وأكد
الناظر أن زواج الأقارب يؤدي إلى وجود عدد كبير من المشاكل والأمراض لدى الأبناء؛
بسبب ذلك النوع من الزواج، فتقارب الصفات الوراثية بين الزوج والزوجة يؤدي لدى
حدوث خلل جيني عند البنات والأبناء الذين يتم إنجابهم.
ولفت
الناظر، إلى أنه تتفاوت نسبة خطورة الأمراض والمشاكل التي يصابون بها، فقد يكون
هناك خلل في أحد أعضاء الجسم وقد يكون هناك أمراض أخرى كثيرة التي تبدأ بالحساسية
وقد تصل إلى أمراض القلب وما إلى ذلك وأيضًا أمراض القصور الذهني مثل التوحد
والطفل المنغولي وشتي أنواع الإعاقة العضوية أو الذهنية قائلًا: «ولذلك فنحن
كأطباء نحذر بشدة من زواج الأقارب».
وأضاف: «بسبب
ذلك تجد أغلب العائلات العربية التي يوجد بها زواج الأقارب ينتشر بينها الأمراض
الوراثية، وهو ما يفسر أسباب انتشار الأمراض الوراثية في مصر والعالم العربي بصورة
أكبر من أوروبا وذلك لانتشار العادات والتقاليد التي تنص على ضرورة زواج ابن الخال
وابن العم وبنت الخال وبنت العم وغير ذلك من الأقارب، مشيرًا إلى أن الفراعنة
قديما كانوا يعقدون الزواج بين الأخ وأخته وهو الأمر الذي يفسر وفاة الأبناء بصورة
سريعة خلال تلك العصور».
وأوضح
الناظر، أنه كلما ازدادت صلة القرابة بين الرجل والمرأة كلما كان ذلك أدعي للإصابة
بالأمراض الوراثية، وقد تقل درجة خطورة الأقارب من بعيد، ولكن ذلك لا يعفي ذلك من
استمرار وجود درجة الخطورة فكل مستويات القرابة قد تشكل عنصرا مسببا لوقوع المشاكل
والأمراض الوراثية وغيرها من الأمراض، مشيرًا إلى عدم وجود طريقة لإمكانية الوقاية
من الإصابة بالأمراض الوراثية والأمراض الناتجة بزواج الأقارب، لافتًا إلى أن هناك
عيادات متخصصة في الوراثة البشرية من الممكن الاتجاه للكشف المبكر والتحليل لتوضيح
ما إذا كان هناك وجود مرض وراثي أم لا.
ويضيف الدكتور
حسام رفاعي، أستاذ الميكروبيولوجي والمناعة بمعهد بحوث التناسليات، أن ديننا
الحنيف يأمرنا بالمحافظة على صحة وسلامة المجتمع، وكذلك قال الله تعالى: «يا أيها
الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند
الله أتقاكم»، لافتا إلى أن زواج الأقارب ثبت صحيا أن له آثار صحية سلبية تضر
بالصحة وتؤثر على سلامة الأطفال والنسل.
وقال رفاعي أن الأمر في النهاية يعود إلى طبيعة المرأة، وقد أثبت أن ذلك النوع من
الزواج ينقل صفات وراثية سيئة لتظهر بعد ذلك في النسل، وهو أمر شائع الحدوث فحينما
نجد على سبيل المثال الزوج أو الزوجة الأقارب أحدهما مصاب بمرض السكر فذلك ينتج
نسلًا مصابًا بذات المرض ويقاس على ذلك باقي الأمراض الوراثية.
وتابع أن
فحوص ما قبل الزواج غير دقيقة بنسبة 100% لدراسة حالات زواج الأقارب ولا تستطيع
تحديد مدى صحة وجود خلل ما بالجينات والأفضل والأحوط الابتعاد عن ذلك النوع من
الزواج.
فيما اكد الدكتور بكر زكي عوض، العميد السابق لكلية أصول الدين، وعضو المجلس الأعلى للشئون
الإسلامية، أنه لا يوجد نص قطعي في القرآن والسنة النبوية لمنع الزواج بين
الأقارب، ولكنه ورد في الأثر «اغربوا لا تضووا حتى لا يأتي النسل ضعيفا»، بمعني
زواج الأباعد، ورغم ذلك تزوج على بن أبي طالب رضي الله عنه بفاطمة بنت سيدنا محمد «صل
الله عليه وسلم»، وهو ابن عم الرسول، ورزقهما الله خيرة الشباب فتوة وحماسًا.
وتابع
عوض، يجب التنبيه إلى أنه إذا أجمع الأطباء على أن الزواج من الأقارب مع تحديدهم
لدرجة القرابة سواء الثانية أو الثالثة أو الرابعة فإن راي الأطباء يُعتد به شرعًا
وفتوي من الضروري الأخذ بها حتى لا يؤدي ذلك إلى إنتاج سلالة مريضة وضعيفة، مشيرًا
إلى أن ذلك استنادًا وأخذًا من قول الله تعالي «فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن
كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ»، وقال تعالي: «وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ»، وقوله
تعالي: «وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وإلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ
لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ».