فى عزاء والدة المهندس إبراهيم محلب قابلت الصديق الكاتب الصحفى محمود العسقلانى، وجدته متحمسًا وهو يتحدث عن الرجل الذى أحاطه الجميع بمحبة كبيرة، فقد كان العزاء أقرب إلى الاستفتاء على مسئول ترك منصبه، فمن عادتنا أن المسئول وهو فى منصبه نبالغ فى الاحتفاء به بمناسبة ومن غير مناسبة، وعندما تنزوى عنه الأضواء لا نلتفت إليه ولو بنظرة عابرة، لكن محلب ذهب إليه الجميع تعبيرًا عن تقدير لدور وطنى قام به ولا يزال.
لم تكن هذه هى الفكرة التى استوقفتنى، كان هناك ما قاله العسقلانى، وهو يعدد مناقب محلب، قال إن مصر تحتاج هذا الرجل فى هذا التوقيت بالذات، لأن أهم ما كان يتمتع به هو قدرته على إطفاء الحرائق، وضرب مثلًا على ذلك، بأنه لو كان رئيس الوزراء الآن، ووقعت أزمة نقابة الصحفيين والداخلية، لذهب بنفسه إلى مبنى النقابة يوم اجتماع الجمعية العمومية، وتحدث إلى الصحفيين وأنهى الأزمة قبل أن تتفاقم وتصل إلى مرحلة العناد السياسى التى جعلت كل الأطراف تخسر، ففعليا لم يربح أحد مما جرى.
سأعبر على حاجة مصر فى هذا التوقيت إلى شخص فى قدرات وأداء المهندس إبراهيم محلب، وأتوقف عند حاجتنا إلى من يطفئ الحرائق بعيدًا عن الأسماء، فنحن أمام حرائق سياسية وفعلية عديدة (فى أقل من أسبوع واحد شهدت مصر ٤٠ حريقًا فى مناطق مختلفة خلفت وراءها خسائر بمليارات)، وليس من الطبيعى أبدًا أن نتعامل باستخفاف مع ما يحدث، تاركين الأحداث تحل نفسها بنفسها، فلا شىء ينتهى من تلقاء نفسه، خاصة أن هناك من يتربص بنا، ويرغب فى وضعنا جميعا بقاع الجحيم.
كان يمكن أن تنتهى أزمة «الصحافة - الداخلية» فى دقائق، لو كان هناك مسئول سياسى لديه قليل من الحكمة، فنحن لسنا فى حرب كل طرف يريد تركيع الطرف الثانى، والإجهاز عليه بالضربة القاضية، لكننا تركنا الأزمة تتلاعب بها كل الأطراف، حتى أمسكت النار بثوب الجميع، فأنفقنا من وقتنا الذى نحتاج له فى قضايا مهمة لإطفاء نار ما كان لها أن تشتعل من الأساس.
الإرهاب
الأزمة إذن ليست فى الحرائق فقط، ولكن فيمن يتفاعل معها.
وحريق الصحافة مشتعل، انفجرت موجة حرائق أخرى، أتت هذه المرة على الأسواق الكبرى، وأعتقد أنها لم تكن صدفة أبدًا، فنحن لسنا أمام حرائق عادية، ولكننا أمام موجة جديدة من الإرهاب الأسود.
وقبل أن تقطعوا طريقى، وتتعاملوا مع ما أقوله على أنه مجرد وقوع فى أسر المؤامرة، سأقول لكم إن المعركة مع الإرهاب لم تنته بعد.
مبكرًا جدًا حذرت ممن خرجوا من اعتصام رابعة العدوية، شباب ينتمون لجماعة الإخوان، وشباب يتعاطفون معها، لديهم رغبة فى الثأر ممن أضاعوهم، يكرهون الجميع، يرغبون فى الانتقام من النظام وكل من وقف إلى جواره تأييدًا أو تفويضًا، هؤلاء الشباب غير معروفين بشكل كامل للأمن، شكلوا خلايا صغيرة، يتحركون من تلقاء أنفسهم، مجموعات منهم قاموا بتفجير أبراج الكهرباء ولما تمكنت أجهزة الأمن منهم أنهتهم وأنهت مخططهم، وهو ما يحدث الآن، فنحن أمام أشباح يرهبوننا بالحرائق، يخربون بيوت الناس ويقطعون أرزاقهم، حالمين بأن يدفعوهم إلى الشارع لمواجهة النظام والهتاف ضده.
هل هناك فارق بين من يشعلون حرائق الأسواق، ومن أشعلوا حريق الصحافة - الداخلية؟
أعتقد أنه لا فارق بينهما على الإطلاق، هدفهم واحد وهو إرهابنا حتى نظل خائفين.. أثق أنهم لن ينجحوا، فالبقاء قدر هذا الوطن، سيرهقوننا قليلًا.. لكننا فى النهاية سننتصر.
لم تكن هذه هى الفكرة التى استوقفتنى، كان هناك ما قاله العسقلانى، وهو يعدد مناقب محلب، قال إن مصر تحتاج هذا الرجل فى هذا التوقيت بالذات، لأن أهم ما كان يتمتع به هو قدرته على إطفاء الحرائق، وضرب مثلًا على ذلك، بأنه لو كان رئيس الوزراء الآن، ووقعت أزمة نقابة الصحفيين والداخلية، لذهب بنفسه إلى مبنى النقابة يوم اجتماع الجمعية العمومية، وتحدث إلى الصحفيين وأنهى الأزمة قبل أن تتفاقم وتصل إلى مرحلة العناد السياسى التى جعلت كل الأطراف تخسر، ففعليا لم يربح أحد مما جرى.
سأعبر على حاجة مصر فى هذا التوقيت إلى شخص فى قدرات وأداء المهندس إبراهيم محلب، وأتوقف عند حاجتنا إلى من يطفئ الحرائق بعيدًا عن الأسماء، فنحن أمام حرائق سياسية وفعلية عديدة (فى أقل من أسبوع واحد شهدت مصر ٤٠ حريقًا فى مناطق مختلفة خلفت وراءها خسائر بمليارات)، وليس من الطبيعى أبدًا أن نتعامل باستخفاف مع ما يحدث، تاركين الأحداث تحل نفسها بنفسها، فلا شىء ينتهى من تلقاء نفسه، خاصة أن هناك من يتربص بنا، ويرغب فى وضعنا جميعا بقاع الجحيم.
كان يمكن أن تنتهى أزمة «الصحافة - الداخلية» فى دقائق، لو كان هناك مسئول سياسى لديه قليل من الحكمة، فنحن لسنا فى حرب كل طرف يريد تركيع الطرف الثانى، والإجهاز عليه بالضربة القاضية، لكننا تركنا الأزمة تتلاعب بها كل الأطراف، حتى أمسكت النار بثوب الجميع، فأنفقنا من وقتنا الذى نحتاج له فى قضايا مهمة لإطفاء نار ما كان لها أن تشتعل من الأساس.
الإرهاب
الأزمة إذن ليست فى الحرائق فقط، ولكن فيمن يتفاعل معها.
وحريق الصحافة مشتعل، انفجرت موجة حرائق أخرى، أتت هذه المرة على الأسواق الكبرى، وأعتقد أنها لم تكن صدفة أبدًا، فنحن لسنا أمام حرائق عادية، ولكننا أمام موجة جديدة من الإرهاب الأسود.
وقبل أن تقطعوا طريقى، وتتعاملوا مع ما أقوله على أنه مجرد وقوع فى أسر المؤامرة، سأقول لكم إن المعركة مع الإرهاب لم تنته بعد.
مبكرًا جدًا حذرت ممن خرجوا من اعتصام رابعة العدوية، شباب ينتمون لجماعة الإخوان، وشباب يتعاطفون معها، لديهم رغبة فى الثأر ممن أضاعوهم، يكرهون الجميع، يرغبون فى الانتقام من النظام وكل من وقف إلى جواره تأييدًا أو تفويضًا، هؤلاء الشباب غير معروفين بشكل كامل للأمن، شكلوا خلايا صغيرة، يتحركون من تلقاء أنفسهم، مجموعات منهم قاموا بتفجير أبراج الكهرباء ولما تمكنت أجهزة الأمن منهم أنهتهم وأنهت مخططهم، وهو ما يحدث الآن، فنحن أمام أشباح يرهبوننا بالحرائق، يخربون بيوت الناس ويقطعون أرزاقهم، حالمين بأن يدفعوهم إلى الشارع لمواجهة النظام والهتاف ضده.
هل هناك فارق بين من يشعلون حرائق الأسواق، ومن أشعلوا حريق الصحافة - الداخلية؟
أعتقد أنه لا فارق بينهما على الإطلاق، هدفهم واحد وهو إرهابنا حتى نظل خائفين.. أثق أنهم لن ينجحوا، فالبقاء قدر هذا الوطن، سيرهقوننا قليلًا.. لكننا فى النهاية سننتصر.