أحرقوا فَجَّروا دَمَّروا اقتلوا، لن ننهزم أيها الخونة ولن تكسروا مصر أو تكسرونا مهما خسرنا أو فقدنا، مصر باقية وكلنا زائلون، أبكى، أنزف، أموت وتعيشين يا ضحكة مصر، رغم الحزن الذى يعتصر قلوبنا وبركان الغضب الثائر بداخلنا، إلا أن العزيمة والإرادة والصبر على الابتلاء وعشق الوطن أقوى وأعظم، فى مقالى السابق بعنوان «موتوا بحرائقكم موتوا بغيظكم» توقعت حدوث شيء كبير وكتبت «وأحب أن أهمس فى أذنك يا ريس يا ريت التعويضات تكون من أموالهم المتحفظ عليها حتى يموتوا بحسرتهم، وأن ننتبه لهم جيدا، ونستعد بأقصى حالات الاستعداد، لأنهم بعمليات الاستنزاف هذه أعتقد أنهم يخططون ويستعدون لشيء أكبر وأخطر»، وللأسف توقفت الحرائق فجأة ولم يمر أسبوع وحدث الحادث الأليم، وفور أن علمت بخبر اختفاء الطائرة فجرا كتبت: الاختفاء من شاشات الرادار فجأة يكون إما عن طريق صاروخ ولا أعتقد إمكانية ذلك مع ارتفاع ٣٧ ألف قدم، وإما عن طريق انفجار قنبلة داخل الطائرة، قد تكون فى مجموعة الذيل أو بجانب خزان الوقود والتحكم بها يكون عن بُعْد أو بواسطة تايمر، حتى يكون التفجير فى المكان المحدد لها وعدم إرسال استغاثة، يؤكد عدم حدوث عطل فى الطائرة، والتاريخ المهنى للكابتن يؤكد أنه محترف ومكالمته قبل الحادث بدقائق لتسجيل دخوله للمجال الجوى المصرى، تؤكد أن ما حدث كان فجائيًا وغادرًا، وأعتقد أنه عمل مخابراتى على أعلى مستوى ولن يخرج عن «إسرائيل، بريطانيا، أمريكا، تركيا»، وعندما شاهدت الطائرات الأمريكية تخرج من قواعدها للمشاركة فى البحث، تذكرت شيئين الأول حادثة: بنت ٩ سنوات اختفت ثم عثروا على جثتها، والبحث أثبت أن جارها اغتصبها وقتلها وألقى جثتها، وكان يبحث عنها مع أهلها ليل نهار، والثانى مَثَل يقول «يقتل القتيل ويمشى فى جنازته»، والحمد لك يا رب على لطفك بنا قبل ابتلائك، فقد كان مقدرا لنا أن نستيقظ على كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى سيناريو إجرامى قذر، ولكن عنايتك وقدرتك ورحمتك بمصر جعلت الطائرة تتأخر عن موعد الإقلاع ٤٠ دقيقة، وكان المخطط لها إما أن تنفجر فوق القاهرة أو على مُدَرج الهبوط فى المطار، وحينئذ تكون الضربة القاضية لحركة الطيران من وإلى مصر ودمارا اقتصاديا وخسائر رهيبة لا استثمار يأتينا وحالة شلل تام، وقبل أن أسترسل فى كلماتى، أتوجه ببالغ الحزن بالتعازى إلى أسر ضحايا الطائرة المنكوبة الذين اغتالتهم يد الغدر، فقد نزفنا حزنًا واعتصر الألم قلوبنا، واستيقظت مصر بأكملها على فاجعة وسادت الأجواء سحابة كئيبة اتشحت بالسواد، لأنهم جميعا أبناؤنا، وكالعادة ذلك الشعب الذى يتوحد فى الأزمات والشدائد ويظهر معدنه الأصيل ويكون يدا واحدة على قلب رجل واحد لا تقهره الأزمات أو المِحَن، فبرغم جسامة الحادث ندرك أن فى اتحادنا قوة وأن العالم أجمع لا بد أن يرانا أقوياء متماسكين رغم حزننا لكننا لا نتركه يتمكن منَّا أو يضعفنا أبدا «وفى عز الضلمة نسرق ضحكة وفى عز الحزن نخطف نورا»، فالعدو إذا غدر ينتظر ليرى نتيجة فعلته على خصمه من حزن وضعف وانكسار وإحباط أما إذا ضحك الخصم فى وجهه بعد أن غدر به أشعل ناره وأفقده توازنه ونشوة لذة الانتصار عليه، ونعلم جيدا أن مصر رُمَّانة الميزان والجائزة الكبرى التى استعصت على الجميع، رفضت أن تخضع وتركع وفرضت إرادتها وصنعت حاضرها، وتمضى قدمًا لتحقيق مستقبلها، فهل يتركونها فى سلام؟ نحن ندرك جيدا خطورة المرحلة التى تمر بها مصر، وأننا فى حرب حقيقية وأن العدو لا يواجهنا وجهًا لوجه، ولكنها حرب الخسة والغدر والخيانة، وأن ما قمنا به كان معجزة بكل المقاييس، فقد انتزعنا مصر من براثن الخونة، ووجهنا صفعة إلى كل أعداء الداخل والخارج، لقد استطعنا تدمير مخططات دولية لهدم مصر وتقسيمها وما زلنا، ومن يدقق النظر يربط بين كل عمل إرهابى يحدث وبين «افتتاح، إنجاز، مشروع قومي، حكم بالإعدام على الخونة، زيارة كيرى رجل الغراب وش البومة، لأنه يأتى بطلبات ومصر ترفضها فيكون الرد بعدها مباشرة، المؤامرة الخسيسة على مصر مستمرة ولكنهم أغفلوا: أن الله قد اختار تلك الأرض ليتجلّى عليها فبالتأكيد جهزها لتتناسب مع عظمة تجلِّيه ويحرسها بذاتيته، وأن تكون مهْبط الأنبياء والديانات وذكَرَها صراحة وضمنا وقال عنها «دْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَآءَ الله ءَامِنِينَ» لذا لن يمسسها وأهلها الضُر أبدا، إن بها خير أجناد الأرض الجيش المصري «السند والضهر» صمام الأمن والأمان، إن أهلها فى رباط إلى يوم الدين وأنهم مسالمون، ولكن مع المُعتدي الأثيم هم وحوش كاسِرة لا تَرْحَم، إن التاريخ أثبت أنها مقبرة الغزاة، هيهات هيهات)يا أيها الغادرون، ألا لعنة الله عليكم، أتحاولون كسر شعب خرج من أصلابه خير أجناد الأرض، شعب يتجمع حول الحريق أو حول قنبلة يتم تفكيكها، شعب يختبر أسطوانة الغاز بشعلة نار، شعب تصدى لحملة فرنسية بالماء والزيت المَغلى، شعب قال فيه الحجاج بن يوسف الثقفى لطارق بن عمرو: لو ولاَّك أمير المؤمنين أمر مصر فعليك بالعدل، فَهُم قتلة الظَلَمَة وهادمو الأمم وما أتى عليهم قادم بخير إلا التقموه كما تلتقم الأم رضيعها، وما أتى عليهم قادم بِشَر إلا أكلوه كما تأكل النار أجف الحطب، وهم أهل قوة وصبر وجلدة وحمل ولا يغرنك صبرهم، ولا تستضعف قوتهم، فهم إن قاموا لنصرة رجل ما تركوه إلا والتاج على رأسه «على يدى والله حصل»، وإن قاموا على رجل ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه، فاتقِ غضبهم ولا تشعل نارا لا يطفئها إلا خالقهم، فانتصر بهم فهم خير أجناد الأرض، واتقِ فيهم ثلاثا: نساؤهم فلا تقربهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها، أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم، دينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك، وهم صخرة فى جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله، وأحب أن أوجه الشكر لكل من أدار الأزمة، بمنتهى القوة والحكمة «رئيس الجمهورية، مجلس الأمن الوطنى، وزير الطيران، أسد الخارجية»، ومليون سلام وتحية لأغلى الغالين الجيش المصرى أسرع من وصل وبحث وعثر، هو الدرع والسيف، الجيش فى القلب، والتراب اللى بيمشوا عليه أنا أشيله وأقبله ويكون تاجا على رأسي، أما بالنسبة لكل من رقص وضحك وشمت فينا «اشمت يا عايب، اشمت كمان فى حزنها ما الحقارة طبعك متستهلش تبات على أرضها، ولسه يا مصر بسألك جبتى ولاد الحرام دول منين؟ ردت وقالت وساخة بطن والبطن قلاَّبة»، أما نحن شعب مصر الأصيل، الجدع على حق، نعلم أنها لن تكون العملية الإرهابية الأخيرة، أنتم تغدرون ونحن صامدون لا نيأس ولا ننكسر، وسننتصر ووعد الله حق، فنحن أهل الحق وأنتم أهل الباطل، والباطل مهما طال أمده إلى زوال، وأقسم بعزة ملكوت الله، نحن لكم بالمرصاد وستدور عليكم الدوائر وتنزل عليكم النوازل وقريبا سوف ترون أعمالكم، وتحصدون ما أنتم زارعون، لا تأسفن على غدر الزمان، لطالما رقصت على جثث الأسود كلاب، لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها تبقى الأسود أسودا والكلاب كلابا، وأنا المهيب ولو كنت مقيدا، فالليث من خلف الشِبَاك يهاب، اعتقد بذلك الرسالة وصلت وسكت الكلام.
آراء حرة
لن تسقط مصر أيها الأوغاد
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق