رغم زحمة مسلسلات رمضان وجدت الريموت يتحرك إلى قناة الناس.. شدنى فيديو قديم للدكتور مصطفى محمود كان يتحدث فيه عن فلسفة الموت والحياة وارتباطنا بالخالق العظيم كارتباط الجنين بالحبل السرى محذرا من غضب الله من تملك مشاعر اليأس والقنوط والاكتئاب والقلق بعباده وأن العبد المؤمن لا يصاب بالأمراض النفسية لأنه يشعر دائما بالأمل والإيجابية والإصرار على مواجهة المشكلات.. ما أحوجنا إلى تلك النصائح التى كانت جزءا من برنامج «تحياتى»، الذى تقدمه الزميلة المتميزة نشوى الحوفى فى سياق دعمها لحملة إنشاء مستشفى مصطفى محمود الخيرى.
لم يكن لهذا الحوار أو للدكتور مصطفى محمود نفسه مكان فى قناة الناس التى اشتهرت بتشددها وغلوها وتطرفها الدينى، كان تأثيرها مدمرا على المجتمع عقب ظهورها قبل عشر سنوات، رسخت وقتها توجها يعادى المرأة ومنعت أى برنامج تقدمه سيدة، وهو ما عرف وقتها «بشرط الحوينى» نسبة إلى الداعية السلفى المتشدد أبى إسحاق الحوينى حيث ربط وقتها ظهوره على شاشاتها بعدم ظهور مذيعات فى البرامج، ومنع الموسيقى حتى من تترات الفقرات، فتوقفت القناة عن استخدام الموسيقى، أما المذيعات فقد اقتصر ظهورهن على الإعلانات التجارية، وبعدها قرر مجلس الإدارة الاستغناء نهائيًا عن العنصر النسائى فى القناة إلى أن جاءت الإدارة الجديدة عقب ثورة ٣٠ يونيو ودعمت وجود المذيعات فظهرت نشوى الحوفى ورنا العايدى.
المتعارف عليه فى سوق القنوات الفضائية أن تغيير التوجهات قد يطيح بالاسم التجارى للمحطة التليفزيونية، كما تتأثر نسب المشاهدة وفى حالة قناة الناس كانت المهمة الأصعب، هى إقناع جمهور القناة السلفية المتطرفة أن مشاهدة القناة ليست طريقهم للجنة وأن طريقها الصحيح يرتبط بسمو أخلاقهم وتسامحهم ومعرفتهم بقيم الإسلام الصحيحة من خلال برامج يقدمها علماء أزهريون متخصصون تتغير الصورة النمطية لمذيعيها السابقين من الدعاه المنتمين للأفكار الوهابية المتشددة.
فى الحقيقة كانت المهمة مستحيلة وتصدت لها الإدارة الجديدة بشجاعة تحسب للقائمين عليها وأهمها إعادة الاعتبار لعلماء الأزهر الأجلاء الذين منعتهم القناة فى السابق بل عمدت إلى تشويهم صورة الأزهر الشريف فى المجتمع لفتح المجال لتأثير شيوخ التطرف تمهيدا لاستيلائهم على مكانة الدين فى المجتمع، ومن هنا كانت خطورة قناة الناس بشكلها القديم، ولذلك عادت القناة تحت إشراف كامل لعلماء أفاضل مثل الدكتور على جمعة، المفتى الأسبق، ومجدى عاشور، مستشار شيخ الأزهر، وبمتابعة برامجها يمكن أن تكتشف أن قضيتها الرئيسة ومحور برامجها العمل على إعادة روح سماحة الدين، والمساهمة فى تجديد الخطاب الدينى.
وعبرت عن خطها الجديد بتغيير شعار القناة من قناة تأخذك للجنة إلى «من الناس.. وإلى الناس» و«معك عبر كل زمن» و«صحيح الدين والإسلام»، وهو ما يعبر عن خطها الجديد لمحاربة الفكر المتشدد، ومواجهة الأفكار التكفيرية.
لم يكن ظهور الإعلاميات هو التطور الوحيد الذى شهدته القناة بل اختفت الألوان القاتمة والذقون الطويلة وأفكار «داعش»، وظهرت بدلا منها ديكورات ذات ألوان مريحة للعين، وتغيير فى شكل مقدمى البرامج وظهر إعلاميون محترفون مثل محمد على خير وشريف فؤاد وعدد من شيوخ الأزهر الذين يمثلون الإسلام المصرى الوسطى الذى اشتهرت به هذه المؤسسة التى يبنى عليها العالم آمالا كبيرة لإنقاذه من تأثيرات الإسلام المتطرف.
وعلى مستوى المفردات تقدم القناة عبر برامجها المتعددة لغة عصرية فى تناول الدين لتقرب مفاهيمه من جيل جديد متعطش لفهم دينه بشكل صحيح، ويلتقى ذلك مع رغبة لدى الدولة والمجتمع لبناء الإنسان المصرى المتصالح مع ذاته ومجتمعه، الذى يستلهم من دينه قيم العمل والتسامح والحب والصبر على الشدائد ولذك جاءت برامجها أكثر قربا من الناس بعكس ما كان يحدث فى السابق من تحريض طائفى بغيض وخلط للدين بالسياسة وتلاعب بالمشاعر الدينية بهدف الوصول بالتيار الإسلامى للسلطة عبر تكفير كل التيارات السياسة الأخرى.
