فى سبعينيات القرن الماضى بدأت الأضواء تعرف طريقها إلى أحمد مرسى القادم من محافظة المنيا الذى اشتهر فيما بعد بـ«أحمد عدوية»، وبمرور الوقت أصبح رمزا للأغنية الشعبية وتعلق به وبصوته الملايين من أصحاب الحرف وسكان المناطق الشعبية، وفى تلك الفترة هاجمه المثقفون والنخبة واعتبروه رمزا للعشوائية والابتذال، وبالرغم من ذلك انتشرت وقتها بعض الأقاويل التى تؤكد أن أى مثقف كان يهاجم عدوية كان يهاجمه أمام الناس، وحينما يدخل إلى سيارته يبدأ فى تشغيل «الكاسيت» وبه أغانى عدوية الجديدة.
وبعد الشهرة العريضة التى تمتع بها عدوية بدأ بعض الخبثاء فى تسويق هذه الشهرة باعتبارها غطت على شهرة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وحينما علم عدوية بذلك أكد أن علاقته بحليم قوية، وأن الشائعات انتشرت وقتها لإشعال الخلافات بين أهل المغنى، وخرج عدوية بذكاء شديد من تلك الأزمة حتى لا يخسر جمهور العندليب.
وفى نهاية التسعينيات من القرن الماضى وبعد أزمة طاحنة ضربت السينما المصرية لعدة سنوات، ظهر فى الكادر السينمائى الفنان محمد هنيدى، لتبدأ معه السينما مرحلة جديدة من النجاح، ووقتها دشن الخبثاء حملة روجوا فيها أن هنيدى يقول للمقربين منه إن إيرادات أفلامه لم تحققها أفلام عادل إمام، ولكن هنيدى كان أكثر ذكاءً، فخرج لينفى هذا الكلام ويؤكد أن عادل إمام قيمة فنية كبيرة.
وفى العقد الثانى من الألفية الجديدة ذاع صيت الفنان محمد رمضان وحجز لنفسه مبكرا مكانا فى الصفوف الأولى لكبار نجوم التمثيل فى مصر، وارتبط به الملايين من المصريين البسطاء ورأوا أنفسهم فى ملامحه، واقتنص رمضان الفرصة تلو الأخرى لتأكيد نجاحه، واكتمل نجاحه السينمائى بنجاح أكثر وضوحا مع الدراما التليفزيونية، ليحقق أعلى نسبة مشاهدة من خلال «ابن حلال» وبعده «الأسطورة»، وما بين السينما والتليفزيون نجح حينما وقف على خشبة مسرح الدولة، ولكن هذا النجاح لم يكن بالنسبة له نهاية علاقته بالمسرح، بل كان بداية لطرق أبواب المسرح الخاص من خلال مسرحية «أهلاً رمضان» التى ينوى عرضها على مسرح الهرم فى عيد الفطر المبارك.
رمضان عبر مشواره الصغير من حيث السنوات والكبير من حيث النجاح كان ذكيا طموحا، لدرجة تشعرك بأنه «يتعجل» النجاح و«يتعطش» دوما للتمثيل، وهذا حقه فهو لديه طاقة كبيرة تجعله يستكمل مشواره بنفس النجاح، ولكنه ارتكب سواء بقصد أو بدون قصد مجموعة من الأخطاء، نجح أسلافه فى الابتعاد عنها، كما ذكرنا فى حالتى عدوية وهنيدى، فبعد أن قام منتج مسرحيته «أهلاً رمضان» بتأجير مسرح الهرم لعرض مسرحيته عليه قام رمضان بتسويق هذا الأمر بشكل غلفه بعض الغرور، حيث قال على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» إنه سيبدأ عرض مسرحيته على مسرح الهرم «الزعيم سابقا»، فى إشارة إلى أن هذا المسرح الذى شهد عرض مسرحيات عادل إمام على مدار سنوات طويلة أصبح مسرح «الأسطورة» لينتهى عصر الزعيم.
رمضان الذى أكمل عامه الثامن والعشرين منذ شهر تقريبا يحتاج بجانب وعده بتغيير موضوعات أعماله وتغيير الشخصية النمطية التى يجسدها فى تلك الأعمال يحتاج أيضا للتمهل قليلاً، فخطواته السريعة المتلاحقة تنذر بهبوط سريع ومتلاحق، فـ«مهلاً رمضان» ولا تتعامل مع الفن كرقعة شطرنج وتفكر «٥» خطوات، فقط خطوة واحدة تكفى وقبل أن تنتهى منها فكر فى الأخرى حتى لا تفقد وأنت فى طريق استمرارك مع الشهرة والنجومية جمهورا كبيرا بحجم جمهور الزعيم.