السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

حرائق مصر حائرة بين الإهمال والعشوائية.. مصدر قضائي: جميع روايات الشهود في حريق "الرويعي" متضاربة.. مساعد وزير الداخلية الأسبق: الإهمال السبب.. خبير أمني: يجب نقل الباعة الجائلين خارج القاهرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما بين "شاهد ماشفش حاجة"، وتفسيرات لا تغيب عنها اتهامات لجهات أو أفراد بعينهم، تشتعل موجة محمومة من الجدل فى مصر حاليًا، لا تقل في وطأتها عن موضوع الجدل نفسه حول "الحرائق " التي انتشرت مؤخرًا في طول البلاد وعرضها .
لا يكاد يخلو حديث بين مواطنين اثنين من التطرق إليها، رغم أن معرفة كل منهما عنها لا تعدو كونه إما "شاهد ما شفش حاجة"، أو مدعيًا باتهامات لا تخلو من المبالغة تارة، والشطط تارة أخرى، ليبقى الوضع على ما هو عليه، حرائق تشتعل وشائعات لا تنتهى، بينما يبقى الإهمال وسط تلك الفوضى بلا دليل إدانة واحد .
"البوابة نيوز" ترصد الحرائق التي اشتعلت في الآونة الأخيرة 
أمس الأحد نشب حريق في مصنع للمنتجات الغذائية والعصائر بالمنطقة الصناعية الثالثة بأكتوبر، فيما أخمدت قوات الحماية المدنية حريق آخر نشب بمخزن خردة بالوراق، ولم يسفر أي من الحريقين عن أي إصابات.
و نجحت قوات الإطفاء في إخماد حريق آخر بمخزن خردة بقطعة أرض فضاء بالوراق؛ حيث هرعت سيارات الإطفاء وتمكنت من محاصرة ألسنة اللهب المجاورة لشركة الغاز.
كما أخمدت قوات الحماية المدنية بالجيزة، حريقًا اندلع بمحل مفروشات وتنجيد بمنطقة إمبابة، وتم إخماد حريق بكلية علوم جامعة القاهرة، بمكتب رئيس قسم الكيمياء، تسبب بإتلاف تكييف وماكينة تصوير، فضلا عن حريق محدود أخر بجهاز تكييف فى مبنى تابع لوزارة الداخلية بالدراسة ولم يسفر عن تلفيات كل هذا حدث في يومًا واحد فقط أمس الأحد. 
مصدر قضائي مطلع فى نيابات وسط القاهرة، كشف لـ "وكالة أنباء الشرق الأوسط" عن مفاجأة تتعلق بتحقيقات الحريق الأضخم، وهو حريق سوق شارع الرويعي بمنطقة العتبة، والذى أسفر عن احتراق ما يقرب من 200 محل وفرشة، وفندق و4 عقارات، بقوله أن جميع الشهود أقوالهم متضاربة، وعددهم 10 أشخاص، وأقوالهم مجرد كلام مرسل. 
وأضاف المصدر أن النائب العام المستشار نبيل صادق كلف نيابات الموسكي وحوادث وسط والكلية بالنزول الى مكان الحريق 3 مرات للكشف عن الجاني، و أن فريق من النيابة العامة تواجد منذ اللحظات الأولي لبدء الحريق بعد تلقيهم البلاغ، وعادوا إلى مسرح الحادث 3 مرات، أجروا معاينة واستمعوا الى أقوال 120 شخصا من المتضريين بينهم 10 شهود.
وأشار المصدر إلى أن جميع روايات الشهود متضاربة ولا يستند اليها ولم يتم تحديد ما اذا كان الحادث ماس كهربائي، أو به شبهة جنائي، والذى سيحدده خبراء المعمل الجنائي، مؤكدًا أن أقوال الشهود ذكرت أن النيران لم تندلع من داخل الفندق، كما روي البعض، وانها نشبت فى عامود كهربائي، وامتدت إلى فرش بائع متجول بجوار عامود الكهرباء.
وأضاف أن 4 من المتضريين نفوا رواية الشهود الأولي، وأكدوا أن النيران اندلعت فى "فرش" الباعة الجائلين بوسط الشارع، ولم تكن موجوده بالقرب من عامود الكهرباء،ورواية ثالثة على لسان 2 من شاهدي العيان، وقالوا إن بداية الحريق كان داخل مبني الفندق. 
وأكد المصدر القضائى أن روايات شهود العيان، لم تثبت حقيقة اندلاع النيران، وجميعها كلام مرسل مشيرًا إلى أن النيابة العامة تسلمت 130 محضرًا من المتضررين، وأمرت بتشكيل لجنة هندسية لمعاينة العقارات التى تضررت فى الحريق.
ومن جانبه، علق اللواء عبد العزيز توفيق مساعد وزير الداخلية مدير الادارة العامة للحماية المدنية الأسبق، على أسباب تلك الحرائق بقوله إن ذلك ما ستكشفه التحقيقات، مرجحًا أن يكون الإهمال السبب مع غياب الاشتراطات الخاصة، بالأمن الصناعي، وهو ما ظهر جليًا فى حريق الرويعى، الذى كشف أن تلك الاشتراطات تكون منعدمة بالإضافة إلى أن تلك المنطقة مكتظة بالسكان، وبوفرة هائلة من الخامات القابلة بل وسريعة الاشتعال.
وفيما يتعلق بجاهزية قوات الحماية المدنية، أكد توفيق أنهم لديهم كافة وسائل السيطرة على النيران، مشيرًا إلى أن وزارة الداخلية عمدت على تطوير كافة تجهيزات الحماية المدنية بجميع الإدارات على مستوى الجمهورية؛ حيث تم تعزيزها بأحدث سيارات وأجهزة ومواد الإطفاء، لافتًا إلى أنه فى الوقت نفسه، يتم تدريب الضباط، والأفراد على أحدث برامج الإطفاء، سواء داخل البلاد أو فى الخارج من خلال المنظمة العالمية للحماية المدنية.
وبدوره، قال العميد خالد عكاشة الخبير الأمني إن البعض يتهم الدولة مممثلة في وزارة الداخلية بإشعال تلك الحرائق، قائلاً:" حسنا اذا سلمنا بذلك فهل ستقوم بحرق مقار تابعة لها، هذا كلام لا يعقل مثل حريق فى جهاز تكييف فى مبنى تابع للوزارة بالدراسة وأخر قبلها بيوم فى مبنى تابع لمحافظة القاهرة، ومن قبلها حريق بأحد أجهزة التكييف بمديرية أمن الجيزة".
واتهم عكاشة الإهمال بالوقوف وراء معظم الحرائق، التى شبت مؤخرًا، مشيرًا إلى أن حريق فندق الأندلس بالعتبة خير دليل على الإهمال، وعدم اتباع اشتراطات الأمن الصناعى؛ حيث لم تكن هناك أية أجهزة إطفاء بالفندق، بل الأكثر خطورة أن العقار الذي يقع به الفندق كان أشبه بالقنبلة الموقوتة لاحتوائه على مخازن عشوائية مليئة بالجلود والمنسوجات والأقمشة والمواد سريعة الاشتعال.
وأشار الخبير الأمني الإهمال كان السبب الرئيسي فى الصعوبة التى واجهت رجال الإطفاء خلال تعاملهم مع النيران، مطالبًا المحليات وأجهزة الدولة بإخراج الباعة الجائلين والمخازن العشوائية خارج الكتلة السكنية بوسط القاهرة، خاصة مناطق الرويعى والعتبة والغورية المكتظة بالسكان، ونقلهم إلى مناطق أكثر أمنا وسلاما لهم ولزبائنهم.