حين أتأمل بعمق خطاب أصوات المعارضة لأسس نظام الدولة التى تجدد نظامها السياسى بعد ٣٠ يونيو و٣ يوليو، واكتمال ملامحها الدستورية التى تتمثل فى دستور جديد ورئيس جمهورية جديد ومجلس نواب جديد- أصل إلى نتيجة معينة. وهذه النتيجة هى أن الذين يهاجمون أسس الدولة التنموية التى أعلنت عن نفسها بوضوح عبر المشروعات القومية الكبرى ينقسمون إلى ثلاثة أنماط رئيسية:
النمط الأول هو الذى يعبر عن الحقد الإخوانى، وتمثله أساسا قنوات التليفزيون الإخوانية التى تبث سمومها من تركيا.
والنمط الثانى يتمثل فى خطاب الثرثرة الليبرالية الممل الذى يعيد ويكرر الحديث عن حقوق الإنسان وكأن هذه الحقوق تتمثل أساسا فى حرية التظاهر!. والنمط الثالث هو الجهل المركب الذى يتسم به عديد ممن يُطلق عليهم «كتاب صحفيون» مع أنهم فى الواقع مجموعة من الأدعياء أنصاف المتعلمين الذين يبحثون عن دور، أى دور، يلعبونه.
ولنبدأ بالنمط الأول الذى يعبر عن الحقد الإخوانى. وأنا فى الواقع أتابع- باعتبارى باحثا فى علم الاجتماع السياسى -القنوات الإخوانية لكى أقوم بتحليل دقيق لمضمون خطابها والذى يتمثل فى التعرف على فئتين رئيسيتين فى تحليل المضمون وهما: فئة ماذا قيل؟ وكيف قيل؟.
الواقع أن النتيجة الأولى التى وصلت إليها من بحثى المنهجى أن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، التى وصل قادتها إلى الحكم فى مصر فى غفلة من الزمان، أصيب قادتها سواء فى ذلك من فى السجون يحاكمون على جرائمهم أو من هربوا إلى الخارج- بنوع من الصدمة القاتلة التى أفقدتهم وعيهم، بعد أن ثار الشعب ضدهم فى ٣٠ يونيو بدعم جسور من القوات المسلحة واقتلعهم من الحكم اقتلاعا بعد أن كادوا يحققون مشروعهم فى أخونة الدولة وأسلمة المجتمع!.
وقد بلغت ثقتهم فى أنفسهم أثناء فترة حكمهم القصيرة لأن أحد قادتهم صرح بقوله سنحكم مصر لمدة ٥٠٠ سنة!.
ومعنى ذلك أنهم –على عكس القواعد الديمقراطية التى يزعمون أنهم يؤمنون بها -لم يكونوا على استعداد إطلاقا لتداول السلطة مع المعارضة حتى لو خسروا الانتخابات!.
وقد أدت ردود أفعالهم المريضة إلى أن يشنوا حربا إعلامية شعواء على ٣٠ يونيو باعتبارها انقلابا عسكريا، متجاهلين الملايين الذين نزلوا إلى الشوارع والميادين مطالبين بإسقاط حكم الإخوان.
قد نفهم رد فعلهم إزاء ما حدث وإنكارهم للواقع، ولكن أن يمتد نقدهم وتطاولهم إلى القوات المسلحة عموما فمسألة تؤكد أن هذه الجماعة - بقادتها وأتباعها عبيد مبدأ «السمع» و«الطاعة» و«البيعة» للمرشد- لا يتمتعون بأى روح وطنية».
والدليل على ذلك أن أحد مقدمى البرامج التليفزيونية الإخوانية من تركيا استضاف مذيعا آخر يتسم بالجهل المطبق والتعصب المقيت زعم أن الجيش المصرى ليس جيشا وطنياً!، بل إن هذا الجيش –فى أفكاره المريضة- لم يؤسسه «محمد على» ولكن أسسه «نابليون بونابرت»، وأن هذا الجيش لم ينتصر فى أى معركة!.
مع أن انتصار «حرب أكتوبر» سجل بأحرف من نور فى تاريخ العسكرية العالمية بحكم البراعة الاستراتيجية للقادة السياسيين والعسكريين الذين خططوا للحرب، وللمعجزات التى حققها عبور خط بارليف، وللمعارك البطولية التى خاضتها القوات المسلحة فى سيناء ضباطا وجنودا والذين ضحى بعضهم بأرواحهم فداء للوطن!.
