الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

"أفراح القبة" للنقاد و"الأسطورة" للجمهور

«الأسطورة»
«الأسطورة»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هذه السنة، فى مهرجان رمضان التليفزيونى، من المرات التى اتسعت فيها المسافة بوضوح، بين ما يعجب أهل النقد والثقافة والتذوق المتميز بشكل عام، والجمهور العادى البسيط الواسع، وللإنصاف والموضوعية فإن هذه الفروق توجد فى العالم كله فى ٢٠١٦، دار إعجاب النقاد والمتذوقين ما بين مسلسلات «أفراح القبة- ونوس- جراند أوتيل»، بينما ركز الجمهور، مشاهدة وإعجابًا، على مسلسلات: «الأسطورة- القيصر- صد رد»... ويمكن أن يلتقى بعض هؤلاء وأولئك من الجانبين، على الإعجاب أو قدر من الانجذاب إلى مسلسلات: «فوق مستوى الشبهات- هى ودافنشى- الميزان».. وفى اعتقادى أن الكثيرين من الجمهور العام، فى ظروف مشاهدة تالية، أهدأ وأقل زحامًا وإرباكًا فيما يعرض، يمكن أن يتقبل ويستسيغ، بل ويحب: مسلسل «جراند أوتيل»، لأن الإمتاع الفنى الراقى، والجمال الشامل فيه يمكن أن يصلا آخر الأمر إلى كل المشاهدين، إخراجًا وسيناريو وحوارًا وتمثيلًا وتصويرًا وديكورًا وأزياء وموسيقى.. إلى آخر كل تلك العناصر... كما أن «ونوس» يمكن أن يلفت انتباههم ويجذبهم، سواء بالأداء البارع المتفوق لمعظم الممثلين، أو بفكرة يعرفها الناس فى مجمل العصور ومختلف مستويات الوعي.. فكرة الصراع مع الشيطان الدائم المطارد للخير فى النفس الإنسانية، يقتحمها دراميًا الكاتب القدير عبد الرحيم كمال فى «ونوس»، وقد نجح المخرج شادى الفخرانى، ونجح أكثر عبد الرحيم كمال، ووصل إلى النجاح النموذجى الفخرانى وبعض المؤدين كحنان مطاوع، لكن المؤلف والمخرج معًا لم يبلغا مستوى النجاح العظيم والإبداع الأقرب إلى الكمال الفنى، فى تحفتهما الفريدة «الخواجة عبد القادر». لكن نحسب أيضًا أن العمل الثالث، الذى يعتد به النقاد والمتذوقون كثيرًا «أفراح القبة».. سوف يظل متعذرًا أو متعثرًا وصوله إلى عامة الجمهور، وخاصة لأن المسلسل التزم بطريقة نجيب محفوظ فى نصه الروائى، والتى قد تصلح أكثر للأدب، حيث يروى الأبطال كل منهم قصته فى فصل يخصه، وأحيانًا تتكرر الوقائع ذاتها، ولكن من وجهة نظر وعين صاحب الفصل.. هذا صنع بعض الارتباك، للمشاهد الذى لم يعتد مثل ذلك، والذى لم يعرف أو يقرأ روايات بهذا التكنيك.. أما «تكنيك الإخراج» للمبدع القدير محمد ياسين، فنحسب أنه يمكن أن يمتع بجمالياته وتجلياته الجميع، كما أن معظم الممثلين بارعون مدهشون، وسوف نعود إليهم.. وإن توقفنا هنا أمام منى زكى، فهى تقدم أروع أدوار عمرها، تستجمع فيه كل خبراتها فى الحياة وفى الفن معًا، وتقدمها دفعة واحدة فى أنضج ما يكون، ومن الواضح الجلى أنها كما استمتعت وهى تؤدى، ولهذا فإنها بنفس القدر برعت وأمتعت! ولهذا فهى ممثلة هذا الموسم الأولى بلا منازع، إلا نيللى كريم ويسرا.. بقدر ما أن الفخرانى هو ممثل العام الأول بلا منازع! أما ممثلو وممثلات الأدوار الثانية فما أبرع وأجمل الكثيرين منهم.. ولكن ذلك (الحصاد) له حديث آخر تال. 
رسالة وتعقيب:
رسالة القارئة بشاير أحمد من الإسكندرية، تعلق على ما كتبناه الأسبوع الماضى عن «برامج المقالب»، وهى البرامج التى تثير عادة لغطًا وسخطًا واضحين، وصارت بحق من أكثر ظواهر تليفزيون رمضان إزعاجًا وتفاقمًا، والطريف أن القارئة تعترض أصلًا على الاهتمام بهذا الموضوع.. مع أنها تضيف فى شأنه ملاحظات ملفتة، تقول: «كنت أتمنى أن تركزوا فى الكتابة، فى هذه الفترة، على تناول أعمال رمضان الدرامية.. فمن وجهة نظرى الاختيار للكتابة فى موضوع «برامج المقالب» خطأ لأن توقيته خطأ، وتحديدًا فى زخم توهج ونضج عدد ملحوظ من أعمال الدراما هذا العام.. والجديرة فعلًا بالكتابة عنها وتناولها وتأملها، كما أن هناك اختلافًا حول موضوع برامج المقالب نفسه، فهى مادة يقبل عليها جمهور كبير عالميًا وعربيًا.. وتطورها الطبيعى فى العالم وصل إليه رامز جلال بكل تأكيد، ودون أى تمثيل أو خداع.. هذا غير كم المجهود والتكلفة والتقنيات عالية الجودة التى تسخدم فى العمل.. باختصار يوجد الأهم من وجهة نظرى كان تجب الكتابة عنه، وخاصة أن الكتابة عن برامج المقالب أمر مكرر.. أنا آسفة جدًا.. لكن من متابعتى لك، أثق فى عقليتك التى ترحب بالاختلاف وفى تقبلك للنقد...». وتعقيبى على هذه الرسالة: «بالتأكيد أرحب بكل نقد وبأى اختلاف فى الرأي.. لكن الذى شجعنى على أن أكتب ضمن مقالى السابق عن «برامج المقالب»، أمران: أولهما ملاحظتى أنه من النادر تناولها بشيء من الجدية أو التقييم قبل إصدار الأحكام، وكثيرًا ما يكون التعليق عليها بمجرد كلمات أقرب إلى الشتائم، أو التعبير عن رفض واستهجان وانتهى الأمر! بل إننى أعتبر ما جاء فى رسالة القارئة، يتضمن التفاتة جادة إلى زاوية فى الموضوع، وإضافة إلى ما كتبته. ثانيًا، أؤكد اعتقادى أنه لا يوجد تناول صحيح وجدى لأى عمل فنى إلا بعد اكتمال عرضه، والعروض كلها لم تكتمل بعد! وكل ما كتبته قبل ذلك ويكتبه غيرى، خلال رمضان، هو مجرد انطباعات وتحيات، أو ملاحظات عامة سواء إيجابية أو سلبية، وبالتأكيد فإنه يوجد الكثير مما يستحق بعد انتهاء العروض تناوله بالتحليل والتقويم الشامل».