قدمت القناة النموذج المطلوب لقناة دينية عصرية، وبشكل أفضل مما حاول الأزهر نفسه تقديمه منذ سنوات، ولذلك فهى تحتاج إلى دعم مستمر فى ظل الظروف الصعبة التى يمر بها سوق الإعلام.
لم يكن لهذا الحوار أو للدكتور مصطفى محمود نفسه مكان فى قناة الناس التى اشتهرت بتشددها وغلوها وتطرفها الدينى، كان تأثيرها مدمرا على المجتمع عقب ظهورها قبل عشر سنوات، رسخت وقتها توجها يعادى المرأة ومنعت أى برنامج تقدمه سيدة، وهو ما عرف وقتها «بشرط الحوينى» نسبة إلى الداعية السلفى المتشدد أبى إسحاق الحوينى حيث ربط وقتها ظهوره على شاشاتها بعدم ظهور مذيعات فى البرامج، ومنع الموسيقى حتى من تترات الفقرات، فتوقفت القناة عن استخدام الموسيقى، أما المذيعات فقد اقتصر ظهورهن على الإعلانات التجارية، وبعدها قرر مجلس الإدارة الاستغناء نهائيًا عن العنصر النسائى فى القناة إلى أن جاءت الإدارة الجديدة عقب ثورة ٣٠ يونيو ودعمت وجود المذيعات فظهرت نشوى الحوفى ورنا العايدى.
المتعارف عليه فى سوق القنوات الفضائية أن تغيير التوجهات قد يطيح بالاسم التجارى للمحطة التليفزيونية، كما تتأثر نسب المشاهدة وفى حالة قناة الناس كانت المهمة الأصعب، هى إقناع جمهور القناة السلفية المتطرفة أن مشاهدة القناة ليست طريقهم للجنة وأن طريقها الصحيح يرتبط بسمو أخلاقهم وتسامحهم ومعرفتهم بقيم الإسلام الصحيحة من خلال برامج يقدمها علماء أزهريون متخصصون تتغير الصورة النمطية لمذيعيها السابقين من الدعاه المنتمين للأفكار الوهابية المتشددة.
فى الحقيقة كانت المهمة مستحيلة وتصدت لها الإدارة الجديدة بشجاعة تحسب للقائمين عليها وأهمها إعادة الاعتبار لعلماء الأزهر الأجلاء الذين منعتهم القناة فى السابق بل عمدت إلى تشويهم صورة الأزهر الشريف فى المجتمع لفتح المجال لتأثير شيوخ التطرف تمهيدا لاستيلائهم على مكانة الدين فى المجتمع، ومن هنا كانت خطورة قناة الناس بشكلها القديم، ولذلك عادت القناة تحت إشراف كامل لعلماء أفاضل مثل الدكتور على جمعة، المفتى الأسبق، ومجدى عاشور، مستشار شيخ الأزهر، وبمتابعة برامجها يمكن أن تكتشف أن قضيتها الرئيسة ومحور برامجها العمل على إعادة روح سماحة الدين، والمساهمة فى تجديد الخطاب الدينى.
وعبرت عن خطها الجديد بتغيير شعار القناة من قناة تأخذك للجنة إلى «من الناس.. وإلى الناس» و«معك عبر كل زمن» و«صحيح الدين والإسلام»، وهو ما يعبر عن خطها الجديد لمحاربة الفكر المتشدد، ومواجهة الأفكار التكفيرية.
لم يكن ظهور الإعلاميات هو التطور الوحيد الذى شهدته القناة بل اختفت الألوان القاتمة والذقون الطويلة وأفكار «داعش»، وظهرت بدلا منها ديكورات ذات ألوان مريحة للعين، وتغيير فى شكل مقدمى البرامج وظهر إعلاميون محترفون مثل محمد على خير وشريف فؤاد وعدد من شيوخ الأزهر الذين يمثلون الإسلام المصرى الوسطى الذى اشتهرت به هذه المؤسسة التى يبنى عليها العالم آمالا كبيرة لإنقاذه من تأثيرات الإسلام المتطرف.
وعلى مستوى المفردات تقدم القناة عبر برامجها المتعددة لغة عصرية فى تناول الدين لتقرب مفاهيمه من جيل جديد متعطش لفهم دينه بشكل صحيح، ويلتقى ذلك مع رغبة لدى الدولة والمجتمع لبناء الإنسان المصرى المتصالح مع ذاته ومجتمعه، الذى يستلهم من دينه قيم العمل والتسامح والحب والصبر على الشدائد ولذك جاءت برامجها أكثر قربا من الناس بعكس ما كان يحدث فى السابق من تحريض طائفى بغيض وخلط للدين بالسياسة وتلاعب بالمشاعر الدينية بهدف الوصول بالتيار الإسلامى للسلطة عبر تكفير كل التيارات السياسة الأخرى.
قدمت القناة النموذج المطلوب لقناة دينية عصرية، وبشكل أفضل مما حاول الأزهر نفسه تقديمه منذ سنوات، ولذلك فهى تحتاج إلى دعم مستمر فى ظل الظروف الصعبة التى يمر بها سوق الإعلام.