الجمعة 11 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

تمرد "الداعشيات" المهاجرات في الموصل

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تلقت مقاهي الإنترنت في الموصل شمال العراق، أوامر صارمة من تنظيم "داعش" بعدم التعامل مع نساء التنظيم، وبالأخص الأجنبيات اللواتي يطلق عليهن "المهاجرات" بسبب حملة تمرد لهن ضده مؤخرًا، مع تقليل رواتبهن، وتقطيع أشلائهن بصواريخ القصف.
الراتب الشهري للداعشية في مناطق هيمنة تنظيم "داعش" ومنها الموصل، مركز محافظة نينوى، يقارب 55 دولارا أمريكيا، والذي لا يكفيها لوجبة غداء، أو هدية عيد الميلاد في بلادها الأجنبية.
وكشف مصدر محلي من داخل الموصل، لمراسلتنا، عن تلقى مقاهي الإنترنيت في الموصل تعليمات من تنظيم "داعش"، بعدم بيع "حزم النت" للداعشيات المهاجرات بالذات، بسبب محادثات إلكترونية رصدها التنظيم لهن مع معارفهن وقريباتهن.
وسرب المصدر الذي تحفظ الكشف عن اسمه، نص إحدى رسائل المهاجرات، كتبت فيها لشقيقاتها:
"لا تهاجر للانتماء لتنظيم "داعش"، لأننا متنا من الجوع، الجوع يقتلنا"، بسبب انخفاض رواتبهن المسماة بـ"الكفالات" وانقطاعها بسبب أزمة مالية خانقة يمر بها التنظيم، والناجمة عن تفاقم خسائره للأرض والأرواح في الأنبار وقرب الموصل بتقدم القوات العراقية والبيشمركة الكردية.
ورغم رخص حزمة الإنترنيت… مقابل ألف دينار عراقي واحد، ما يعادل أقل من دولار، تشتري الداعشية الواحدة من أقرب مقهى نت قرب مسكنها مع زوجها الداعشي المؤقت، 60 ميكا بايت صالحة لمدة يوم كامل، إلا أنهن حُرمن من هذه الحزم بسبب الرسالة المذكورة والتي تعتبر قطع إمداد لهجرة النساء للتنظيم.
ولا تتوفر خطوط الإنترنيت وكذلك شبكات الاتصال في الموصل، منذ قطعها بعد سيطرة تنظيم "داعش" على الموصل في أوائل حزيران/يونيو 2014، والمتوفر هو الإنترنيت الفضائي وبأسعار تتراوح ما بين ألف دينار عراقي وترتفع إلى 30 دولارا أمريكيا إذا كان الاشتراك شهريا.
ويبث تنظيم "داعش" في الموصل التي سيطر عليها في منتصف 2014، من خلال عناصره من ديوان الحسبة، والشرطة الإسلامية، ومطوياته الدورية، أنه يراقب محادثات الإنترنيت في عموم المدينة، متوعدًا من يتم ضبطه يستخدم عبارات شتم تستهدف التنظيم وضده، بالسجن والإعدام بتهمة الإساءة والتعاون مع القوات العراقية.
وعثور تنظيم "داعش" على رسالة إحدى نسائه، يدلل على تعرض الداعشيات لحملات التفتيش التي ينفذها التنظيم بشكل يومي على المدنيين في الشوارع، الحال الذي جعل السكان يستخدمون هواتف "نوكيا" من طراز 1100 الذي لا يحتوي على كاميرا وخال من الواي فاي وغيرها من ملامح تطور الهواتف كـالآيفون وغيره.
ومع شعورهن بالجوع، تواجه الداعشيات لحظات موت مفاجئة، إذ تقطع أشلائهن ويمحى وجودهن من الأرض والانتماء للإرهاب، تحت القصف الذي ينفذه طيران التحالف الدولي بشكل مستمر يوميًا، باستهداف منازلهن العائدة للنازحين والأقليات التي تعرضت للتهجير القسري والإبادة كالمسيحية والإيزيدية على يد التنظيم.
وعلمت "سبوتنيك" من مصادر محلية من داخل الموصل، أن عددًا من نساء تنظيم "داعش" قتلن بضربات لطيران التحالف الدولي، ومنهن واحدة قُتلت مع زوجها وطفليها وهم عائلة شيشانية في منزل شمالي الموصل، في حي الصديق الذي يضم غالبية من الدواعش الشيشان الجنسية، في نهاية الشهر الماضي.
وأخريات قتلن وهنّ في نزهة سيارة مع أزواجهن الدواعش، خلال القصف الذي يستهدف سيارات التنظيم أيضا، عدا أن مساكنهن غير ثابتة ومتنقلة من منزل إلى آخر بسبب مقتل أزواجهن في المعارك واستبدالهم بزملاء آخرين من التنظيم، وتجنبًا للقصف.
وحسب المصادر التي تحفظت الكشف عن أسمائها، تعرضت شقق حي الحدباء في الجانب الأيسر من الموصل، لضربة من طيران التحالف الدولي الشهر الماضي، أسفر عنها هرب للداعشيات اللواتي كن يتواجدن بكثرة في هذه الشقق، وتوزعهن للعيش في مناطق أخرى من المدينة.
وتتركز مهام الداعشيات في الموصل، على مراقبة وملاحقة واعتقال النساء في الموصل، لبعضهن وقرصهن حتى الموت وقتلهن عندما يخالفن قرارات التنظيم وأساليبه المنتهكة لحياتهن وخصوصياتهن، لاسيما وأن خروجهن من منازلهن دون محرم أمر ممنوع ومحرم في الخلافة الداعشية التي تفرض عليهن الخمار والنقاب المشدد، وعدم استخدام الهواتف النقالة ضده، وغيرها من الأوامر المحطمة لحياتهن.