هذا الحقد الإخوانى للهاربين فى تركيا من أعضاء الجماعة مفهوم، ولكن غير المفهوم أن كاتبا صحفيا فى صحيفة خاصة أسبوعية يكتب عمودا يوميا وكأنه الممثل الرسمى لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وهو كاتب مقتدر -لا شك فى ذلك- ولكنه كاتب مراوغ يستطيع أن يقلب الحقائق ويضع مكانها أفكارا مزيفة، والأخطر من ذلك أنه جعل مهمته المقدسة التفتيش فى نفايات الممارسة السياسية للتشهير بالنظام وسياساته.
والحق أنه لم يضبط «متلبسا» ولو مرة واحدة مشيدا بأى مشروع قومى خططته الدولة التنموية بقيادة الرئيس «السيسى».
وقد تعودت على قراءة عموده الصحفى يوميا لكى أعرف هل أخطأ مرة واحدة وتحرر من حقده الإخوانى الدفين؟.
أما النمط الثانى فهو «الثرثرة الليبرالية» التى لا يمل أصحابها من الحديث عن حقوق الإنسان، وكأن الحق المطلق فى التظاهر أهم من الحقوق الاقتصادية، مثل الحق فى العمل والحق فى السكن والحق فى الرعاية الصحية والحق فى التأمينات الاجتماعية.
ونجد لـ«الثرثرة الليبرالية» ممثلا أكاديميا متمكنا، ولكنه مصاب بداء الثرثرة الليبرالية. وهو مثله فى ذلك -مثل زميله الكاتب الإخوانى الحقود- لا يمل طوال سنوات ثلاث من تكرار نفسه ملايين المرات لدرجة تبعث على الملل الشديد. وشعار هؤلاء الليبراليين المزعومين هو ضرورة السماح بالتظاهر بمجرد الإخطار!، يعنى أى جماعة فوضوية أو تخريبية -سواء كانت من الإخوان أو من الألتراس أو من ٦ إبريل أو من الاشتراكيين الثوريين- يكون من حقها أن تخطر الداخلية بالتظاهر وتنطلق إلى الشوارع فعلا لتعيث فى الأرض فسادا!.
على هؤلاء أن يقرأوا -لو كانوا يفهمون- رد فعل الشرطة الفرنسية إزاء المظاهرات التى قامت ضد قانون العمل الجديد.
أما النمط الثالث وهو «الجهل المركب» فالنموذج المثالى له صحفى مغمور شغل منصب رئيس تحرير صحيفة قومية فى غفلة من الزمن قبل فصله.
ويصدق عليه القول «جاهل رضى عن جهله ورضى عنه جهله»!، كما عبر عن مثله من قبل «طه حسين» العظيم.
النمط الأول هو الذى يعبر عن الحقد الإخوانى، وتمثله أساسا قنوات التليفزيون الإخوانية التى تبث سمومها من تركيا.
والنمط الثانى يتمثل فى خطاب الثرثرة الليبرالية الممل الذى يعيد ويكرر الحديث عن حقوق الإنسان وكأن هذه الحقوق تتمثل أساسا فى حرية التظاهر!. والنمط الثالث هو الجهل المركب الذى يتسم به عديد ممن يُطلق عليهم «كتاب صحفيون» مع أنهم فى الواقع مجموعة من الأدعياء أنصاف المتعلمين الذين يبحثون عن دور، أى دور، يلعبونه.
ولنبدأ بالنمط الأول الذى يعبر عن الحقد الإخوانى. وأنا فى الواقع أتابع- باعتبارى باحثا فى علم الاجتماع السياسى -القنوات الإخوانية لكى أقوم بتحليل دقيق لمضمون خطابها والذى يتمثل فى التعرف على فئتين رئيسيتين فى تحليل المضمون وهما: فئة ماذا قيل؟ وكيف قيل؟.
الواقع أن النتيجة الأولى التى وصلت إليها من بحثى المنهجى أن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، التى وصل قادتها إلى الحكم فى مصر فى غفلة من الزمان، أصيب قادتها سواء فى ذلك من فى السجون يحاكمون على جرائمهم أو من هربوا إلى الخارج- بنوع من الصدمة القاتلة التى أفقدتهم وعيهم، بعد أن ثار الشعب ضدهم فى ٣٠ يونيو بدعم جسور من القوات المسلحة واقتلعهم من الحكم اقتلاعا بعد أن كادوا يحققون مشروعهم فى أخونة الدولة وأسلمة المجتمع!.
وقد بلغت ثقتهم فى أنفسهم أثناء فترة حكمهم القصيرة لأن أحد قادتهم صرح بقوله سنحكم مصر لمدة ٥٠٠ سنة!.
