تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
قررت أن أعطي لنفسي الوقت ولا اكتب حرفا واحدا لتقييم أي عمل درامي هذه السنة إلا بعد مشاهدة الكثير منها جيدا، من حيث الصورة والموضوع وأداء الممثلين، وحتى تكنيك الإخراج وجودة السيناريو الذي يحمله أي مسلسل في رمضان، حتى اكون عادلا ومحايدا فيما اقول، ولكون الأعمال الدرامية يتجاوز عددها 29 مسلسلا فلن يسع مقالا واحدا للحديث عن جميعها الآن.
بعد عرض ما يقرب من 12 حلقة حتى الآن من كل مسلسل، أعترف بأن النجم الكبير يحى الفخراني استطاع بمسلسله "ونوس" الذي يلعب فيه دور الشيطان لأول مرة، جذب أنظار المشاهدين له، بل الاستحوذا على النصيب الأكبر من كعكة النجاح الرمضاني هذا الموسم، ليس فقط لكون أدائه يؤكد أنه فنان معجون بالتمثيل بل يجري في عروقه ودمه، الفخراني لا يمثل فقط بل لديه قدرة فائقة على تجسيد أي شخصية يلعبها كلحم ودم حتى لو كانت شخصية الشيطان نفسه، لا اريد أن اغفل أيضا تمكن هالة صدقي ونبيل الحلفاوي الكبار من أدوارهم والموهوبة بحق حنان مطاوع أيضا.
كما جذبني شخصيا وبقوة هذا الموسم مسلسل " الخروج " الذي يجمع بطولة ثلاثية مكونة من التونسي ظافر عابدين وشريف سلامة ودرة لأول مرة في عمل واحد، اعتبره حصانا رابحا في رمضان وعملا دراميا مشوقا للجمهور وحظي بردود الافعال الإيجابية منذ عرض حلقته الأولى، مايميز هذا العمل عن غيره أن احداثه غير مملة تجد فيها الجديد دائما بسرعة متلاحقة وإيقاع مفاجئ، ما يجعلني أتسمر امام شاشة التلفيزيون ولا استطيع أن أغمض عيني أو أحول المحطة.
لن أنسى ذكاء عمرو يوسف هذا العام واستعادته بريقه بـ"جراند أوتيل"، أرى أنه تعلم الدرس بعد عرض مسلسله حصريا مثل ما تعرض له العام الماضي حتى يضمن نسب المشاهدة، جراند أوتيل أظهر يوسف وكل فريق العمل بصورة جديدة، سيسألني الكثيريون عن قصة الحب التي تجمع "على " و"نازلي" التي تجسدها الموهوبة الجميلة أمينة خليل، وهي من أجمل قصص الحب في دراما هذا العام، كذلك أظهر المسلسل أنوشكا بصورة راقية وجديدة للجمهور واعتبرها قطعة الحلوى في هذا العمل.
ولو تحدثت عن الغول أو الساحر محمود عبد العزيز، وعن أدائه في مسلسل "رأس الغول" لن يسعني مقالا واحدا ولن يكفيني لذلك، ومن أسماه ساحرا لم يكذب أبدا، فهو ساحر لمشاهديه وساحر بخفة دمه وتلقائيته وروعته في تحويل نصا ضعيفا نوعا ما لعمل درامي لا تشعر فيه بأي نقاط ضعف أبدا، وبراعته في التلون بين كل شخصية يقدمها "عم درويش" تارة رجل غلبان على باب الله وتارة قسيس وفي كل مرة قادر على إقناعك بأنه ساحر.
أما المخرج محمد ياسين، فهو من أهم مخرجين هذا الموسم بمسلسله " افراح القبة "، استطاع أن يقدم عملا فنيا اشبه بلوحة فنية متكاملة الناصر سواء ممثلين أو صورة أو ديكورات، من يقف امام محمد ياسين وامام كاميراته يصنع لنفسه تاريخا فنيا مرموقا ويحوله لممثل آخر مبدع ولعل أبرز مثال على ما اقول الاردني اياد نصار أو " طارق رمضان " في افراح القبة، الذي اعتبر هذا الدور بالنسبة له علامة مميزة في مشواره الفني لاتقل عن ماحققه في الجماعة مع ياسين أيضا منذ سنوات وكان بداية تعارفه مع الجمهور المصري، والسندريلا منى زكي صاحبة الأداء الراقي المحترم والسهل الممتنع ليست فقط نجمة بل قل عنها ما تريد من عبارات الإطراء والمديح لأنها تستحق ذلك فهي بدور "تحية" تعود للتليفزيون لبريقها بعدما أخفقت في مسلسلها الأخير "آسيا"، كذلك محمد الشرنوبي يعتبر إحدى مفاجآت افراح القبة للكثيرين وسيكون له مستقبل رائع.
أما نيلي كريم فبرغم موهبتها الفنية التي لا يختلف عليها الكثيرون وقدرتها على تجسيد الانفعالات بعينها فقط كل ذلك لن يشفع لها انها لم تستطع تغيير جلدها هذا العام وعدم قدرتها على تحقيق نفس درجة نجاح الأعوام الماضية في "ذات" و"سجن النسا"، و"تحت السيطرة"، يجب عليها اعادة حساباتها جيدا لأن الممثل ليس موهبة وأداء فقط بل ذكاء واختيار مايقدم لجمهوره والتنويع أيضا.
أخيرا.. النجمة الكبيرة يسرا " فوق مستوى الشبهات "لا أعتبره مجرد عمل درامي ليسرا في مشوارها الفني، وإنما تغيير لجلدها الفني منذ سنوات، وكسر كل تابهوات وقواعد الأدوار الروتينية التي عودتنا عليها الطيبة الملائكية المثالية، كما قدمت طيلة السنوات الماضية، فاجأت الجميع بأدائها وذكائها ونضجها الفني الكبير وقدمت لنا وجبة درامية دسمة وجديدة وذكية وعادت لمكانها الطبيعي في الدراما وهي القمة.