من حسن حظ القارئ والمواطن أن أعطى الله من العمر إلى السيد سامى شرف، وزير شئون رئاسة الجمهورية السابق، وسكرتير الرئيس عبدالناصر للمعلومات وذراعه اليمنى، داخليًا وخارجيًا وأمنيًا - هذه الفرصة النادرة للاطلاع على ما لا نعلمه عن تاريخنا.
وفى الماضى كان طموحًا لدى كثيرين في الدولة أن يلتقوا بالسيد سامى شرف، ليتعرفوا على موقف الرئيس منهم، رغم أنه مارس سياسة الصمت طوال عمره لكيلا ينقل للآخرين رأى الرئيس فيهم.
وعندما خرج إلى النور كتابه الخامس منذ أيام عن «سنوات وأيام مع جمال عبدالناصر» وتكرم الناشر الأستاذ ماجد أحمد يحيى بأن بعث لى بنسخة من الكتاب وأن يكرر في الإهداء شكره لى أنى عرفته على السيد سامى شرف لينشر كتبه لديه.
وعندما تصفحت النسخة الحالية والخامسة، كان يهمنى أن أذهب وبسرعة إلى الفصل الخاص بعلاقة الرئيس السادات بالسيد سامى شرف حتى مرحلة الصدام في ١٥ مايو مع مجموعة رجال الراحل الرئيس عبدالناصر وعلى رأسهم السيد على صبرى وسامى شرف وشعراوى جمعة والعزيز محمد فائق الذي عملت معه وزيرًا للإعلام والفريق فوزى ثم تم اعتقالهم بعدها.
وسبب اهتمامى بهذا الفصل بالذات هو أن السيد شرف قد حكى لى قبلها كيف أن الرئيس السادات قبل التشكيل الوزارى استقبل السيد سامى شرف في قصر الطاهرة، وقال للرئيس: «لكل رئيس رجاله وأود أن تقبل إعفائى من مهامى الرسمية». وإن الرئيس السادات أبدى معارضة شديدة لاقتراح سامى شرف وقال له «هو أنا أقدر أستغنى عنك.. إنت بالذات يا سامى..!!». فكيف يمكن بعدها أن يصل الصدام إلى الحكم عليه بالإعدام قبل أن يتحول إلى السجن المؤبد.
وكشف السيد سامى شرف، الستار عن كثير من الأسرار الخاصة بالمنطقة العربية والعلاقات المصرية السعودية في السبعينيات من خلال رجل مارس نفوذًا كبيرًا في هذه المرحلة باعتباره المهيمن على المخابرات السعودية وهو كمال أدهم، وكان وثيق الصلة بالملك فيصل وأيضا بأنور السادات منذ أن كان نائبًا لرئيس الجمهورية.
وتم كشف الستار أيضًا عن المناورات التي كانت وراء فكرة سحب الخبراء الروس وكيف أن الاتفاق قد تم مع الرئيس السادات على سحبهم بعد أن يتم تنفيذ اقتراح موشى ديان بأن تنسحب القوات الإسرائيلية ٢٠ ميلا من شرق القناة في اتجاه الممرات وتعيد مصر فتح قناة السويس للملاحة الدولية.
أي باختصار خطوة إسرائيلية مقابل خطوة مصرية ووعد الرئيس السادات كمال أدهم الوسيط مع الطرف الأمريكى في نوفمبر ١٩٧٠ أن يتم سحب الخبراء الروس بعد الانسحاب الإسرائيلى.
وعودة مرة أخرى إلى تأكيد رغبة سامى شرف في الاستقالة التي التمسها من الرئيس السادات لا سيما في نوفمبر ١٩٧٠ بعد الاستفتاء على رئاسة الجمهورية بقوله: «والله يا فندم أنا تعبان وأظن أن من حقى أن أستريح».
ورد عليه أنور السادات قائلا: يا سامى أنت ناسى إنك «أرشيف الدولة» ومش حاستغنى عنك.
وفى هذه المقابلة طلب الرئيس من سامى شرف إعداد قرار جمهورى لمنح المهندس محمد صدقى سليمان، وشاح النيل بمناسبة افتتاح السد العالى، وأضاف السيد الرئيس «وسأمنحك أيضا نيشان يليق بخدماتك».
وختم سامى شرف هذه العبارة بقوله: «وطبعا لم أمنح ولم أر أي نيشان حتى اليوم»، وبعد مدة من الزمن تغيرت الأحوال وتم الحكم المؤبد على سامى شرف.
وبقى أن نسأل عن أسباب هذه التغيرات في موقف الرئيس السادات.. لا شك أن سامى شرف لم يكن مقصودًا وحده بالتغير الشديد والقاسى من جانب الرئيس السادات بل كان الهدف هو ضرب كل ما يسمى بمجموعة ورجال عبدالناصر لأن التوجهات والأهداف ليست واحدة.
والغريب في الأمر حينما نتابع ما كتبه السيد سامى شرف فسنرى كيف أن مجموعة عبدالناصر هي التي أصرت بعد وفاة عبدالناصر على أن يتولى أنور السادات مسئولية الحكم.
ولا نملك بعد كل ذلك إلا أن نقول: «لعن الله السياسة» فهى التي تخلط الأوراق وتلعب بالمقادير والأقدار.
ومما يلفت النظر، في أسلوب سامى شرف في ممارسة مسئولياته، سنجد أمامنا نموذجا لرجل دولة يحترم النظام العام والتركيب الهرمى للدولة حتى لو كان اختيار رئيس الدولة جاء كقرار منه ومن زملائه.
