الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

المجمع الانتخابي الأمريكي يحسم الخيار بين كلينتون وترامب

 كلينتون وترامب
كلينتون وترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


تدخل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المرحلة الأخيرة في ماراثون السباق نحو البيت الأبيض بين هيلاري كلينتون التي تستعد للاحتفال بفوزها بترشيح الحزب الديمقراطي،ـ والتي لم يعد ينقصها سوى 29 مندوبا لتحصل على غالبية 2383 المطلوبة للفوز بترشيح الحزب، في حين يحتاج منافسها ساندرز نحو 800 مندوب ـ وبين منافسها الجمهوري وهو دونالد ترامب الذي حسم معركة المندوبين منذ شهر.
والمعروف أن الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة تجرى كل أربع سنوات كما ينص الدستور الأمريكي. وتقام الانتخابات في يوم الثلاثاء ما بين الثاني إلى الثامن من نوفمبر المقبل، وتجرى في ذلك اليوم أيضا انتخابات لاختيار أعضاء مجلس النواب وبعض أعضاء مجلس الشيوخ ومجالس الولاية والمجالس المحلية. وتتم عملية انتخاب الرئيس الأمريكي بشكل عام على مرحلتين:
المرحلة الأولى: انتخاب المرشح من كل من الحزبين الرئيسيين (الديمقراطي والجمهوري) عن طريق انتخابات أولية، إذ يجري الحزبان عادة انتخابات في كل ولاية يصوت فيها عادة المنتمون للحزب. ثم يختار المرشح من كل حزب نائبا له ويتم التصديق عليهما رسميا في مؤتمر الحزب. أما المرحلة الثانية وهى الانتخابات العامة التي يصوت فيها المواطنون الأمريكيون للمندوبين الذين يدلون بأصواتهم لصالح أحد المرشحين.
ويعد المجمع الانتخابي مؤسسة دستورية تشكل حلقة رئيسية في مسار الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يقوم أعضاؤها بانتخاب أحد المرشحين لسباق الرئاسة نحو البيت الأبيض نيابة عن الناخبين من المواطنين الذين انتخبوهم ليقوموا بهذه المهمة، مع التزام مندوبي المجمع غالبا بالتصويت لصالح المرشح الذي اختاره الناخبون الأمريكيون في الانتخابات العامة.
سعى واضعو الدستور الأمريكي عام 1787 لضمان تمتع رئيس البلاد بصلاحيات كافية تجعله مستقلا عن الكونجرس بمجلسيه (النواب والشيوخ) إيمانا منهم بمبدأ فصل السلطات.
وانطلاقا من ذلك وتطبيقا للمادة الثانية من الدستور الأمريكي، أسس المجمع الانتخابي ليكون حلا توافقيا للخلاف الذي نشب خلال إعداد الدستور بين الداعين لانتخاب الرئيس مباشرة من قبل الشعب، وآخرين طالبوا بتكليف الكونجرس بانتخابه.
وأسس الدستور تبعا لذلك نظام "الهيئة" أو "المجمع الانتخابي" الذي يكلف من خلاله ناخبون عن كل ولاية بانتخاب رئيس البلاد ونائبه، مع التزامهم غالبا بالتصويت للمرشح الذي اختاره الناخبون في الانتخابات العامة.

تشكيل المجمع
يتكون المجمع الانتخابي من 538 مندوبا يمثلون كافة الولايات الأمريكية الخمسين، حيث تمثل كل واحدة منها حسب عدد أصواتها في الكونجرس بمجلسيه (الشيوخ والنواب)، والمحدد في 535 إضافة إلى ثلاثة أصوات لمقاطعة كولومبيا.
ويحق لكل ناخب من المجمع إعطاء صوت واحد للرئيس وصوت واحد لنائب الرئيس، أما العدد المطلوب للفوز بمنصبي الرئيس ونائب الرئيس فهو 270 صوتا.
وهناك ست ولايات توصف بأنها الأكثر تأثيرا في المجمع الانتخابي لاستحواذها على 191 صوتا تمثل نسبة 35 % من إجمالي عدد أصواته، تتصدرها ولاية كاليفورنيا (55 صوتا)، وتكساس (38 صوتا)، وفلوريدا (29 صوتا)، ونيويورك (29 صوتا)، وإيلينوي (20 صوتا)، وبنسلفانيا (20 صوتا).
ويلاحظ أن هؤلاء الناخبين يجتمعون في كل ولاية على حدة للإدلاء بأصواتهم لانتخاب الرئيس، لكنهم لا يجتمعون أبدا كناخبين للولايات بشكل جماعي كهيئة قومية.

طريقة الاختيار
تختلف طريقة اختيار المندوبين للمجمع الانتخابي بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري وبين الولايات الخمسين نفسها، وهناك وسيلتان رئيسيتان لاختيار المندوبين وهما: إما الانتخابات الأولية التمهيدية أو المؤتمرات الحزبية الانتخابية التفضيلية.
وتتم الانتخابات الأولية أو التمهيدية بالاقتراع غير المباشر في الولايات، فيختار الناخبون مندوبين عنهم (يسمون أحيانا "الناخبين الكبار") يكونون ملتزمين بالتصويت للمرشح الرئاسي الذي تعهدوا بالتصويت لصالحه في المؤتمر العام للحزب.
أما الأسلوب الثاني فيتمثل في المؤتمرات الحزبية الانتخابية العامة بالولايات حيث يقدم أعضاء الحزب - الذين يرغبون في ترشيح أنفسهم - برامجهم، ويحاولون كسب التأييد لينالوا بطاقة الترشح باسم الحزب.
وموازاة مع ذلك يتم خلال تلك المؤتمرات انتخاب المندوبين الذين سيصوتون في المؤتمر الانتخابي العام للحزب، تبعا للنسب التي حصل عليها المتنافسون - من المندوبين - في المؤتمرات المحلية.
ويعتمد هذا النظام على قاعدة أن المرشح الرئاسي الفائز بأغلبية الأصوات الشعبية في الولاية يفوز بجميع أصواتها في المجمع الانتخابي، وتطبق هذه القاعدةَ الولايات كافة باستثناء ولايتي نبراسكا وماين اللتين تطبقان نظام التمثيل النسبي، حيث تقسم فيهما أصوات المجمع الانتخابي حسب نسبة الفوز في التصويت.
ويمنح هذا النظام المرشح بطاقة الفوز رئيسا للبلاد في حال حصوله على 270 صوتا انتخابيا في المجمع، وهو ما يستطيع تحقيقه بالتركيز على 11 ولاية فقط هى الأكثر تمثيلا في الهيئة.
ويجتمع أعضاء المجمع الانتخابي بعواصم ولاياتهم لاختيار الرئيس ونائبه في أول يوم اثنين من ديسمبر المقبل بعد الانتخاب الشعبي الذي يجري في نوفمبر القادم، وينقلون النتائج إلى الحكومة الاتحادية لتعلن النتيجة الرسمية للانتخابات في جلسة مشتركة للكونجرس يعقدها يوم السادس من يناير2017 ليعلن اسم الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية لمدة أربع سنوات مقبلة.
أما في حالة عدم حصول أي مرشح للرئاسة على أغلبية الأصوات في المجمع الانتخابي فيختار مجلس النواب الرئيس من بين ثلاثة مرشحين حاصلين على أعلى عدد من الأصوات، على أن تمثل كل ولاية بصوت واحد.
أما بالنسبة لنائب الرئيس، ففي حالة عدم حصول أي مرشح على الأغلبية فإنه يختاره مجلس الشيوخ من بين المرشحين الحاصلين على أعلى عدد من الأصوات.

شكوك وانتقادات
ينتقد بعض المراقبين والمحللين هذا النظام بأنه يتحكم في هوية الفائز بالانتخابات الرئاسية، ومبرراتهم بأنه آلية "غير ديمقراطية" لحسم الانتخابات لأن كافة الولايات باستثناء ولايتين تتبع نظام "الفائز يفوز بالكل"، إضافة إلى اتهامه بعدم التعبير أحيانا عن إرادة الناخبين في الانتخابات العامة، مدللين على ذلك بسوابق تاريخية، إذ انتخب المجمع الانتخابي ثلاث مرات مرشحين خسروا في التصويت الشعبي هم: راذرفورد هيز عام 1876، وبنجامين هاريسون عام 1888، وجورج بوش الابن عام 2000.
وفي المقابل .. يدافع المؤيدون عن هذه الآلية بقولهم إنه يحافظ على النظام الفيدرالي الأمريكي لأنه يمنح كل ولاية ثلاثة أصوات على الأقل مهما قل عدد سكانها مقارنة بغيرها من الولايات الخمسين، كما يشيرون إلى أن هذا النظام يحتم على كل مرشح الفوز بعدد من الولايات المنتشرة جغرافيا، بدلا من التركيز على الولايات الحضرية الكثيفة سكانيا.