في الوقت الذي يتم فيه أسر الشيطان في رمضان وكبح جماح غوايته وإغلاق كل الطرق أمامه حتى لا يفسد صيام الصائمين وجد نفسه حرًا طليقًا بعد أن أفرجت عنه الدراما التليفزيونية في الشهر الكريم من خلال عدة أعمال ظهر فيها محركًا أساسيًا للأحداث، ومارس هوايته في الإيقاع بالبشر وأرضى غروره بحفاظه على مكانته ملكًا للشر على الأرض.
يأتي على رأس قائمة "أبالسة" دراما رمضان هذا العام الفنان القدير يحيى الفخراني من خلال مسلسل "ونوس" الذي كان يحمل اسم "في بيتنا ونوس"، حيث ظهر منذ بداية الاحداث كمحرك رئيسي لها والمتحكم الوحيد في قرارات معظم الشخصيات، وذلك منذ ظهوره للمرة الأولى في حياة أسرة "ياقوت" الذي ترك أبنائه منذ 20 عامًا ثم يأتي "ونوس" ويدعي أنه صديق والدهم ويدلهم على مكان إقامته، ويخبرهم أنه وهو يمتلكون الملايين وفقًا لقضية الميراث التي رفعها، والتي تحتاج إلى إمضاء كلًا منهما، تتطور الأمور ويبدأ الصراع بين الأبناء ما بين العودة إلى حضن الأب والأموال، أو المضي في حياتهم، واعتمد "ونوس" على نظرية فرق تسد ونجح عن طريقها في الالمام بكل خيوط اللعبة.
وكعادته برع الفخراني في أداء شخصية "ونوس" معتمدًا على خبرته الكبيرة وعلى أسلوب السهل الممتنع الذي يتبعه على مدى تاريخه الطويل، وبات أدائه الممتع كنقطة ضوء ساعدت باقي أبطال العمل على التجويد، فظهرت هالة صدقي في أروع أدوارها كما نسجت حنان مطاوع لنفسها جلباب الجودة، واعتمد الجميع على سيناريو رائع كتبه عبدالرحيم كمال ومخرج شاب وضع كل امكانيات هؤلاء النجوم في مكانها الصحيح وهو المخرج شادي الفخراني.
وبالرغم من الكره المنطقي الذي يحمله المتلقي العادي لشخصية "الشيطان" إلا إن الأداء المبهر لفريق عمل المسلسل جعله يحصد نسبة مشاهدة كبيرة.
وفي مسلسل "أزمة نسب" يقدم الفنان محمود عبد المغني شخصية "ابليس" الذي يسعى بكل الطرق لتحقيق أهدافه وتلجأ إليه "زينة" بعد وفاة زوجها، ويستخدم كل الوسائل والحيل الشيطانية مثل سرقة مستندات مهمة من شركة "سامح الصريطي" وبدلًا من أن يضعها بين يدي الشرطة أو "زينة" يحتفظ بها لنفسه لتحقيق أهدافه، كما يعتمد على الرشاوي وأساليب أخرى حتى يظل المتحكم الرئيسي في شخصيات العمل الذي كتبه محمد صلاح العزب وأخرجه سعيد حامد.
واعتمد عبد المغني في تجسيد شخصية "ابليس" على تلقائيته المعروفة وأدائه البسيط فظهر مرتديًا ثوب الملاك وبداخله ابليس الذي يسعى لإخضاع الجميع له.
أما الفنان اياد نصار في مسلسل "7 أرواح" فيجسد شخصية عيسى السيوفي الذي تتجلى فيه الملامح الشيطانية في أقسى صورها بعد أن يقتل والده، حتى أن "رانيا يوسف" لا تجد مفرًا من أن تلقبه بـ"ابليس" في العديد من المشاهد التي جمعتهما، واعتمد اياد في تقديمه لهذه الشخصية على ملامحه الخارجية حيث قام بعمل نيولوك جديد أطلق فيه شعر رأسه وقام بعمل ضفيره في منتصف شعره بجانب لحيته الخفيفة ونظرة الشر التي تسيطر على عينيه.
وبعيدًا عن الدراما واصل الفنان رامز جلال تقديمه للكاميرا الخفية واختار هذا العام "النار" لتكون البعبع الجديد لـ"30 فنان وفنانة" هم ضيوف برنامجه، الأمر الذي جعل البعض يلقبه على مواقع التواصل الاجتماعي بـ"الشيطان" الذي يعشق النار ولا يخجل مطلقًا مما يفعله بل يجاهر بعدوانيته وفرحه الدائم بوقوع النجوم الذين يصفهم بأصدقائه في براثن خططه.
