إنها روح ٣٠ يونيو، تلك التى سرت فى هذا الشعب العظيم فحولته إلى ما يشبه الأنبياء يصنع المعجزات تلو المعجزات بوحى من السماء.
كانت هذه هى روح شعب عظيم، انتفض فى لحظة تاريخية نادرة، قرر فيها أن يصنع مستقبله، رافضا حكم جماعة خانت وفرطت، لحظة أمسك بها لم يفلتها من بين يديه، ليصنع معجزة ٣٠ يونيو.
لم يكن أحد يتخيل أبدًا أن يغير هذا الشعب وجه التاريخ، لكنه فعله، تحدى العالم كله، وخرج ليقول كلمته، فتحقق له ما جرى.
كانت البداية معجزة ٣٠ يونيو التى كانت مثل عصا موسى «عليه السلام» التى ابتلعت ثعابين السحرة وسط اندهاش فراعين العالم الحديث الذين أرادوا تركيعنا وإذلالنا، وتوالت المعجزات فكانت معجزات البناء الدستورى لمصر الجديدة، التى بدأت باختيار الجمعية التأسيسية للدستور ثم الاستفتاء عليه ثم الانتخابات الرئاسية فالنيابية حتى اكتمل عقد التأسيس الديمقراطى للمؤسسات الدستورية، تلا ذلك مرحلة البناء فكانت قناة السويس الجديدة التى تمهد لشرق التفريعة ذلك المشروع العملاق، وبالتوازى كانت محطة كهرباء جبل عتاقة ومدينة الجلالة ومشروع المليون ونصف المليون وحدة سكنية، إضافة إلى مثلها من فدادين الأراضى الزراعية. ملحمة من العمل والجهد تعيد زمن المعجزات الذى ولىّ، كل ذلك ونحن نحارب الإرهاب ومؤامرات الشر التى تحاك من حولنا حتى بتنا حديث العالم فى الصمود والتحدي، عامان مضيا وما زال العمل والجهد مستمرين وما زالت المعجزات تترى.
كانت هذه الروح هى روح الأنبياء المؤيدين من قبل السماء، تجرى المعجزات على أيديهم لأنهم أصحاب حق، ولأول مرة فى التاريخ يمتلك شعب كامل روح الأنبياء التى كانت تتمثل فى أفراد اختارهم الله على عينه، ولم يكن غريبا أن يختار الله هذا الشعب على عينه، فمن يسعى وراء حقه يعينه الله عليه.
هذه الروح الوثابة التى تملكت الشعب المصرى، انتقلت منه إلى روح واحد من أبنائه، خرج ليؤيد الحق، ويقف خلف من يريدون استرداد وطنهم، وضع روحه على يده، وخرج ليعلن للعالم كله أن اختطاف هذا الوطن هو المستحيل بعينه.
وقف الشعب خلف هذا الرجل، طالبه بأن يرشح نفسه للرئاسة، قرر أن يكمل معه الطريق الطويل نحو بناء دولة مدنية حديثة.
مر عامان على هذه اللحظة، حاربنا فيهما الإرهاب، ولم تنسنا هذه الجماعات المجرمة معركة البناء، وهى المعركة الكبرى التى خاضها زعيم وطنى، نحتفل معه اليوم بإنجازات لم يكن أحد يتخيل أن تحدث على الأرض، لكن بإرادة رئيس ودعم شعب، تحققت المعجزات، التى لا ينكرها إلا جاحد وكاره لهذا الوطن.
ما تحقق على الأرض يفتح أمامنا آفاق المستقبل الذى كنا نحلم به، فإذا به يصبح واقعًا وحاضرًا بين أيدينا.