الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

رقصة الإخوان الأخيرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الرقصة الأخيرة «Dernière danse»
أغنية فرنسية غناء وتأليف الفنانة الفرنسية إنديلا، وإنتاج صكلبفيش. وهى أول أغنية منفردة للمغنية.
تم تصوير الفيديو الأغنية فى باريس، وتم الكشف عنها فى ٤ ديسمبر ٢٠١٣ على موقع يوتيوب، ووصل عدد مشاهدى الفيديو فى يوتيوب إلى أكثر من ١٠٠ مليون مشاهد.
ويبدو أن الإخوان والإخوانجية قد تأثروا بالأغنية وقرروا أن يقوموا هم أيضا برقصتهم الأخيرة.
البداية كانت من تونس، فى صباح يوم الجمعة (٢٠ مايو ٢٠١٦) عندما افتتحت حركة النهضة الإسلامية فى تونس مؤتمرها العام فى نسخته العاشرة، بالتوجه نحو الفصل النهائى بين «السياسى» و«الدعوي» فى فلسفة هذا الحزب الإسلامى ذى المرجعية السلفية الإخوانية التى يدّعى هذا الحزب أنه بريء منها براءة الذئب من دم يوسف تماما، مثلما ما يفعل عادة حزب «العدالة والتنمية» المغربى مباشرة بعد سقوط تجربة الإخوان المسلمين فى مصر.
فى تعليقه قال الأستاذ حمدى عبدالعزيز القيادى بالحزب الاشتراكى المصرى، إن إعلان حزب النهضة التونسى عن فصل النشاط الدعوى عن النشاط السياسى ما هو إلا تراجع تكتيكى حتمته ظروف تزايد نفور غالبية الشعب التونسى من قوى التأسلم السياسى فى ظل ارتفاع مستوى التعليم فى تونس، وكذلك انفتاح المجتمع التونسى على الثقافات الأوروبية المعاصرة بحكم موقع تونس.
بينما يقول د.سالم حميد تحت عنوان «الغنوشى يبدّل جلده»:
ذهبت بعض الكتابات الانفعالية من باب حسن النية وعدم قراءة الماضى إلى اعتبار أن حركة «النهضة» الإخوانية التونسية تمثل حالة متقدمة ضمن موجة تيارات الإسلام السياسى، بعد أن أعلن زعيم الحركة، راشد الغنوشى، فى مؤتمرها الأخير، تحول «النهضة» إلى حزب سياسى يفصل بين العمل الدعوى والحزبى. وهذه حيلة يحاول الغنوشى تسويقها لمغازلة الغرب ولتقديم حزبه فى ثوب جديد، لكنه لن ينجح عمليًا فى نفى المنشأ الإخوانى لحركته التى يقوم فكرها على الاختلاف مع الطابع المدنى والعلمانى السائد للمجتمع التونسى.
عندما عاد الغنوشى إلى تونس بعد انهيار النظام السابق كان قد أمضى أكثر من عقدين من الزمن فى ضواحى لندن، حيث تفرغ هناك للكتابة والتنظير ومحاولة طرح نفسه وحركته بشكل جديد يتبرأ من التطرف، لكنه فور عودته شرع فى استعادة الطابع الإخوانى للحركة، وشهدت تسريبات صوتية للغنوشى على تواصله الحميم مع السلفيين ومحاولة إقناعهم بالتريث، وبأنه لا يختلف معهم فى الثوابت بقدر اختلافه معهم حول الأولويات وسبل التمكين على نار هادئة. ويأتى الإعلان الجديد للغنوشى فى هذا المسار الهادف إلى إعادة توطين الحركة فى المشهد التونسى من بوابة العمل السياسى الذى يدعى فيه أن الحركة ستفارق منهجها القديم القائم على اصطفاء الذات واحتكار الدين. رغم أن المسافة الزمنية بين «النهضة» القديمة و«النهضة» فى ثوبها الجديد المصطنع لا تنبئ بتحول جذرى يحدث قطيعة مع الماضى القريب الذى شهدت خلاله تونس سلسلة أعمال إرهابية واغتيالات طالت معارضين علمانيين، وكل ذلك حدث فى عهد الحركة الإخوانية ذاتها التى قررت فجأة التحول إلى حزب مدنى، بينما لا تزال قواعدها المؤيدة للفوضى تمثل الأساس الجماهيرى للحزب المدنى المزعوم!.
وكان اغتيال المعارضين السياسيين فى ظل حكم «النهضة» قد جعل اسم الحركة وزعيمها الغنوشى مرادفين للفوضى والعنف والإرهاب. فوجد الغنوشى نفسه فى مهمة صعبة لإعادة تجميل الفرع الإخوانى فى تونس، ولو بتبديل الجلد وادعاء تحولات جذرية. وأهم ما أعلن عنه فى المؤتمر العاشر للنهضة التحول إلى حزب سياسى، بينما ستبقى الأدوات الدعوية للحركة فاعلة ونشيطة عبر أذرع نقابية ومنظمات أهلية تعمل فى أوساط المجتمع التونسى بنفس الآلية الإخوانية المعتادة. وهذا يذكر بما قام به «إخوان» مصر عقب سقوط نظام مبارك عندما شكلوا ذراعهم السياسية متمثلة بـ«حزب الحرية والعدالة»، بينما تم الإبقاء على جماعة «الإخوان» بهيكلها التنظيمى السابق لكى تدير الحزب والجماعة عبر المرشد ومكتب الإرشاد. 
