رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الألتراس.. من "سجون الحكومة" إلى "مبادرة السيسي"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الحكومة غير قادرة على جذب الشباب. أو ترويج أعمالها وسط تلك الشريحة. قلنا بإنها لا تملك أدوات الحوار.. وإن المشكلة ما زالت مستمرة.. الحكومة فى واد.. والشباب فى واد!!
لقطة معبرة ويجب التوقف عندها.. روابط مشجعى الكرة «الألتراس» فى خلاف مع الدولة.
والنتيجة منع دخول المباريات.. ومطاردتهم.
بل وصل الأمر للزج بهم فى السجون، كما حدث مع الوايت نايتس «زملكاوي»!
وفشلت كل محاولات المصالحة فى ظل غياب إرادة حقيقية لدى الإعلام للمساهمة فى ترطيب الأجواء والدخول كشريك بصفته ركنًا أصيلًا فى المنظومة الكروية.
وبالتالى تراجعت المحاولات تمامًا لحل تلك المشكلة وطرح حلول من جانب العناصر المهتمة!
بالطبع هناك تجاوزات من جانب جماهير الكرة وروابط الألتراس لكن أرى أنها فى حدود الأمان.
وتصرفت الشرطة من جانبها بحكمة وعقلانية فى تلك المواقف للخروج بأدنى حدود الخسائر!
لم ألحظ جهدًا مبذولًا فى حل إشكالية منع جماهير الكرة من دخول المباريات، وكأن الجميع استسلم تاركًا الملف فى «يد» الشرطة!
شخصيًا أنحاز لجماهير الكرة.. ولروابط الأندية والألتراس.. وأرى أن تلك الجماعات زادت من جمال التشجيع وأضافت عناصر جاذبة وقوة تشجيعية مهمة لدى اللاعبين لبذل المزيد من الجهد وتحقيق الفوز.
وأعتقد أن إيمانى بالتوجه العام للجماهير وهدفهم لم يمنع إعلان غضبى من سلوك لا يتوافق مع القيم الرياضية. وأراه سلوكًا فرديًا من الممكن علاجه.
كنت أسأل نفسى مرارًا.. كيف لعب ألتراس أهلى دورًا مهمًا فى إضفاء المتعة على مدرجات روما/ الأهلى فى اللقاء التاريخى بينهما.
كيف رفعوا الأعلام والشعارات وأطلقوا الأغانى والأناشيد والأعلام السنارة والبنرات دون أدنى درجة من الخروج عن القانون أو الآداب العامة! مما شكل تابلوه تشجيع جذب عيوننا جميعًا!
فى نفس الوقت كنت أسأل نفسى لماذا فى مصر أصبح الألتراس جزءا من المشكلة؟!
طرحت الحلول.. طالبت بالحوار معهم.
خاصة أننى مؤمن بأن جماهير الكرة وروابط الألتراس يمثلون شرائح للمنظومة الشبابية بكل تفاصيلها.. ومن المهم ألا نطلب منهم قطع رقبة المندس بينهم أو المستغل لفكرتهم لصالح ترويج أفكار مختلفة.
نعم هذه الشريحة قد تكون لديها أخطاء. أولها مواقف مضادة وغير مرحب بها. لكن التعامل معها لا يمكن أن يكون بالبتر والمطاردة أو السجن.
الرئيس السيسى كان سباقًا ولماحًا وأكثرنا فهمًا وإدراكًا للقضية نظر إليها بشكل أوسع من عقول لا ترصد إلا لقطة أو عددًا من اللقطات.
السيسى أطلق صرخة مدوية فى هذا الملف الشائك. عندما طالب فى حواره الأخير المسئولين من العناصر المهتمة بالملف بضرورة جذب شباب الألتراس لتحقيق المشاركة.
هذا ما طالبت به مرارًا وتكرارًا وهو «طلب» أزعج إعلاميين وجهة نظرهم إطلاق الرصاص عليهم بدلًا من الحوار معهم.
أزعج أيضًا مجموعة تشجع الدفع بهم فى السجون بدلًا من معالجة القضية من منظور الأبوة.
لم أكن أتوقع أن الرئيس السيسى قد يشاركنى الرأى وقناعاتى وسيستجيب لى ويطالب مثلى بتعامل مختلف مع شباب المدرجات من ألتراس الأندية.
الرئيس هنا عندما وضع صيغة جديدة فى التعامل مع الألتراس هو هنا بالمفهوم العام يدعو الحكومة والمسئول بأن يكون الحوار بشكل عام له طريق يصل بنا إلى «المشاركة» ولو حدث أن تحقق سنجد الشباب هم الأكثر إيجابية.
بالطبع خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، قد وصلته رسالة الرئيس، عليه أن يضع لها آليات تنفيذ ويتابع، وعلى الإعلام على الأقل المساندة أو ليمتنع.
بالطبع الشرطة يسعدها أن تستقبل أى يد ممدوة لها بالمساعدة أو المساندة، وأيضًا الغاضبون من الألتراس لهم دور استبدال روح الانتقام بروح الأبوة.
مش ممكن يستمر حالة منع الجماهير من دخول المباريات.. لأن دى شهادة فشل لنا جميعًا وأنا وغيرى نرفض ذلك.