السبت 11 يناير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

تبرعوا لـ"تحيا مصر"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لو توقفنا قليلًا أمام كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن صندوق «تحيا مصر»، وحديثه عن المشروعات التي نُفذت من خلاله، وبدء جمع ثمار تبرعات المصريين، بتمويل مشروع «الأسمرات»، الذي نُقل إليه أهالي «الدويقة» و«عزبة خيرالله» و«بطن البقر» وغيرهم، عندما نتوقف عند كل هذا، وعندما تشاهد الوحدات السكنية الجديدة بهذا الحي، تجد نفسك أمام نتيجة حتمية واحدة، وقرار لا تجد منه مفرًا، وهو وجوب التبرع لهذا الصندوق الوطني.

قبل ذلك، كان المصريون يتشككون في تلك الأموال التي يتبرعون بها لأي جهة تطلب التبرعات، أما الآن وبعد هذا المشروع الحلم، والذي تحول إلى واقع وحقيقة شهدها العالم بأسره، فأعتقد أنه لن يجرؤ أحد على التشكيك، بل لن يترددوا في التبرع لصندوق «تحيا مصر»، بل سنكون جميعًا دعاة لذلك، ومروجين لهذا المشروع الوطني.

نعم نستطيع أن نصف صندوق «تحيا مصر»، بأنه مشروع وطني، فعندما يشارك في بناء وحدات سكنية للمصريين فهو وطني، وعندما يساهم في القضاء على العشوائيات، فهو وطني، وعندما يكون سببًا في تفريج الكرب عن «الغارمات»، وسداد الديون المستحقة عليهن فهو وطني، بل وينبض بقلب ومشاعر المصري المخلص المحب لبلده.

تبرعوا لصندوق «تحيا مصر»، من أجل وطن تحلمون به، شاركوا في صنع الإنجازات التي تقام على أرض وطنكم، ساهموا في بناء مصركم الحديثة، حاولوا أن تنالوا شرف المشاركة، وتحويل الأحلام إلى حقيقة يراها الجميع، ويحترمها ويقدسها، ويعرف أن لمصر شعب يحبها وترعاه.

كانوا ولا زالوا يعايرون مصر والمصريين بوجود المناطق العشوائية، وبوجود من يعيش بتلك المناطق المهدِدة للحياة، أولئك الذين يتصيدون صورًا سلبية من مصر، ويصدرون أن المشهد المصري لا يخرج بكل تفاصيله عن تلك الصورة السلبية، هل ترضي بأولئك؟ هل ترضي بما يقولوه؟، هل توافق على أن تكون صورة بلدك في الخارج مختصرة ومختزلة في مشهد العشوائيات؟.

أكثر من 700 منطقة عشوائية توجد على أرض وطننا الغالي، وهناك من يتاجر بها في فضائيات الشر، وإعلام السوء، تلك المناطق وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي للانتهاء من تطويرها، وتحويلها لمناطق تليق بالمصريين، ولكن السؤال كم سيتكلف هذا؟، والإجابة مليارات الجنيهات مطلوب إنفاقها في تطوير تلك المناطق بجميع محافظات مصر، ويكفي أن نعرف أن تطوير عشوائيات القاهرة فقط سيتكلف 14 مليار جنيه.

ومن هنا ننطلق إلى ضرورة المشاركة المجتمعية في هذا المشروع القومي، نعم القضاء على العشوائيات وتطويرها مشروع قومي يضاهي قناة السويس الجديدة وغيرها من المشروعات، وإعلان مصر خالية من المشروعات شرف ووسام سيرفعه كل مصري على صدره، لكن هذا الوسام كيف نحصل عليه؟ ومن أين لنا به؟، لن يأتينا إلا بالمشاركة في تنمية وزيادة موارد «تحيا مصر»، الكل يشارك رجل الأعمال، الرجل، المرأة، الشاب، الفتاة، صغيرنا، كبيرنا، لا يُحرم أحد من هذا الشرف، وكل على قدره، وكل باستطاعته، حتى إذا كنت ستتبرع بجينه واحد، فتبرع به وستشعر في نفس اللحظة أنك تشارك في بناء مصر.

عندما أقول لك: «إن هناك سيدة مصرية - رفضت ذكر اسمها في أي وسيلة من وسائل الإعلام- تبرعت لمصر بخمسين مليون جينه، فستعرف حتمًا أن هناك من يحب هذا الوطن، حينما أذكرك بالشهداء الذين يضحون بأرواحهم فداء لك ولوطنك، فستعرف حتمًا أن هذا الوطن يستحق منا جميعًا أن نفكر فيه، ونخصص له جزءًا من كل ما نملك، أوقاتنا، وأموالنا، بل وأبنائنا، كل هذا يجب أن نخصص منه قدرًا لمصر».

من المؤكد أن هناك من يقرأ تلك الكلمات الآن، ويردد بين نفسه أنه يحتاج إلي من يتبرع له، قد يكون حديثك لنفسك حقيقي لا أشكك فيه، ولكن عندما تتبرع بما تستطيعه ولو جنيهًا واحدًا، فستجد هذا في مشروعات قد تعمل بها إذا كنت تبحث عن عمل، أو ستجده في طريق يتم رصفه، فتصل إلي مستشفى بعزيز لديك تتمنى إنقاذه، وقد يتسبب الطريق العثِر في عدم الوصول إليها، لا تترك نفسك لوسواسك السلبي، انفضه عنها ودعها في طريقها فهي حتمًا تحب الخير، وتحب وطنها، وستقرر التبرع لصندوق «تحيا مصر».