السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

كنافة رمضان وحَلَقْ الحاجة زينب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما هذا الحال المتدنى الذي وصلنا إليه؟ وذلك الكم من الانحطاط والسفالة؟ مش بقولك يا مصر: جبتى دول منين؟ قولتيلي: البطن قلَّابة ودول بطن... شهر رمضان شهر الشعائر والعبادات والروحانيات والطاقات الإيجابية العالية من صفاء النفس والروح قال تعالى: «شَهْر رَمَضَانْ الَّذِى أُنِزلَ فِيه القُرآن هُدىً لِلنَاس» وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا جاء رمضان فتِّحت أبواب الجنة وغلِّقت أبواب النار وصُفِّدت الشياطين»، ولكننا اليوم للأسف نشاهد خروج شياطين الإنس ونزوات النفس وشهواتها علينا، وأصبح شهر السبوبة والعمل بمبدأ (إللى تغلب به إلعب به)، ورغم أن الرئيس وقت اجتماعه بالفنانين لفت النظر إلى ما تقدمه الدراما الرمضانية وأنه ينتظر الأفضل، جاءت الدراما أقل سخونة، ولكن يظل المحتوى الأساسي (العنف-القتل ومناظر الدم–الخيانة- الكآبة، وازدادت الجرعة النفسية المركَّبة والمعقدة التي تشعر معها أنك جالس داخل السرايا الصفراء.. مخدرات- دعارة - جن وعفاريت - سحر - شعوذة - بلطجة)، وبالطبع لأننا أصبحنا نشاهد ٥ دقائق من المسلسل ونصف ساعة إعلانات لدرجة أننا ننسى ماذا كنا نشاهد في الأساس، جاءت الإعلانات صادمة وكأنها تبادلت الأدوار مع المسلسلات، (كل ما نيجى نظبط البنطلون الجاكت يضرب والعكس)، وتفاجأ الشعب المصرى بإعلانات تمتلئ بالإيحاءات الجنسية والمشاهد المنحطة، تخيلوا أن الشهر الذي تلتقى وتجتمع فيه الأسرة المصرية والعائلات بكل أعمارهم وتنوعهم، والجميع جالس يشاهد التلفاز، وفجأة يظهر إعلان للبوكسرات، ويليه إعلان شركة منافسة للبوكسرات أيضا ترد عليه بإعلان أحقر وأقذر، ثم نجد ٣ أطفال يتحدثون بألفاظ وبطريقة صادمتين في إعلان لمنتجات الألبان بكلمات جديدة تضاف لقاموس المتحرشين وتنسف فكرة الطفولة البريئة وتغتالها، فتخيل أن يأتى ابنك أو تأتى ابنتك لسؤالك ماما بابا إيه هو (الد...)، ثم تجيء شركة تنافسهما وتنحط أكثر منهما، ويكون لها أكثر من إعلان لنفس المنتج، وهو لمشروب (شعير)، لا أعرف ما علاقته بالرجولة، وأن من يشربه يصبح رجلا، وإشارات ورموز جنسية ومشاهد من أقذر ما يكون، لم يراعوا العادات ولا التقاليد ولا آداب المجتمع أو حرمة المنازل والعائلات، مصطلحاتهم واستباحتهم لنا قد خدشت حياءنا، وأعتقد أنهم قد تحرشوا بنا جميعا، وبعد أن أعربنا عن غضبنا من أول يوم وعلى مدى ٧ أيام، تكرم علينا مجلس إدارة جهاز حماية المستهلك، وأصدر قرارا بوقف بث إعلانات (الدندو- قطونيل- دايس) لانتهاك مضمونها للكرامة الشخصية وعدم احترامهم للذوق العام والعادات (صلاة النبى أحسن جهاز حماية المتبهدل قصدى المستهلك فاق بعد أسبوع حرق دم للشعب، وقرر وقف الإعلانات وبالنوسبة لإعلان مشروب الشعير حضرتك إيه موقعه من الإعراب ولا مستنيين الكحك يطلع من الفرن)، وللعلم حتى لحظة كتابة المقال لم يتم وقف الصرف إللى طفح علينا ولا يزال موجودا، أما إعلانات الجمعيات الخيرية وعلى رأسها جمعيتان قد سبق أن حذرت من قبل أنهما تتبعان «جماعة الخرفان»، وكانت إحداهما يتم تخزين السلاح في مقراتها وقت حكم «مورسيكا وش الغراب»، فهل يعقل أن تنفق نحو ٤٠ مليون جنيه مساحة الإعلان فقط دون أجور الفنانين المشاركين وتصوير الإعلانات وتكلفتها، وتطلب تجميع ٢ مليون قطعة ملابس، لذا عليكم أن تحذروهما ولا تنخدعوا بهما، قولا واحدا صدقتى وزكاتى