الشرح الهادئ والعلمى لحادث الطائرة جاء على لسان وزير الطيران وأيضًا من جانب رئيس الدولة، داعيين للغة هادئة وعاقلة تدعو إلى الانتظار لتصبح جميع المعطيات جاهزة أمام الرأى العام المصرى والدولى للتعرف الحقيقى على كل خلفيات هذا الحادث الأليم والمأساوي.
ولكن هناك من يريد شرحًا يتبنى التخريب بسوء نية، بأن يبتعد عن الهدوء والعقل ويذهب إلى نية التخريب التى تذهب مثلًا إلى خلفيات تمس سوء الصيانة وحينئذ تمس سمعة كل مؤسسات الطيران وأجهزتها الفنية فتفقد مصر للطيران سمعتها.
ولو تابع أى إنسان فى العالم عدد الطائرات فى العالم التى تسقط لأسباب متعددة سنجد أنها أعداد هائلة وتنتمى إلى دول ذات مستويات عالية.
وكان هناك نموذج إعلامى جاء من أوروبا وبالتحديد من بلجيكا حينما تعرضت مندوبة جريدة Le Soir فى مصر لقرار تعسفى بإنهاء خدمتها لأنها رفضت أن تنصاع لتوجيهات سيئة النية من رئاسة جريدتها التى أرادت أن تفرض عليها فى كتابتها عن حادث الطائرة تغليب الشرح غير الصحيح عن حادث الطائرة الذى يقدم للرأى العام فكرة غير صحيحة عن القيمة الفنية التى تمس قدرة مصر للطيران على الصيانة المطلوبة.
وكانت الزميلة البلجيكية (Vinciane Jacquet) على حق أن تحترم أخلاقيات مهنة الصحافة بأن ترفض التوجيهات غير المقبولة من جانب رئاسة جريدة Le Soir البلجيكية ونحن جميعًا فى مصر مدينون لها بموقفها الذى قالت فيه: لقد اخترت أن أقول لا، ولا أستجيب لصحافة الإثارة على حساب صحافة الإعلام الحقيقى والأخلاقى، إننى لم آسف على اختيارى بل إننى فخورة بما عملته أيا كان الثمن. وعلينا نحن الصحفيين أن نتعلم كيف نقول لا لأن كلماتنا يكون لها أحيانا نتائج هدامة على الأفراد والمؤسسات، تحية شكر وتقدير للقدوة والنموذج، للصحفية الأخلاقية النادرة Vinciane Jacquet التى تجرأت على أن تتحدى رئاسة جريدة Le Soir، وأن تفقد عملها ولقمة العيش وتظل مرفوعة الرأس.
أما ردود الفعل المصرية فكان أهمها، الذى كان له أثر كبير علىّ، أن رأيت نخبة من فنانى مصر المتميزين وعلى رأسهم إلهام شاهين ولبنى عبدالعزيز وإيناس عبدالدايم والعزيز عزت العلايلى ورجاء الجداوى وهانى رمزى وأصالة بصوت وروح تبعث برسالة قوية «لن نسافر إلا على مصر للطيران»، كانت نفس هذه الروح والحماس والولاء للوطن من جانب عمالقة الفن فى مصر ومعهم يسرا هى نفسها التى ذهبت معهم إلى نيويورك منذ أكثر من عام تأييدا للرئيس السيسى وهو يلقى خطابا تاريخيا بمقر الأمم المتحدة.
ماذا يمكن أن يقال عن حالة الرأى العام المصرى، ونحن نتابع بكثير من الحزن والأسى فى الجنازات وسرادقات العزاء وداخل مساجدنا وكنائسنا، نشعر أن الرأى العام المصرى وحدته المأساة مسلمين وأقباطا. ووجدت أيضا إرادة الجميع أنهم سيتمسكون بشركتهم الوطنية «مصر للطيران».
وبقى أن أضيف أنه من حقنا أن نتوقف أمام فرض أن يكون الإرهاب وراء هذا الحادث. إن الإرهاب هو بالأمس واليوم والغد أهم ما يهددنا فى حياتنا اليومية وأمننا.
وأود لو أن نخبة من أبناء هذا الوطن توحد فكره فى البحث عن أساليب وطرق يتوحد فيها العمل الشعبى وراء عمل الدولة والحكومة والمؤسسات الأمنية فى التصدى بقوة وإرادة لخطر الإرهاب. ولكن فى نفس الوقت نعلم أن خطر الإرهاب لا يمس بلدنا وحده بل كثيرا من دول العالم.
إن العمل الشعبى للتصدى للإرهاب فى بلد مثل مصر ممكن أن يساهم فيه المجندون والذين لهم تجربة فى الماضى أثناء مرحلة الشباب فى العمل الفدائى والذين يمكنهم اليوم تدريب جيل الشباب لمواجهة الإرهاب.
كما أن الإعلام له دور ومسئولية فى خلق برامج تدعم وتنمى الجهد الشعبى فى تحدى الإرهاب حماية لهذا الوطن.
هل لنا ونحن نتابع عدد الشهداء من الشرطة والبوليس أن نشعر بتضامن عملى وروحى معهم والتضامن مع عائلاتهم وأبنائهم؟.
وحينما أتابع يوميا جنازات وعزاءات الشهداء أشعر أن الأعداد أصبحت شبه يومية. ولا سبيل لحماية معنويات وطننا إلا بدعم همم شعبنا الذى عود نفسه على تضامن المواطنين أمام الهجمة الشرسة لأعداء الوطن والدين والكرامة.