اعتذار جريدة «الجارديان» إحدى كبريات الصحف البريطانية والأوسع انتشارا لقرائها عن زيف وكذب التقارير والمواد الصحفية المفبركة لمراسلها فى القاهرة الصحفى البريطانى جوزيف ماتيون حول الأوضاع فى مصر، ووصفه المستقبل بأنه أكثر قتامة وغياب الحريات والاختفاء القسرى وانتهاكات حقوق الإنسان وتعذيب المساجين، وأن الأحداث فى مصر تنبئ بحرب أهلية وكفاح مسلح، وفى نفس الوقت نفت كل المصادر التى ادعى المراسل حصوله على المعلومات منها كل هذه التقارير والمواد الصحفية الكاذبة والمفبركة التى نشرها مراسل «الجارديان» بالقاهرة، وأيضا اعتذار الصحفية لقرائها عن هذا الكذب والتدليس وحذفتها هذه الأخبار والموضوعات من موقعها الإلكتروني، بالإضافة إلى اعتراف الجارديان أن معظم الصحف الغربية دأبت على نشر تقارير كاذبة بعد ثورة ٣٠ يونيو التى أطاحت بحكم الإخوان، عن الأحداث فى القاهرة دون التأكد من صحتها، ودون مراجعة السلطات المصرية، بالإضافة إلى أن اعتراف الجارديان بفبركة مراسلها بالقاهرة فى تقاريره وأخباره وموضوعاته، جاء خوفا من فقدان المصداقية التى تتمتع بها الجريدة الكبري، وهى خطوة إيجابية نحو تصحيح المسار تجاه القاهرة.
والاعتذار من «الجارديان» ليس مجرد كلمات أو عبارات، ولكنه تبعات ومسئوليات.
هذا الاعتذار من الجارديان هو فى حقيقته ومضمونه انتصار سياسى كبير لمصر ولوزارة الداخلية على الافتراءات والاتهامات التى تعرضت لها مصر من الإعلام الغربى والأمريكى ومنظمات المجتمع المدنى والمنظمات الحقوقية فى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى ودكاكين حقوق الإنسان فى مصر التى تتقاضى ملايين الدولارات من الاستخبارات الأوروبية والأمريكية، لتزوير التقارير التى يبثون فيها سمومهم تجاه مصر لتذهب للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى ثم تنشر التقارير وتدين مصر كذبا وتدليسا فى انتهاكات حقوق الإنسان والاختفاء القسرى والتعذيب فى السجون، ولم يفكر هؤلاء المرتزقة وبائعو الأوطان أو يشيرون إلى حجم التضحيات التى يقدمها شهداء الوطن من رجال الجيش والشرطة درع وصيف الوطن للحفاظ على أمن مصر القومي.
وفى تقديرى أن مصر لن تغلق مكتب «الجارديان» فى القاهرة، لأنها بلد كبير وعظيم، وهى أكبر من أن تغلق «الجارديان»، ولكن عليها أن تستثمر هذه الواقعة بأن ترسل رسالة من خلال وزارة الخارجية أو الهيئة العامة للاستعلامات لكل مكاتب الإعلام الغربى فى مصر بأن يتحروا الدقة والحيادية والمهنية فى تناول الأوضاع فى مصر مثلما فعلت «الجارديان»، وعلى المنظمات الحقوقية فى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى أن تعتذر هى الأخرى لمصر بسبب نشرها تقارير ملفقة وكاذبة مثل «الجارديان» وفى مصر منظمات ودكاكين حقوقية لا تتحرى الدقة أو الأمانة المهنية أو حتى شرف نقل الحقيقة، لكنها تكذب وتتآمر وتخون الوطن من أجل حفنة دولارات، ومصر ليست دولة ضعيفة، ولن تسمح لخائن إلا أن ينال عقابه فى إطار القانون إذا كنا نعترف أننا فى دولة مؤسسات.
وإذا كانت الصحافة هى الرقيب على السلطات، فينبغى ألا تتجاوز الصحافة وتحترم القانون والعدالة والقضاء، وعندما تخطئ الصحافة ينبغى أن تحاسب حتى لو كان المخطئ من يطلق عليه نقيب الصحفيين أو مجلس النقابة أو بعضه ممن يسيئون لمؤسسات الدولة المصرية وعلى رأسها الجيش والشرطة والقضاء.