لصندوق تحيا مصر، ولن أدعم من يمول ويساعد الإرهابية، ومن ناحية أخرى أجد كما من التناقض يحدث إعلانات عن الكمباوندات والفيلات، واترك الناس (اليع الكخ)وعيش في كمباوند، وفى نفس ذات اللحظة يجب عليك التكافل والإحساس بالفقير ومساعدة الناس البسيطة والتبرع والمساعدة (ودونت ميكس)، وبرامج استهبال على طريقة صورنى وأنا مش واخد بالى بدأها شخص يكفيه ما ناله من سخط المصريين وكرههم واحتقارهم له، وتم استنساخه بنفس الطريقة والأسلوب لفنان آخر، وتتعجب ألهذه الدرجة من الممكن أن يقبل نجم أن يشارك في تلك المهزلة المتفق عليها مسبقا وهو يعلم ويمثل أنه يجهل الأمر ويخسر نفسه ومعجبيه؟ (شتيمة وتريقة واستهزاء طبعا الفلوس حلوة والدولارات أحلى والله ملعون أبو القرش إللى يهين ويذل صاحبه ويرخصه)، وإعلان لإحدى شركات الاتصالات التي استطاعت تجميع كل ذلك الكم الهائل من النجوم في إعلان واحد، وعجزت عن إيصال الشبكة إليك، بالإضافة لأسوأ خدمة ومعاناة، ثم تدفع لكل نجم ٥ ملايين جنيه من أموالنا، ويتكلف نحو ٦٠ مليون (من لحم الحى) ملايين الملايين يتم صرفها بصورة أصبحت استفزازية ومنفِّرة لأقصى درجة، وأعتقد لو كان تم الصرف على تحسين أداء الخدمة أو على العشوائيات أو فك دين الغارمات أو كفالة قرى فقيرة كان سيتم خصمها من الضرائب والشعب المصرى سيحترمهم ويقدرهم، ويرفع لهم القبعة، ومن وجهة نظرى حملات (الفساد - ترشيد الطاقة - وزارة التجارة والصناعة - صنع في مصر - المجلس القومى للمرأة - مكافحة المخدرات)والنماذج التي تم شفاؤها بالفعل تعطى طاقة إيجابية وأملا وتفاؤلا وتشجيعا عكس ما كان في السابق من موسيقى حزينة مصاحبة لكلمات تعتصر القلب وتصدر طاقة إحباط ويأس، وأعتقد أجمل إعلان هو إعلان مركز القلب للدكتور الوطنى المحترم مجدى يعقوب، لأنه بالفعل رجل مخلص صادق يعمل في صمت، والغريب أن كل من سخر من تلك الإعلانات ومن حملة تبرعات صبَّح على مصر بجنيه وصندوق تحيا مصر، وقال إنها نوع من التسول و(الشحاتة)، رغم أن كل الدول الكبرى يتم بناؤها عن طريق جمع التبرعات هو نفسه من (انشكح) لإعلانات العهر، ورفض أن يتم وقفها وتهكم وتطاول على الحاجة زينب ابنة محافظة الدقهلية الضريرة التي تناهز الـ٨٠ من عمرها والتي تبرعت بحلقها لصندوق تحيا مصر، وحاولوا بمحاولات مستميتة تشويهها لدرجة فبركة صورة تزعم أن زوجها هو نفس الشخص الذي ظهر في لقاء سابق مع مبارك، ونفى ذلك ابنها الدسوقى وأكد أن والده توفى عام ١٩٩١م، ولم يقابل مبارك أبدا، وبمقارنة الصورتين نكتشف أن وجه الشبه الوحيد هو (القفطان الأبيض) (إيه الانحطاط ده بتتريقوا على سيدة عظيمة تاج فوق رؤوسنا في سن جدتنا تجعلنا جميعا نخجل من أنفسنا بسبب بساطتها وتضحيتها، قدمت كل ما تملك وإللى حيلتها عشان مصر وإللى بيلعبوا بالملايين وبيسرقوا وينصبوا ويضربوكم على قفاكم وبيستخسروا الجنيه والخمسة في رسالة لدعم مصر، بتصقفوا لهم وتدافعوا عنهم، فالحين تتريقوا على أي حاجة جميلة بسيطة تكون بمنتهى الحب والإخلاص إخص فعلا)، إننى أتساءل لصالح من محاولة طمس هويتنا ونسف عاداتنا وتقاليدنا وتسفيه كل تضحية وفعل جميل وضرب رموزنا وإشاعة الفحش والرذائل في مجتمعنا؟ حلق الحاجة زينب وسام في قلب مصر، وليخرس كل حاقد وسفيه إلى الأبد، فنحن نفتخر بها، ونقدرها حق قدرها، وا حسرتاه! للأسف كنافة رمضان جاءت هذا العام عبارة عن فخفخينا مسمومة مدسوس عليها كل ما يدعو للقرف والتقيوء، وحلق الحاجة زينب فقط هو الذي أثبت لنا جميعا أن فيها حاجة حلوة رغم كل شيء مقزز ومقرف.