تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
رغم كل المزاعم والادعاءات الكاذبة الإخوانية بشأن نزاهة انتخابات مجلس النواب المقرر إجراؤها في أبريل المقبل، ولعل اختيار شهر أبريل لنقطة البداية دليل على ذلك، ارتباطه بـ“,”كذبة أبريل“,” فإن البرلمان القادم في تاريخ مصر لن يكون له أي ارتباط تاريخي أو سياسي بالحياة البرلمانية المصرية التي بدأت عام 1868 وشهدت خلالها تشكيل أكثر من 121 برلمانًا ومجلسًا نيابيًا مصريًا، لأن البرلمان القادم سيكون وبحق هو “,”برلمان المرشد“,” لأن انتخاباته ستجرى تحت إشراف المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع، وتشكيله النهائي بالأغلبية والمعارضة والمستقلين سيضعه أيضًا المرشد.
فالبرلمان القادم سيكون برلمانًا لقيطًا وساقطًا، قُيد في تاريخ مصر البرلماني العريق كأول دولة في المنطقة عرفت الحياة البرلمانية، لكي تأتي جماعة الإخوان المسلمين وتنسف هذا التاريخ المضيء وتجعل المرشد أعلى من الشعب وسيادة المرشدة تعلو على سيادة الدولة والشعب معًا، وتستخدم كل الحيل والوسائل غير المشروعة من أجل تشكيل برلمان المرشد.
والغريب أن نفس الجماعة عندما انسحبت وقاطعت انتخابات برلمان 2010 في عهد الرئيس السابق مبارك، اعتبرت المقاطعة حلًا سياسيًا وموقفًا شجاعًا منها، واليوم عندما قررت جبهة الإنقاذ التي تمثل المعارضة الحقيقية نفس الموقف “,”مقاطعة الانتخابات“,” تصف القرار بأنه هروب وإفلاس وعدم شعبية وهي نفس الكلمات التي أطلقها قادة الحزب الوطني المنحل على جماعة الإخوان عام 2010.
فجماعة الإخوان الكاذبة ومرشدها الأعلى صاحب القرار بلا منازع على أرض مصر الآن، يعانون من الازدواجية والشيزوفرنيا السياسية في المواقف وينسون ما حدث من قبل اعتمادًا على أن ذاكرة الشعب ضعيفة وأن الإعلام المملوك للدولة ولهم الآن لا يذكرهم بهذه المواقف وأنهم يستخدمون قاموس الحزب الوطني المنحل وأنهم يعيشون نفس الدور بل أسوأ.
فقرار المقاطعة من جانب جبهة الإنقاذ هو واحد من أشجع القرارات التي اتخذتها منذ تشكيلها في نوفمبر الماضي وكشف عورة جماعة الإخوان ومرشدهم كما كشف عرائس المولد من السياسيين الذين يلعبون دور المحلل والمعارض مع الإخوان، لأن المقاطعة ستكون هي السيف الذي سوف يستخدمه الشعب في الإطاحة برءوس الإخوان ومرشدهم.
كما أن قرار المقاطعة كشف حقيقة الدعم الأمريكي لجماعة الإخوان والمساندة الأمريكية لهذه الجماعة، كما كشف الستار عن الديمقراطية الأمريكية التي تسعى لفرضها على مصر في ظل حكم الإخوان وجعل الإدارة الأمريكية في “,”حيص بيص“,” أمام الرأي العام الأمريكي بسبب مواقفها المتناقضة في التعامل مع الشعب المصري والانحياز للإخوان ضد إرادة الشعب.
فالبرلمان القادم مهما تعالت أصوات الإخوان بالكذب ورفعوا شعارات النزاهة والشفافية، فإن التزوير قادم قادم في هذه الانتخابات سواء بمشاركة الجبهة أو بالمقاطعة، لأن الإخوان فقدوا الشعبية والاحترام لدى غالبية المصريين، والمرشد عليه أن يعي ذلك رغم مقولته في أحد الاجتماعات “,”إنهم على استعداد للتضحية بغالبية المصريين الكارهين لهم من أجل الاستمرار في الحكم وتشكيل برلمان المرشد“,”.