيدة اقتصاديًا وسياسيًا، والتخلص من العداء المباشر أنفع للطرفين، وما نطالب به أقل ما يمكن أن نتمسك به في مفاوضتنا مع الأتراك تمهيدًا لعودة العلاقات.
بالفعل سقط صنم أردوغان وضاعت ملايين الدولارات التي أنفقت لتقديمه للعالم على أنه النموذج الإسلامى في الحكم، وأثبتت الأيام زيف تلك الصورة، ومصر في موقف قوة يمكنها من الضغط والوصول إلى أقصى المكاسب وإعطاء الخليفة درسًا لن ينساه، فاللعب مع مصر هو لعب بالنار.