وحينما نتابع معاناته داخل السجون سنشهد أننا أمام رجل اتسم بالشجاعة والرجولة.
وفى الماضى كان طموحًا لدى كثيرين في الدولة أن يلتقوا بالسيد سامى شرف، ليتعرفوا على موقف الرئيس منهم، رغم أنه مارس سياسة الصمت طوال عمره لكيلا ينقل للآخرين رأى الرئيس فيهم.
وعندما خرج إلى النور كتابه الخامس منذ أيام عن «سنوات وأيام مع جمال عبدالناصر» وتكرم الناشر الأستاذ ماجد أحمد يحيى بأن بعث لى بنسخة من الكتاب وأن يكرر في الإهداء شكره لى أنى عرفته على السيد سامى شرف لينشر كتبه لديه.
وعندما تصفحت النسخة الحالية والخامسة، كان يهمنى أن أذهب وبسرعة إلى الفصل الخاص بعلاقة الرئيس السادات بالسيد سامى شرف حتى مرحلة الصدام في ١٥ مايو مع مجموعة رجال الراحل الرئيس عبدالناصر وعلى رأسهم السيد على صبرى وسامى شرف وشعراوى جمعة والعزيز محمد فائق الذي عملت معه وزيرًا للإعلام والفريق فوزى ثم تم اعتقالهم بعدها.
وسبب اهتمامى بهذا الفصل بالذات هو أن السيد شرف قد حكى لى قبلها كيف أن الرئيس السادات قبل التشكيل الوزارى استقبل السيد سامى شرف في قصر الطاهرة، وقال للرئيس: «لكل رئيس رجاله وأود أن تقبل إعفائى من مهامى الرسمية». وإن الرئيس السادات أبدى معارضة شديدة لاقتراح سامى شرف وقال له «هو أنا أقدر أستغنى عنك.. إنت بالذات يا سامى..!!». فكيف يمكن بعدها أن يصل الصدام إلى الحكم عليه بالإعدام قبل أن يتحول إلى السجن المؤبد.
وكشف السيد سامى شرف، الستار عن كثير من الأسرار الخاصة بالمنطقة العربية والعلاقات المصرية السعودية في السبعينيات من خلال رجل مارس نفوذًا كبيرًا في هذه المرحلة باعتباره المهيمن على المخابرات السعودية وهو كمال أدهم، وكان وثيق الصلة بالملك فيصل وأيضا بأنور السادات منذ أن كان نائبًا لرئيس الجمهورية.
وتم كشف الستار أيضًا عن المناورات التي كانت وراء فكرة سحب الخبراء الروس وكيف أن الاتفاق قد تم مع الرئيس السادات على سحبهم بعد أن يتم تنفيذ اقتراح موشى ديان بأن تنسحب القوات الإسرائيلية ٢٠ ميلا من شرق القناة في اتجاه الممرات وتعيد مصر فتح قناة السويس للملاحة الدولية.
أي باختصار خطوة إسرائيلية مقابل خطوة مصرية ووعد الرئيس السادات كمال أدهم الوسيط مع الطرف الأمريكى في نوفمبر ١٩٧٠ أن يتم سحب الخبراء الروس بعد الانسحاب الإسرائيلى.
وعودة مرة أخرى إلى تأكيد رغبة سامى شرف في الاستقالة التي التمسها من الرئيس السادات لا سيما في نوفمبر ١٩٧٠ بعد الاستفتاء على رئاسة الجمهورية بقوله: «والله يا فندم أنا تعبان وأظن أن من حقى أن أستريح».
ورد عليه أنور السادات قائلا: يا سامى أنت ناسى إنك «أرشيف الدولة» ومش حاستغنى عنك.
وفى هذه المقابلة طلب الرئيس من سامى شرف إعداد قرار جمهورى لمنح المهندس محمد صدقى سليمان، وشاح النيل بمناسبة افتتاح السد العالى، وأضاف السيد الرئيس «وسأمنحك أيضا نيشان يليق بخدماتك».
وختم سامى شرف هذه العبارة بقوله: «وطبعا لم أمنح ولم أر أي نيشان حتى اليوم»، وبعد مدة من الزمن تغيرت الأحوال وتم الحكم المؤبد على سامى شرف.
وبقى أن نسأل عن أسباب هذه التغيرات في موقف الرئيس السادات.. لا شك أن سامى شرف لم يكن مقصودًا وحده بالتغير الشديد والقاسى من جانب الرئيس السادات بل كان الهدف هو ضرب كل ما يسمى بمجموعة ورجال عبدالناصر لأن التوجهات والأهداف ليست واحدة.
والغريب في الأمر حينما نتابع ما كتبه السيد سامى شرف فسنرى كيف أن مجموعة عبدالناصر هي التي أصرت بعد وفاة عبدالناصر على أن يتولى أنور السادات مسئولية الحكم.
ولا نملك بعد كل ذلك إلا أن نقول: «لعن الله السياسة» فهى التي تخلط الأوراق وتلعب بالمقادير والأقدار.
ومما يلفت النظر، في أسلوب سامى شرف في ممارسة مسئولياته، سنجد أمامنا نموذجا لرجل دولة يحترم النظام العام والتركيب الهرمى للدولة حتى لو كان اختيار رئيس الدولة جاء كقرار منه ومن زملائه.
وحينما نتابع معاناته داخل السجون سنشهد أننا أمام رجل اتسم بالشجاعة والرجولة.