■ معلومة مجانية، تنظيم «داعش» يضم من تونس وحدها نحو أربعة آلاف مقاتل.
■ معلومة أخرى، تصريح فى ١٩ يونيو، ٢٠١٢، راشد الغنوشى: تونس إسلامية ولن نترك الحكم بعد اليوم حتى لو سالت دماء التونسيين بالآلاف.
ولا تكتمل رقصة الإخوان الا بالجماعة فى مصر، وتفضح الليلة صحيفة اليوم السابع، عندما انتقد الشيخ سامح عبدالحميد الداعية السلفى، إعلان جماعة الإخوان فصل العمل الدعوى عن السياسى، مؤكدا أن الإخوان تتجه نحو «العلمانية»، على حد وصفه، وقال «عبدالحميد»: «العمل السياسى جزء من العمل الدعوى، والإسلام ليس فقط صلاة وصياما وزكاة ونحو ذلك، ولكنه عبارة عن عبادة وسياسة واقتصاد وغيره» مضيفا: «أطول آية فى القرآن تختص بالمعاملات وهى آية الدَّين، وفى القرآن أحكام تختص بالبيع والإجارة والقرض والهبة، وكذلك النصوص الخاصة بالحرب والسلم والمعاهدات وأحكام الجنايات والقصاص والعلاقات الدولية». وتابع: «جماعة الإخوان فيها انحرافات شرعية كثيرة، وإذا فصلت العمل الدعوى عن العمل السياسى فالمنتظر منها المزيد من السوء والتنازلات والذوبان فى النفعية والبعد عن الدين، والطريق الصواب هو أن تضبط جماعة الإخوان نشاطها بالشرع، وأن تتحرك وفق منهج الإسلام القويم، والخطأ أن تنفصل عن الشرع والدعوة». فى الوقت نفسه أثارت تصريحات عمرو دراج، مسئول المكتب السياسى لجماعة الإخوان الإرهابية، والتى طالب فيها الجماعة الإرهابية داخل مصر بترك السياسة- أزمة جديدة بينه وبين جبهة محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، حيث اتهمته أنه يخرف وعضويته مجمدة، وقال عمرو دراج مسئول الملف السياسى بمكتب جماعة الإخوان بالخارج، إن جماعة الإخوان المسلمين يجب أن تترك السياسة فى مصر، مشيرا إلى أن هناك مشاكل فى طريقة إدارة الجماعة فلم تعد تناسب الوقت الحالى، وأن التنظيم أخطأ خلال الفترة الماضية، ولم يواجه هذا الخطأ. وأضاف مسئول الملف السياسى بمكتب جماعة الإخوان بالخارج، أن ما حدث فى السنوات الماضية يستوجب من الجماعة مراجعة آلياتها فى العمل مضيفا: «كان من الواضح أن هناك بعض المشكلات التى تحتاج إلى مواجهة ونحن نريد أمورا جادة تؤدى إلى إخراج قياداتنا من السجون». وتابع دراج: «هناك مشاكل فى طريقة إدارة الجماعة فلم تعد تناسب الوقت الحالى، كما أن القرارات التى تؤخذ يجب أن تكون مؤسسية بشكل حقيقى ومبنية على شورى حقيقية، وينبغى إشراك قطاع الشباب فى صناعة القرار داخل الجماعة». وحول قرار تجميد عضويته قال مسئول الملف السياسى بمكتب جماعة الإخوان بالخارج، إنه استقبل قرارا بتجميد عضويته داخل الجماعة لكنه لا يعترف به قائلا: «هذه القرارات تصدر بشكل غير مؤسسى». من جانبه هاجم تقى الدين طارق، أحد كوادر جماعة الإخوان، تصريحات عمرو دراج متهما إياه بالجنون قائلا: «عمرو دراج يهرتل وبيخرف الآن، لك الله يا دعوة». فيما دعا سعيد عبدالعظيم، أحد مؤسسى الدعوة السلفية، ونائب رئيس الدعوة السلفية - الذى تم الإطاحة به مؤخرا - الإخوان والسلفيين إلى ترك السياسة والعودة للمساجد. وقال الداعية السلفى، فى بيان له نشره على صفحته على «فيس بوك»: «من جملة تداعيات الأحداث المتسارعة التى تمر بأمتنا ارتفاع الأصوات المطالبة بفصل العمل الحزبى عن العمل الدعوى، خاصة فى الأوساط الإسلامية - سلفية وإخوانية - هذا الفصل يصل عند البعض إلى قطع الصلة بينهما-إداريا وماديا وسياسيا بل حتى شرعيا». وزعم عبدالعظيم، أن الأحزاب بدعة استعمارية فى أصلها لا تتناسب مع أمتنا الإسلامية، فهى تقطع ما أمر الله به أن يوصل وتعمق الخلاف والخصومة بين المسلمين، فبعد القوميات والوطنيات انتقلنا إلى الحزبيات، بل صار كل واحد منا أشبه بجزيرة مستقلة وكيان قائم بذاته تحرك الجبل ولا تستطيع تحريكه». من جانبه قال هشام النجار الباحث الإسلامى، إن حديث عمرو دراج عن أخطاء الإخوان موجه فى مسار النزاع الداخلى عقب قرار إقالته، وكلا الفريقين الآن يتسلحان بالحديث عن المراجعات وتصحيح الأخطاء فى الاتجاه الذى يحقق مصلحته ويؤلم الآخرين وينتقص من نفوذهم وسلطتهم. 
هكذا يفضح اللصوص أنفسهم.