ومعنى ذلك أنهم –على عكس القواعد الديمقراطية التى يزعمون أنهم يؤمنون بها -لم يكونوا على استعداد إطلاقا لتداول السلطة مع المعارضة حتى لو خسروا الانتخابات!.
وقد أدت ردود أفعالهم المريضة إلى أن يشنوا حربا إعلامية شعواء على ٣٠ يونيو باعتبارها انقلابا عسكريا، متجاهلين الملايين الذين نزلوا إلى الشوارع والميادين مطالبين بإسقاط حكم الإخوان.
قد نفهم رد فعلهم إزاء ما حدث وإنكارهم للواقع، ولكن أن يمتد نقدهم وتطاولهم إلى القوات المسلحة عموما فمسألة تؤكد أن هذه الجماعة - بقادتها وأتباعها عبيد مبدأ «السمع» و«الطاعة» و«البيعة» للمرشد- لا يتمتعون بأى روح وطنية».
والدليل على ذلك أن أحد مقدمى البرامج التليفزيونية الإخوانية من تركيا استضاف مذيعا آخر يتسم بالجهل المطبق والتعصب المقيت زعم أن الجيش المصرى ليس جيشا وطنياً!، بل إن هذا الجيش –فى أفكاره المريضة- لم يؤسسه «محمد على» ولكن أسسه «نابليون بونابرت»، وأن هذا الجيش لم ينتصر فى أى معركة!.
مع أن انتصار «حرب أكتوبر» سجل بأحرف من نور فى تاريخ العسكرية العالمية بحكم البراعة الاستراتيجية للقادة السياسيين والعسكريين الذين خططوا للحرب، وللمعجزات التى حققها عبور خط بارليف، وللمعارك البطولية التى خاضتها القوات المسلحة فى سيناء ضباطا وجنودا والذين ضحى بعضهم بأرواحهم فداء للوطن!.
هذا الحقد الإخوانى للهاربين فى تركيا من أعضاء الجماعة مفهوم، ولكن غير المفهوم أن كاتبا صحفيا فى صحيفة خاصة أسبوعية يكتب عمودا يوميا وكأنه الممثل الرسمى لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وهو كاتب مقتدر -لا شك فى ذلك- ولكنه كاتب مراوغ يستطيع أن يقلب الحقائق ويضع مكانها أفكارا مزيفة، والأخطر من ذلك أنه جعل مهمته المقدسة التفتيش فى نفايات الممارسة السياسية للتشهير بالنظام وسياساته.
والحق أنه لم يضبط «متلبسا» ولو مرة واحدة مشيدا بأى مشروع قومى خططته الدولة التنموية بقيادة الرئيس «السيسى».
وقد تعودت على قراءة عموده الصحفى يوميا لكى أعرف هل أخطأ مرة واحدة وتحرر من حقده الإخوانى الدفين؟.
أما النمط الثانى فهو «الثرثرة الليبرالية» التى لا يمل أصحابها من الحديث عن حقوق الإنسان، وكأن الحق المطلق فى التظاهر أهم من الحقوق الاقتصادية، مثل الحق فى العمل والحق فى السكن والحق فى الرعاية الصحية والحق فى التأمينات الاجتماعية.
ونجد لـ«الثرثرة الليبرالية» ممثلا أكاديميا متمكنا، ولكنه مصاب بداء الثرثرة الليبرالية. وهو مثله فى ذلك -مثل زميله الكاتب الإخوانى الحقود- لا يمل طوال سنوات ثلاث من تكرار نفسه ملايين المرات لدرجة تبعث على الملل الشديد. وشعار هؤلاء الليبراليين المزعومين هو ضرورة السماح بالتظاهر بمجرد الإخطار!، يعنى أى جماعة فوضوية أو تخريبية -سواء كانت من الإخوان أو من الألتراس أو من ٦ إبريل أو من الاشتراكيين الثوريين- يكون من حقها أن تخطر الداخلية بالتظاهر وتنطلق إلى الشوارع فعلا لتعيث فى الأرض فسادا!.
على هؤلاء أن يقرأوا -لو كانوا يفهمون- رد فعل الشرطة الفرنسية إزاء المظاهرات التى قامت ضد قانون العمل الجديد.
أما النمط الثالث وهو «الجهل المركب» فالنموذج المثالى له صحفى مغمور شغل منصب رئيس تحرير صحيفة قومية فى غفلة من الزمن قبل فصله.
ويصدق عليه القول «جاهل رضى عن جهله ورضى عنه جهله»!، كما عبر عن مثله من قبل «طه حسين» العظيم.