الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ثوار أونطة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كتبت إلى الرفاق الثوار المعتصمين: «مش قادر أفهم يعنى إيه اعتصام فى مقرات الأحزاب، والأكل والشرب والليلة حلوة، زمان كنا نعرف الإضراب عن العمل أو الإضراب عن الطعام، إنما حكاية الاعتصام ديه اختراع ثورى. الموضوع جد مش تهريج.. الاعتصام ده وسيلة من أجمل ما عرفته وسائل الاحتجاج، مش أونطة زى أفلام أحزاب مصر النهاردة وبكره والجمعة إلّى فاتت».. «كونسبسيون توماس» اسم يعرفه الفلسطينيون جيداً، فهى السيدة الإسبانية، صاحبة أطول اعتصام فى التاريخ من أجل مناصرة القضية الفلسطينية، التى بدأته عام ١٩٧٤ داخل خيمة فى شارع بنسيلفانيا، أمام البيت الأبيض. «الصمت جريمة»، «الحرب ليست هى الحل»، بتلك الكلمات التى تفيض إنسانية، زينت توماس خيمتها، التى لطالما جلست أمامها على مدار أكثر من ٤٠ سنة، يدخل كل يوم إلى البناية الأخطر فوق كوكب الأرض آلاف من المسئولين ويخرجون، وهى صامدة مكانها كالجبل الراسخ، وبدل الكثيرون منهم مواقفهم، إلا هى فلم تتبدل ولا تغير أفكارها، حتى آخر نفس فى عمرها. توماس عارضت خلال مشوارها سياسات الرؤساء الأمريكيين تجاه الكثير من القضايا الإنسانية، التى كانت منها القضية الفلسطينية والأسلحة النووية، مُلخصة قضيتها فى الحياة فى جملة تفيض حباً للحياة والبشر، وهى: «قضيتى هى منع العالم من تدمير نفسه»، توفيت فى واشنطن السيدة «كونسيبسيون بيكوتو»، صاحبة أطول اعتصام فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما أمضت أكثر من ثلاثين عاما فى خيمة أمام البيت الأبيض مطالبة بنشر السلام فى العالم ومحاربة انتشار الأسلحة النووية. توفت الناشطة الأمريكية، عن عمر يناهز الثمانين عاما داخل مؤسسة غير ربحية تدعم النساء المشردات فى واشنطن. ولأكثر من ثلاثة عقود، راوغت مارتن الشرطة الأمريكية التى تحظر على المتظاهرين النوم فى الساحات العامة، ورغم ذلك أصبحت أحد أبرز الملامح السياحية فى محيط البيت الأبيض. اعتصام آخر، بعد حصول المغرب على الاستقلال، نصب الناس الخيام غير بعيد عن القصر الملكى بالرباط، لم يجتمعوا من أجل السياسة، لأنها لم تكن تهمهم، بل جاءوا للحصول على «حقهم» فى البلاد، والحصول على مأذونيات النقل.. تخيلوا، بل صدقوا أن السماء لن تمطر بعد الاستقلال إلا مالا ورخصا، فى السنوات الأولى التى تلت استقلال المغرب بدأت تدب شائعات فى أوساط طبقات اجتماعية متفاوتة، مفادها بأن الدولة المستقلة ستقوم بتقسيم الثروة بين المواطنين بالتساوى. وجه الطرافة فى هذا الباب يكمن فى السرعة التى سرت بها تلك القناعة فى نفوس الكثيرين ممن كانوا عاطلين، دون مدخول، تشكل الفلاحة المعيشية مصدر عيشهم الوحيد. «ورقة» المقاومة، شكلت نافذة لانفتاح أغلب هؤلاء على عالم المطالب والامتيازات التى طالبوا بها الدولة، وبذلوا فى ذلك ما استطاعوا إلى الحد الذى وصل معه الأمر للاعتصام فى ساحة فسيحة فى محيط القصر الملكى بالرباط. أصبح الانضمام إلى المقاومة مكلفا، بعد أن سرت أخبار استفادة البعض من امتيازات سخية، مكافأة لهم على الخدمات التى قدموها لاستقلال البلاد. وهكذا أصبح الراغبون فى قطع الطريق الأقصر نحو مأذونية النقل التى أراد الجميع الحصول عليها. أمام هذا الوضع، وجد البعض ضالتهم فى بيع صكوك غفران حقيقية، تتمثل فى الوساطة لتسجيل الراغبين فى الحصول على الامتيازات، فى لوائح قدماء المقاومة، وذلك حتى يتسنى لهم لقاء الملك محمد الخامس، خصوصا خلال الأسابيع الأولى التى سرى فيها خبر استقبال الملك، ومعه الوزير الأول، أمبارك البكاى، الذى عرف عنه تعاطفه الكبير مع قدماء المقاومة وفتح أبواب مكتبه أمامهم فى أى وقت. جرى إقصاء أسماء كثيرة، وأرامل وأيتام حقيقيين، فقدوا معيلهم فى أعمال مقاومة حقيقية، وهو أمر اعترف به بعض الذين كانوا يشرفون على تسجيل اللوائح التى اعتمدت فى اندماج جيش التحرير سابقا مع الجيش الملكى، وعوضوا بآخرين قدموا أموالا طائلة، وأحيانا مجرد قهوة أو شاى للانضمام إلى تلك اللوائح التى بات يحلم بها الجميع. النتيجة