الحرب ضد تنظيم «داعش» لم تعد حربا عسكرية فقط، وأصبح سلاح الاختراق الإلكترونى أبرز أدوات الأنظمة لمحاربة التنظيم الإرهابى، وبعد سقوط العديد من أنصار التنظيم الإرهابى فى قبضة الأمن بسبب اختراق حساباتهم الإلكترونية وهواتفهم المحمولة، شعر تنظيم «داعش» بخطورة تلك الحرب الإلكترونية، لذلك قام قيادات التنظيم بتكليف المبرمج وخبير تكنولوجيا المعلومات «معاوية السايبرى» بكشف الأساليب التى تتبعها الحكومات ضد داعش لتوعية أبناء التنظيم الإرهابى من خطورة الأمر، كما طالبوه أيضا بضرورة تخصيص قناة على برنامج «تليجرام» الذى يقوم بتشفير الرسائل ويصعب الوصول لمحتواها، وهذا لإعطاء دروس متخصصة فى التخفى ومنع تعقبهم لحمايتهم من أجهزة الأمن.
داخل شبكة «شموخ» السرية -وتعتبر مدرسة تنظيم «داعش» لتطوير قدرات الإرهابيين- نشر أبومعاوية السايبرى مقالا مهما يجيب عن سؤالين «كيف تتجسس الحكومات عليهم؟» و«ما الشركات والأجهزة التى تقوم بذلك؟».
يقول «السايبرى»، فى مقاله الموجه لأنصار «داعش»، هناك أدلة قاطعة على عمل الشركات فى هذا مجال التجسس والاختراق، ومنها فضيحة تم نشرها لشركة إيطالية تعرف باسم «هاكينج تيم».
شركة «هاكينج» تيم تأسست عام ٢٠٠٣، بمدينة ميلانو فى إيطاليا، وتعمل فى مجال تكنولوجيا المراقبة والاختراق من خلال تصميم وتطوير برامج ذكية توفرها لدوائر الاستخبارات حول العالم ومن أشهر برامجها للتجسس Remote Control System RCS، ومن بين الوثائق ما يفيد بأن شركة مصرية قامت بشراء أنظمة وبرامج من الشركة الإيطالية مقابل ٥٨ ألف يورو فى يناير ٢٠١٢، وهو ما يعادل وقتها ٥ ملايين جنيه مصرى، وتم عن طريق شركة مصرية متخصصة فى تكنولوجيا المعلومات اسمها «جى إن إس إيجيبت» وهى تابعة لمجموعة منصور ورئيس مجلس إدارتها يوسف لطفى منصور -حسبما يزعم.
وقال السايبرى، إنه تم سحب تراخيص الشركة الإيطالية بعد مقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى، زاعمًا أن هناك تقارير صحفية اتهمت الشركة بالتجسس على الشاب الإيطالى لصالح النظام فى مصر، وتعرضت الشركة لانتقادات كبيرة لاستخدامها التكنولوجيا بطريقة غير أخلاقية.
الشركة الثانية هى «بلوكات» وهى شركة أمريكية متخصصة فى تكنولوجيا المعلومات وبرامج مراقبة الإنترنت ومقرها فى ولاية كاليفورنيا وتستخدم أدوات فى مراقبة تدفق البيانات عبر الإنترنت تعرف باسم «ديب باكيت» وهذه التقنية تكشف الاتصالات المراد قمعها.
وقال أبومعاوية إن الشركة المصرية التى تدير مسألة الرقابة مع الشركة الأمريكية هى شركة «رؤية مصر» وأكد أنهم فشلوا فى الحصول على معلومات حول هذه الشركة وأنشطتها.
أما الشركة الثالثة فهى شركة «جاما» الألمانية التى أنتجت برنامج «فاين فيشر» ويعتمد عليه أغلب الحكومات العربية ومصر بالتحديد تستعمله بشكل كبير خصوصا جهاز الأمن الوطنى.
وزعم أبومعاوية فى مقاله المنشور على الشبكة السرية لتنظيم «داعش»، أنه تم تسريب عدة وثائق بعد ٢٥ يناير من داخل أمن الدولة توضح إمكانية برنامج «فاين فيشر»، حيث قامت الحكومة فى مصر بمراقبة النشطاء السياسيين والإسلاميين.
وهذا البرنامج يسمح بتسجيل كل المكالمات الهاتفية والرسائل النصية ورسائل البريد الإلكترونى والمواقع التى يزورها الضحية على الإنترنت، كما يقوم بتصوير فيديو عبر كاميرا الكمبيوتر لكل ما يدور حوله، حتى وهو مغلق.
وزعم أبومعاوية أن هذا البرنامج أصبح معروفا بالنسبة لهم داخل التنظيم ويطلق عليه FinSpy ويعمل على تسجيل الدردشات وأخذ لقطات من الشاشة، وتسجيل ضربات لوحة المفاتيح، وأيضا جلب ما يحتويه الجهاز المصاب من ملفات، وله القدرة على إخفاء نفسه من أكثر من ٤٠ برنامجا مضادا للفيروسات.