سأحرص على مشاهدة ثلاثة أعمال فى دراما رمضان هذا العام، وأدعوكم إلى الاهتمام بها وأن تضعوها فى أولوياتكم: مسلسلات «ونوس»، و«سقوط حر»، و«أفراح القبة».. وبالتأكيد فسوف تكون هناك أعمال أخرى جيدة وتستحق المشاهدة، وسوف يتضح ذلك أكثر، مع انطلاق الموسم الذى نعتبره مهرجانًا ضخمًا بكل معنى الكلمة: مهرجان رمضان التليفزيونى السنوى.. لكن ماذا نعتقد منذ الآن أن المسلسلات الثلاثة التى ذكرناها، تسبق غيرها فى الجدارة بالمشاهدة ولها الأولوية؟.
أولًا بالنسبة لمسلسل «ونوس»، فإن أول سبب للاعتداد به هو أنه لنفس فريق المسلسل الناجح، بل المؤثر والآسر حقًا «الخواجة عبدالقادر»: المؤلف عبدالرحيم كمال، والمخرج شادى الفخرانى، والنجم الكبير يحيى الفخرانى، ومعهم هذه المرة المقتدرون نبيل الحلفاوى وحنان مطاوع وهالة صدقى وإنعام سالوسة والشباب الموهوب سماح السعيد وندى موسى ونهى عابدين ومحمد شاهين وغيرهم. وإلى أن يعرض المسلسل ونعود إليه بالتقييم، نحب ابتداء أن ننوه ونؤكد أن عبدالرحيم كمال فى اعتقادنا، هو أحد أحسن خمسة أسماء فى التأليف الدرامى التليفزيونى ظهرت فى دراما ما بعد المربع الذهبى (أسامة أنور عكاشة محفوظ عبدالرحمن يسرى الجندى محسن زايد).
أما مسلسل «سقوط حر» فهو للفنانة نيللى كريم والمؤلفة مريم نعوم اللتين أكدتا جدية ونضجًا هائلين فى أعمالهما معًا خلال السنوات الأخيرة على شاشة رمضان أيضًا، ومع المؤلفة هذه المرة الكاتب المجيد وائل حمدى، لكن الأهمية الخاصة بل القصوى فى مسلسل «سقوط حر» تعود إلى مخرجه شوقى الماجرى، الذى عندنا يتصدر كل مخرجى الدراما التليفزيونية فى عصرنا على مستوى كل الوطن العربى، وقد شاهدت أعماله حتى قبل أن يقدم فى مصر مسلسله الراقى «أسمهان»، ولا أنسى له تحفته بكل معنى الكلمة «أبناء الرشيد: الأمين والمأمون»، ومسلسله الممتاز المتوهج عن القضية الفلسطينية «اجتياح» وغيرها. ثم كيف لا يكون مسلسل «أفراح القبة» أحد أهم ثلاثة أعمال منتظرة؟ وهو عمل تتوفر فيه كل الأسماء التالية: صاحب النص الأصلى، الرواية البديعة القيمة بنفس العنوان، نجيب محفوظ العملاق، وصاحب المعالجة الدرامية والسيناريو للرواية على شاشة التليفزيون محمد أمين راضى، المتمتع بموهبة بالغة التميز فى التأليف (وقد شاهدنا له تباعًا مسلسلات: نيران صديقة السبع وصايا العهد)، ثم المخرج القدير محمد ياسين (ومن أعماله الناضجة مسلسل «الجماعة» و«موجة حارة»)، أما الممثلون فنحن أمام الموهوبين الكبار منى زكى وجمال سليمان وإياد نصار وصبا مبارك وسوسن بدر وكندة علوش وصبرى فواز.. وغيرهم. بعد هذه المسلسلات الثلاثة الأولى بالمشاهدة، لا بد أن تستوقفنا أسماء أخرى مهمة متميزة، منها فى مسلسل «هى ودافنشي» الفنان خالد الصاوى والنجمة ليلى علوى، وهو إخراج عبدالعزيز حشاد، وتأليف المتمكن محمد الحناوى (الذى كتب المسلسلات المهمة الأخيرة بطولة الصاوي: خاتم سليمان، تفاحة آدم، الصعلوك). وأيضًا يستوقفنا اسم أحد أهم كتابنا ومن أكثرهم تميزًا، تامر حبيب الذى يكتب هذا العام مسلسل «جراند أوتيل»، إخراج أحمد شاكر خضير (وقد اشتركا معًا فى رمضان السابق بالمسلسل الناجح «طريقي»).. كما يعرض للمخرج الموهوب محمد العدل مسلسل «الخروج» وهو تأليف محمد الصفتى ومن أبطاله المقتدرين درة وصلاح عبدالله وظافر العابدين.. وتستوقفنا مجددًا أسماء المخرجين، القدير هانى خليفة الذى يخرج هذا العام مسلسل «فوق مستوى الشبهات» بطولة النجمة يسرا، والمخرج المتمكن محمد سامى الذى يقدم مسلسل «الأسطورة» بطولة النجم الشاب محمد رمضان والمقتدرة فردوس عبدالحميد.. كما تستوقفنا مرة أخرى أسماء المؤلفين، عبدالرحيم كمال فى عمل آخر له هو «يونس ولد فضة» إخراج أحمد شفيق وبطولة الموهوبين عمرو سعد وهبة مجدى والقدير أحمد حلاوة، وأيضًا المؤلف ماهر زهدى فى مسلسل «التكية» إخراج سامح الشوادى.
وبعد نتمنى للمطربة الكبيرة لطيفة التوفيق فى مسلسل «كلمة سر» إخراج سعد هنداوى، مثلما وفقت فى مسلسلات السنوات السابقة المطربات شيرين وميريام فارس وهيفاء وهبى، ومن قبل سيمون ومنى عبدالغنى وأنوشكا، ونتمنى أن يقدم عادل إمام فى مسلسل «مأمون وشركاه» إخراج رامى إمام عملًا فنيًا ناضجًا جذابًا وليس فحسب مسلسلًا يعتمد على جاذبية بطله كنجم كبير محبوب، وأخيرًا نتمنى للفريق الذى سعى لتقديم جزء جديد (سادس) من «ليالى الحلمية» ألا يخذل قيمة هذا العمل الإبداعى الكبير فى تاريخنا، وأن يكون ولو إلى حد معقول على مستوى اسم صاحبه الشامخ أسامة أنور عكاشة، وأول من نعول عليهم فى هذا الرجاء أيمن بهجت قمر المشارك فى التأليف، وهو عندنا أحسن مؤلف للأغنيات فى جيله، كما أنه مؤلف أحسن فيلم حتى الآن لأحمد حلمى «آسف على الإزعاج».