يوم بعد آخر تتكشف لنا داخل مصر وأيضا خارجها حقيقة أفكار وعقيدة جماعة الإخوان الإرهابية ليس على المستوى الدينى فقط، ولكن على مختلف المستويات بما فى ذلك مستوى العلم ومدى إيمانها بالعلم والتعليم التى ظلت لسنوات طويلة تتباهى بأنها جماعة العلم والعلماء، ونكتشف أن هذا كان مجرد ستار لكى تتباهى به أمام العالم، وأيضا لخداع البسطاء من الناس. والحقيقة المؤكدة أن جماعة الإخوان لا تؤمن بقاعدة «العلم نور» لأنها لم تقدم لنا آى أدلة مؤكدة على ذلك، ولم نسمع يوما أي إسهامات أو أنشطة لهذه الجماعة وعناصرها فى محو آمية المصريين، حيث من المعروف أن نسبة الأمية لدى المصريين حاليا تتجاوز نسبة ٤٥٪ بالمدن و٥٥٪ بالقرى والريف. فأحدث الدراسات والأبحاث التى جرت مؤخرا حول ارتباط الجهل والأمية بالمناطق التى تتخذ جماعة الإخوان منها معاقل لها هى ارتفاع نسبة الأمية بتلك المناطق، التى وصلت فى بعض هذه المناطق إلى ٧٠٪، وهذا سر سيطرة الجماعة على هذه المناطق لأن ارتفاع نسب التعليم يضعف قبضة الجماعة، ويقلل من فرض نفوذها ونشر أفكارها المغلوطة المخالفة لتعاليم الإسلام. ورغم حجم الأموال التى امتلكتها هذه الجماعة إلا أنها لم توجه أى نسبة منها لإقامة مراكز تطوعية لمحو الأمية فى ريف وقرى مصر، ولم تسجل الجماعة يوما ما أى إنجاز لها فى هذا المجال، بل إن هناك أنباء عن محاربة الجماعة لبعض الجهود التطوعية لمحو الأمية من جانب أجهزة الحكومة أو جمعيات أخرى. ولم تكن هذه الحقيقة الوحيدة بل إن ماصرح به وأعلنه مؤخرا العالم الدولى الدكتور مصطفى السيد حول حقيقة علماء الجماعة الإخوانية وأنهم لم يقدموا أى إنتاج علمى أو بحثى لإفادة الإنسانية لهو أكبر دليل على أن الجماعة لا تشجع العلم والعلماء أيضا، وأن الجماعة تتخذ من بعض العلماء المنتمين إليها زينة تتباهى بهم أمام الآخرين. فجماعة الإخوان الإرهابية انتشرت مع انتشار الأمية والجهل وسقطت بانتشار العلم، وتحرك العلماء ضدها وليس السياسيون فقط، لأن قاعدة الجهل نور التى ظلت هذه الجماعة تؤمن بها وترددها طوال سنوات طويلة سقطت هى الأخرى بعد أن عرف الإنسان حقيقة هذه الجماعة. ومن المعروف أن العلم يبنى ولا يدمر، والعلم يعمر ولا يخرب، ولكن هذه الجماعة تخرب وتدمر، فهى عدوة للحياة وعدوة للعلم والعلماء وليس لديها عالم واحد حصل على تقدير دولى أو جائزة عالمية، وغالبية أعضاء هذه الجماعة داخل مصر والقاعدة العريضة لها ليسوا متعلمين، والبعض منهم كما يقال فى مصر «يفك الخط بصعوبة».
حتى المتعلمون من أعضاء هذه الجماعة من القيادات العليا والوسطى وباقى الأعضاء أساءوا استخدام العلم الذى تعلموه، وقاموا بتصنيع قنابل الموت والدمار وغسل أدمغة الانتحاريين لقتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق، لأن هذه الجماعة وجميع أعضائها أعداء للعلم وأعداء للحياة ويعشقون الظلام لأن الجهل بالنسبة لهم نور وليس العلم نور.
وتأكدت هذه الحقيقة خلال مناقشات لجنة التعليم بمجلس النواب لموازنة هيئة محو الأمية وتعليم الكبار للعام المالى الجديد، حيث كشفت مناقشات مسئولى الهيئة أن جماعة الإخوان فور وصولها للحكم وخلال حكومة هشام قنديل وضعت مخططا لتصفية هذه الهيئة ووقف أعمالها وعدم السماح بزيادة أى اعتمادات مالية جديدة لها، وإطفاء أنوار هذه الهيئة حتى تتمكن الجماعة الإرهابية من السيطرة على عقول الأميين وتوجيه هذه العقول نحو البوصلة الإخوانية. وحكومة الإخوان رفضت تعيين مدرسين جدد بالهيئة، بينما فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى تقرر تعيين ٦ آلاف مدرس جديد فى الموازنة الجديدة اعتبارًا من أول يوليو المقبل، ومنح الهيئة قبلة الحياة من جديد باعتبارها إحدى الأدوات والآليات الهامة فى محاربة الفكر الإخوانى، والتأكيد على عقيدة العلم نور وليس الجهل نور كما تريد الجماعة الإرهابية لأنها جماعة الظلام، وتحيا فى الظلام عكس ما زعمته هذه الجماعة لسنوات طويلة.
وأظهرت المناقشات أن عام حكم جماعة الإخوان هو أسوأ عام فى عهد هيئة محو الأمية وتعليم الكبار، وتراجعت كل المؤشرات، وتوقفت عمليات تدفق وتردد الدارسين الراغبين فى محو أميتهم، وقدمت المكاتب الإدارية للجماعة فى مختلف المحافظات إغراءات مالية لهؤلاء المواطنين، للتوقف عن الدراسة والتعلم، بل إن عددا من هذه المكاتب قامت بمنح هؤلاء المواطنين شهادات بمحو أميتهم على عكس الحقيقة حتى يتمكنوا من تقديمها للجهات الحكومية والحصول على تراخيص قيادة السيارات. فجماعة الإخوان الإرهابية لم تكن مشروعات محو الأمية ضمن المشروعات التى أقامتها الجماعة بالجهود الذاتية، لرغبتها فى انتشار الأمية وزيادة أعداد الأميين، بل وتشجيع التسرب من التعليم، حيث أثبتت بعض الإحصائيات أن نسبة ٦١٪ من عدد أعضاء الجماعة فى القرى والمناطق الشعبية والعشوائية أميون ولا يجيدون القراءة والكتابة حتى أنقذت ثورة ٣٠ يونيو هيئة محو الأمية وتعليم الكبار من المصير الأسود الذى كان ينتظرها على يد جماعة الإخوان وعقيدتها الجهل نور.