انزعجت قطر من الحكم على مرسى ورفاقه فى قضية التخابر التى ارتبطت باسمها، هلفط مدير المكتب الإعلامى بوزارة خارجيتها أحمد الرميحى بكلام فارغ من قبيل أن الحكم على مرسى عارٍ عن الصحة ويجافى العدالة والحقائق لما تضمنه من ادعاءات مضللة تخالف سياسة قطر تجاه جميع الدول الشقيقة ومن بينها مصر.
زاد الرميحى فى الشعر بيتا، عندما قال بتنطع شديد ليس غريبًا عن المسئولين القطريين: إن تهمة التخابر مع قطر الموجهة للرئيس السابق ولصحفيين مرفوضة من أساسها ومستغربة.
دعك من انعدام اللياقة الدبلوماسية فيما جرى، فما يقوله هذا الفتى الأحمق ليس إلا تدخلًا سافرًا فى شئون القضاء المصرى، ودعك من الجهل الذى يبدو من كلماته، فكأنه لم يتابع القضية من أولها، لم يستمع إلى اعترافات المتهمين فيها، لو فعل ذلك، لعرف أن أحدًا لم يسع إلى توريط قطر فى تهمة لم تفعلها، لأنها ببساطة كانت متورطة حتى أذنيها.
يمكن أن تشفق على الرميحى، فهو مجرد موظف، دفعوا بين يديه بكلمتين، خرج ليقولهما بالنيابة عن بلاده، ولو كان يريد أن يعرف، فليجلس مع حمد بن جاسم، إذا كان يستطيع ليعرف منه ما حدث، ليسمع منه كم كان حريصًا على أن تصل إليه كل وثائق ومستندات الدولة المصرية، ليسأله عما وصله منها، وليسأله عما يفعل بها.
لم يكن ما فعلته وزارة الخارجية القطرية غريبًا بالمناسبة، كل ما حدث أنها أظهرت ما تحاول الدولة القزمة أن تخفيه، فلن ينتهى حقدها على مصر ولا كرهها لها، حتى لو تبادل المسئولون الكبار التهانى والاتصالات والكلمات الودودة.
قالتها الشيخة موزة ذات يوم: لماذا تظل مصر هى الكبيرة طوال الوقت؟ لماذا تحتكر كل شىء؟ نحن أيضا كبار، ونستطيع أن نفعل أشياء كبيرة؟
هذه هى العقدة التى تحكم القطريين تجاه مصر ولكل ما يحدث فيها؟ كان يتصرف على أساسها الأمير الأب حمد بن خليفة، ويتصرف من خلالها الآن الأمير الابن تميم بن حمد، والعامل المشترك بينهما الشيخة موزة التى لا تنسى أبدًا حلمها فى أن تكون سيدة العرب الأولى.
ستقول من حق قطر أن تدافع عن نفسها، فهى متهمة بالتخابر ضد مصر، تهمة التجسس معلقة برقبتها، وطبيعى أن تقول ولو حتى تصريح تغسل به سمعتها.
سأقول لك من الأولى بها أن تصمت فقد فعلت بمصر ما هو أكبر وأفظع من التجسس، حاولت تخريب كل شىء، ولما ساندت من وصل الحكم، لم تفعل ذلك مساندة للبلد، بقدر ما كان للسيطرة على من يحكم، ثم السيطرة بعد ذلك على كل شىء.
لم تفعل قطر شيئًا بعد ثورة ٢٥ يناير - وربما قبلها أيضا - إلا التجسس على مصر، والكيد لها والتآمر عليها، ولذلك كان الأولى بالمسئول القطرى أن يلم نفسه، ويصمت تمامًا، فالأمر أمام القضاء الذى يحكم بما لديه من أوراق، ولا أحد يتدخل فى عمله، بدليل أن كثيرًا من الأحكام التى صدرت ضد الإخوان تم إلغاؤها، ولو كانت الأحكام موجهة، لما خرج إخوانى من سجنه، ولا تم إلغاء أى حكم.
أعترف لكم أننى أندهش فعلا مما أكتبه، فهل من العقل أن أتحدث عن اختراع اسمه القضاء لا تعرفه قطر من الأساس، وأدافع عن حياده ونزاهته، هى أمور لا يعرفونها من الأساس... ومن العقل ألا نزعجهم بها.
مرسى ينال ما يستحقه، وكل من ساعده سيبوء بالفضيحة، أشخاص أو دول... وليس علينا إلا الانتظار.