بعد تفجر وتصاعد الأزمة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية واتساع نطاقها ليصل إلى مؤسسة الرئاسة والقضاء من حق الرأى العام أن يسأل اين ائتلاف الأغلبية المدعو ائتلاف دعم مصر؟ ولماذا يلتزم الصمت حتى الآن دون أن يصدر عنه أى بيان يحدد فيه موقفه من الأزمة ولكنه قرر أن يعطى ظهره لتلك الأزمة رافعا شعار ودن من طين وودن من عجين.
فالاختبار الحقيقى لأى ائتلاف سياسى فى وقت الأزمات وليس فى أزمات أخرى والصمت فى وقت الأزمات يعد جريمة فى حق الوطن قبل أن تكون جريمة فى حق أطراف الأزمات وفى حق الائتلاف نفسه.
ويبدو أن قادة هذا الائتلاف لديهم اهتمامات أخرى ليس منها قضايا الوطن والمخاطر التى تهدد وحدته الوطنية والسلام الاجتماعى ولكن الاشتغال الآن بمن يتربع على عرش هذا الائتلاف ويتولى قيادته خلفا للمرحوم سامح سيف اليزل والمتنافسون فى سبيل هذا المنصب رفعوا شعار ابعد عن الشر وغنيله، باعتبار تلك الأزمة سوف تجلب الشر لمن يتدخل فيها أو شعار يا داخل بين البصلة وقشرتها أو بين الصحافة والأمن وباقى المثل معروف.
فائتلاف الأغلبية القادمين على رقاب نحو ٣٠٠ نائب من نواب المجلس طبقا للتصريحات والبيانات الصادرة منهم اختفى فى ظروف غاضمة منذ تفجر هذه الأزمة حتى الآن، ولم يطلق أى مبادرة لجمع الأطراف على مائدة الحوار ورفع الحرج عن رئيس الدولة، كما كان يحدث من قبل فى أزمات عديدة كان للأغلبية البرلمانية دور سريع فى التحرك ومعالجة الأزمات.
فائتلاف الأغلبية والذى يضم فى عضويته عددا من النواب الذين ينتمون إلى صاحبة الجلالة الصحافة ويحملون عضوية نقابة الصحفيين وأيضا عدد من النواب ضباط الشرطة المتقاعدين ممن تزاملوا مع وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار لم يفكر أحد من قادة الائتلاف وخاصة أمينه العام الشيخ طاهر أبوزيد عضو اللجنة الرئيسية بمجلس النواب لاستشارة هؤلاء وتكليفهم بمهمة سرية لبحث سبل حل الأزمة.
بل إن قادة ائتلاف الأغلبية لم يفكروا فى إصدار بيان مناشدة لكل الأطراف لضبط النفس والسعى للتعرف على الحقائق وتهدئة الأعصاب المتوترة والملتهبة لامتصاص غضب الجميع ولكنهم اغمضوا عيونهم وأغلقوا آذانهم وعز عليهم التحرك لنزع فتيل هذه الأزمة المهددة بالانفجار فى وجه الجميع بما فى ذلك ائتلاف الأغلبية نفسه.
وائتلاف الأغلبية بدلا من الحرص على تقديم أوراق اعتماده للشعب المصرى قبل أوراق اعتماده لرئيس مجلس النواب، أكد للجميع أنه ائتلاف الفرص الضائعة وأن قياداته ليس لديهم فى لعبة السياسة وأنهم يظهرون عندما يطلب منهم الاختفاء ثم يختفون عندما ينتظر الناس ظهورهم لأن هناك فجوة بينهم وبين الشارع المصرى.
وصمت ائتلاف الأغلبية منذ تفجر هذه الأزمة ليس له سوى تفسير وحيد أنه سعيد بما تشهده الساحة المصرية من تراشق إعلامى وتصاعد وتيرة رد الفعل من الجماعة الصحفية وترك هذه الأزمة لمن يعبث بأمن الوطن ومقدراته وأصحاب الأجندات الخارجية والميول السياسية والعدائية رغم أن هذا الائتلاف سيكون أحد الخاسرين من وراء هذه الأزمة، لأن السكوت علامة الرضا، ولكن رضا عن أى طرف من الأطراف؟.. أفيدونا يا بتوع دعم مصر.