كانت تراكم طلبات كثيرة أمام أبواب الملك محمد الخامس، الذى وجد نفسه أمام معضلة حقيقية تتمثل فى استحالة استقبال الجميع، وصعوبة فى النظر فى جميع تلك الطلبات التى لا تنتهى. أما اعتصامات مصر أيها الثوار من بعضها: «فى آخر مارس عام ١٨٨٢ قام عمال تفريغ الفحم فى بورسعيد بالإضراب عن العمل وحددوا هدفين، الأول، هو المطالبة بالحصول على الأجر مباشرة من الشركات، حيث كان العمال يشتغلون عن طريق مكاتب حرفية للفحم يديرها مقاولون أو معلمون. والثانى، رفع الأجر المدفوع من الشركات الأجنبية، وبذلك فقد كان هذا الإضراب موجها ضد الشركات الأجنبية وكان لهذا الإضراب صدى لدى الحكومة المصرية. ديسمبر ١٨٩٩ إضراب عمال لف السجائر هو البداية الحقيقية للحركة العمالية فى العصور الحديثة، وقد استمد هذا الإضراب أهميته من استمراره لمدة تقارب الثلاثة أشهر، وتأسيس أول تنظيم نقابى عمالى «رابطة لفافى السجائر» فى فبراير ١٩٠٠. عام ١٩٠٨ إضراب عمال «الترام» بالقاهرة، وإضراب عمال السكة الحديد، كانا بسبب احتقان العمال من التمييز الملحوظ بين العمال المصريين والعمال الأجانب، الذى أرساه الاستعمار الإنجليزى على مصر، سبتمبر ١٩٥٢ إضراب عمال غزل «كفر الدوار»، فى سبتمبر ١٩٥٢ تعاملت الدولة معه بأكثر أشكال القمع والتعسف دموية، وأقامت محاكمة عسكرية للعمال المتهمين بالتحريض، وكان بينهم طفل فى الحادية عشرة من عمره، وأمرت المحكمة بإعدام «مصطفى خميس» و«عبدالرحمن البقرى». انتبه عبدالناصر لعدم وجود اتحاد نقابى فى مصر، فأمر بإنشائه فى يناير ١٩٥٧، ليكون بمثابة ثكنة عسكرية تتخفى وراء رداء عمالى، تحمد الثورة على منحها وعطاياها ولا تجرؤ على ذكر أى مطلب عمالى. ١٧ و١٨ يناير ١٩٧٧ فى ١٧ و١٨ يناير ١٩٧٧ انطلقت شرارة انتفاضة الخبز من شركة مصر للغزل والنسيج وترسانة الإسكندرية، وسارت كالنار فى الهشيم فى كل محافظات مصر ضد ارتفاع الأسعار حتى تراجع السادات عن قرارات رفع أسعار السلع الأساسية، وانتهت الانتفاضة بإدانة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، وجميع النقابات العامة للإضرابات. ١٩٨٤ اعتصم عمال كفر الدوار. ١٩٨٦ اعتصام السكة الحديد. ١٩٨٦ اعتصام عمال إسكو. ١٩٨٦ اعتصام عمال النقل الخفيف. ١٩٨٧ اعتصام عمال المحلة الكبرى. ١٩٨٩ اعتصام عمال الحديد والصلب، وأدى التدخل الأمنى لفض إضراب شركة الحديد والصلب عام ١٩٨٩ إلى استشهاد العامل «عبدالحى سيد» برصاص الأمن أمام زملائه، مما عجل بفض الإضراب وشكل حافزا كبيرا لزملائه فخاضوا معركة الانتخابات البرلمانية فى ١٩٩٠ إلى جانب أحد قادة الاعتصام، وفاز بعضوية مجلس الشعب، وفى السنة التالية تمكنوا من إسقاط النقابة التى تواطأت ضدهم فى الاعتصام، وإنجاح قيادات الاعتصام. ٢٠ نوفمبر ٢٠٠٤ اعتصام عمال الإسبستوس «أورا مصر» فى ٢٠ نوفمبر ٢٠٠٤ الذى استمر بمقر الشركة لمدة تجاوزت الثمانية أشهر كان بمثابة بداية لانفجار عمالى فى عشرات المصانع بمدينة العاشر من رمضان، التى تضم أكثر من ١٤٣٠ مصنعا، بالإضافة لمئات الورش الصغيرة. ٧ ديسمبر ٢٠٠٦ إضراب غزل المحلة الأول، واستغرق ثلاثة أيام. فبراير من ٢٠٠٧ اعتصام عمال السكة الحديد أثناء مفاوضات عمال السكة الحديد مع أجهزة الدولة فى اعتصامهم. فى فبراير من ٢٠٠٧ عرضت الحكومة على العمال حصول كل سائق يتم تشريكه على عدة مستحقات. منها ٨٥٪ من الأجر المتغير على أن يطبق هذا العرض على كل من سيتم إشراكهم فى المستقبل، وقد رفض العمال هذا العرض وقبلوا بتخفيض النسبة من الأجر المتغير لتصل إلى ٦٥٪ على أن تطبق على كل السائقين بما فيهم من تم تشريكهم بالفعل. ٢٣ سبتمبر ٢٠٠٧ إضراب غزل المحلة الثانى، واستغرق ستة أيام، خلال الفترة ما بين إضراب ٧ ديسمبر ٢٠٠٦ وإضراب ٢٣ سبتمبر ٢٠٠٧ بالمحلة ارتفعت وتيرة الاحتجاجات العمالية حتى تعدت ٦٥٠ احتجاجا، وبلغ عدد العمال الذين أضربوا خلال فترة تسعة أشهر أكثر من ١٩٨ ألفا و٤١٤ عاملا، وتسببت هذه الإضرابات فى توقف العمل لمدد طويلة، حيث بلغت عدد الساعات المتوقفة عن العمل، ٦٤٧ مليونا و١٣٣ ألفا و٦٣٧ ساعة عمل». هذا بعض ما نعرفه أيها الثوار والباقى أعظم..لموا التعابين.