الجمعة 11 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

"البوابة" ترصد "حرب الإبادة" بين الفصائل الإرهابية في سوريا

٢٦٠٠ مواطن تركوا منازلهم فى يومين بسبب المعارك الأخيرة

صورةأرشيفية
صورةأرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«جبهة النصرة» تعلن «حرب الاستئصال» على معارضيها
«الجيش الحر» يبدأ المواجهة مع «جيش الإسلام»
«داعش» يواصل التمدد.. وقوات «الأسد» تحاول استغلال الفرصة
الجميع متفقون على رحيل النظام
الأطفال والنساء على رأس ضحايا الحرب

في تطور كبير للوضع السورى بعد المأساة التي تعانى منها المدن خاصة في حلب وقصفها.. تحولت الفصائل المسلحة إلى الدخول في حرب مفتوحة مترامية من أجل «البقاء»، متبعين أسلوب الغابة «الغلبة للأقوى».
واتفقت تلك الفصائل جميعها على رحيل نظام بشار الأسد، اختلفت فيما بينها متسائلين «لمن الحكم اليوم».. حرب سجال لا تنتهى بين تلك الفصائل وبعضها، و«جبهة النصرة» المحسوبة على تنظيم القاعدة من جهة أخرى وجيش الإسلام الأقرب لجماعة الإخوان السورية، و«داعش» هو الآخر.
«حرب الاستئصال».. تلك هي الخطة التي أعلنت عنها «جبهة النصرة» تزامنًا مع إعلان ما يسمى بـ«جيش الفسطاط» و«فيلق الرحمن»، أحد فصائل الجيش الحر، عزمهما على القضاء على «جيش الإسلام».
ونشر المرصد السورى لحقوق الإنسان، عن اشتباكات عنيفة بالغوطة الشرقية في ريف حمص، بين «جيش الإسلام»، وبعض الفصائل على رأسها «جبهة النصرة» و«فيلق الرحمن» وفصائل «جيش الفسطاط» من جهة أخرى. وتأتى تلك الاشتباكات مع ارتفاع حالة التوتر بين كبرى فصائل الغوطة الشرقية، ودخولها في حرب أشبه بالأهلية مع حمل المواطنين السلاح.
وأفاد المرصد السورى، في تقريره أن خطباء «جبهة النصرة» يحرضون على قتال جيش الإسلام من منابرهم، حيث اعتبروا «قتال جيش الإسلام واجبًا على كل مسلم».
وفى الوقت الذي تقوم فيه جرافات من الطرفين، بوضع سواتر ترابية وتثبيت نقاط تمركز في بلدات ومدن الغوطة الشرقية، كما أن التحريض الشرعى لم يقتصر على جبهة النصرة فقط، بل نشر ما يسمى «جيش الفسطاط»، أمس الأول، تسجيلًا لاجتماع شرعييه مع أهالي الغوطة الشرقية، وهما أبو عبدالله، شرعى جبهة النصرة العام في الغوطة الشرقية، و«أبومحمد الأردنى» رئيس اللجنة الشرعية في جبهة النصرة.
وبحسب التسجيل، فإن هناك حلفًا للفسطاط مع «فيلق الرحمن» - وهو ما نفاه الأخير في بيان له بحسب تصريحات «وائل علوان»، المتحدث الرسمى باسم الفيلق، حيث قال إنه ليس هناك أي تنسيق أو علاقة مع «جيش الفسطاط»، ضد جيش الإسلام، مؤكدين على أن قتال تلك المجموعة التي وصفوها «المرتدين»: «قتال استئصال، وحتى إن ثبت أنهم لم يغتالوا أحدًا فينبغى قتالهم وقتالهم أوجب الواجبات، وأنهم لن يعودوا إلى المناطق التي أخرجوا منها وأن قتالهم مستمر ولو قتل كل من في الجيش».
حملات الشحن المستمرة للعواطف وتحفيز الهمم لقتال «جيش الإسلام» تنبع عن حقد بحسب التسجيل، الذي اطلعت عليه «البوابة»: «أن جيش الإسلام طعن في تنظيم القاعدة وحرض عليهم وحرض على المهاجرين».
وخلال الأيام القليلة الماضية، كانت هناك معارك أسفرت عن قتل أكثر من ٤٠٠ مقاتل من «جيش الإسلام»، خلال صراع النفوذ بين الفصائل الإسلامية في الغوطة الشرقية.
وبحسب «المرصد» فإن هجمات تلك الفصائل المتحالفة استهدفت مقرات «جيش الإسلام» في الغوطة من بينها «سقبا وبيت سوى وجسرين وزملكا ومسرابا».
وقال «إسلام علوش»، الناطق الرسمى باسم «جيش الإسلام» في بيان له: «إن القتال الدائر جاء بعد نقض المعاهدات القائمة بيننا وبين الفيلق الذي أعلن قتاله في صفوف القاعدة».
وبحسب مواقع متخصصة في الشأن السورى، فإن «جيش الفسطاط وفيلق الرحمن» لا يزالان يختطفان أكثر من ٧٠٠ شخص من نصف مقاتلى «اللواء ١١١» ويقطعان طرق الإمداد ويمنعان إخلاء الجرح».
ودفعت الانشقاقات في الجيش السورى الحر، بمحمد علوش، كبير المعارضين السوريين، إلى الإعلان عن تشكيل أضخم كيان عسكري للجيش السورى الحر بالشمال السورى، يضم كل فصائل الجيش الحر والفصائل الإسلامية ما عدا النصرة وتوابعها، وسيكون التشكيل الجديد تحت راية علم الاستقلال، غير أن تلك الانشقاقات لم تكن عائقًا أمام المعارضة، فأعلن «المرصد السورى»، تمكنها أمس الأول الأحد، من استعادة عدد من القرى التابعة لمدينة إعزاز في ريف محافظة حلب الشمالى من يد «داعش».
وأوضحت أن هذه القرى تمثلت قرى تل حسين والفريزية وشيخ ريح ويحمول وجارز الواقعة شرق إعزاز، مشيرة إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات المعارضة وتنظيم الدولة في محيط قرية بيل التي يسيطر عليها التنظيم، بينما قصف التحالف الدولى مقرات للتنظيم قرب إعزاز.
وعلى الجانب الآخر، وفى ظل الانشقاقات التي يشهدها الجيش السورى الحر وقتال فصائله مع جبهة النصرة، يواصل تنظيم الدولة الإرهابى «داعش»، تمدده في سوريا، في محاولة لاستعادة توازنه مرة أخرى، بعد خسارته لأبرز معاقله مدينة تدمر الأثرية.
ورغم نجاح الجيش السورى النظامى في السيطرة على المدينة، وطرد التنظيم منها، إلا أنها باتت تحت التهديد مرة أخرى، لاقتراب التنظيم منها وسيطرته على حقل «شاعر» النفطى، الذي ينتج ٣ ملايين متر مكعب يوميًا من الغاز الخام، يتم تحويله إلى وقود غازى في معمل «إيبلا» المجاور، والذي بات أيضًا في مرمى نيران التنظيم.
وتمثل السيطرة على الحقل، انتصارًا كبيرًا لعناصر داعش، بحسب منابرهم الإعلامية، لأنه ذو موقع إستراتيجي يبعد عن مدينة «حمص» ١٢٠ كيلومترًا، ويشكل نقطة ارتكاز للتقدم باتجاه عمق البادية والمناطق التي يسيطر عليها عناصره، فضلًا عن وجود إمكانية له للربط بين مراكز ثقل التنظيم في «أرياف الرقة وحمص ودير الزور» مع امتداداتهما باتجاه «الحسكة وحلب».
وفى الوقت ذاته، أعلن التنظيم الإرهابى حالة الاستنفار القصوى بين عناصره في عاصمته المزعومة في الرقة، خشية من هجمات التحالف الدولى التي بلغت حدتها في الأسابيع القليلة الماضية.
ويسعى التنظيم الإرهابى، إلى توجيه ضربات استباقية لقوات سوريا الديمقراطية، التي يدعمها التحالف الدولى، بحسب الجنرال ستيف وارن، المتحدث باسم التحالف، وكل ذلك ينعكس في النهاية على المواطنين، حيث لا يزال عشرات النازحين يتوافدون إلى منطقة عفرين التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردى بريف حلب الشمالى الغربى، كان آخرها ٢٦٠٠ مواطن دخلوا إلى مدينة عفرين وريفها، بحسب ما نشر المرصد السورى، أمس.
وقال إن مئات المواطنات والأطفال من ضمن المجموع العام للنازحين، والذين قدموا من أحياء في مدينة حلب وريفى حلب الشمالى والجنوبى، بالإضافة لقدوم نازحين من محافظة الرقة وريف حلب الشمالى الشرقى، حيث تحاول الجهات القائمة على قضية النازحين، على توزيعهم في المخيمات ومراكز الإيواء الموجودة في المدينة وريفها، في حين انتقل بعض النازحين إلى مساكن ذويهم في عفرين وريفها.