السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

هنسقط النظام بـ"توكة وشنطة وتي شيرت"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد ما أعلنت عن شغلتى الجديدة كناشط، من غير ما أحدد ناشط فى إيه، جاتنى تليفونات كتير قوى، ترحب بانضمامى للقوى الثورية، وكمان وجهوا لى الدعوة، علشان نتقابل على أى قهوة فى وسط البلد، أو نتقابل فى محل شهير فى ميدان طلعت حرب، بيقعد فيه ناشط كبير قوى، لسه خارج عدم صلاحية من القضاء، وبالمرة نتعرف عليك، ونتشاور مع بعض، حوالين مستقبل الثورة، ونحط خطة نسقط بيها النظام، بعدها رحت أضرب أخماس فى أسداس، لأنى لازم أغير هيئتى، لزوم المقابلة، وإثبات إنى ناشط بجد مش أى كلام، طيب شعرى قصير، ما ينفعش أربطه بتوكة، ودا موضوع كان محيرنى جامد، لأن تظبيط الشغل أهم من الشغل نفسه، والتوكة دى مش أونطة، ولا قلة فلوس تخلى الناشط مابيروحش للحلاق، لا لا، خالص، الحكاية أن التوكة ليها دلالات فلسفية عميقة، تعبر عن الشرود الذهنى والغرق فى ملكوت الثورة، وكيف تكون مستمرة، كمان التوكة دى حسب ما عرفت أنها واحدة من عدة الشغل، المهم، طلع ظنى مش فى محله، وعرفت إن حكاية التوكة، مش أساسية خالص، فيه ناس كتير من غير توكة، نفسيتى ارتاحت من الحيرة، فى الميعاد، رحت ضارب تى شيرت عليه رسومات وكتابة عاملة كده زى الجرافيتى، وعلقت شنطة على كتفى زى العيال بتوع الحضانة، ورحت أقابل أصحابى النشطاء اللى ما أعرفهمش قبل كده، لقيتهم على كل لون، إشى ناشط ثورى، وإشى ناشط اجتماعى، وإشى ناشط حقوقى، وناشط عمالى، كانوا زاحمين القهوة، بالصلاة على النبى، عين الحسود فيها عود، من كترنا لو ركبنا مع بعض تلات ميكروبصات، حنملاهم، ساعتها بس عرفت إن العزوة حلوة، وافتكرت كمان ودا الأهم، المثل اللى كان بيقولوه فى بلدنا زمان، «الحزن وسط ولاد العم فرحة»، مش عارف جانى الإحساس ده ليه ساعتها، مع إننا مش ولاد عم ولا حاجة، ويمكن آدم نفسه ما يلمناش على بعض، لأننا متنوعين فى الأفكار، ده إذا كان فيه أفكار من أساسه، لكن قوتنا فى وحدتنا، الليبرالى على الاشتراكى الثورى على بتوع ٦ إبريل، على الباقيين، اللى ما ليهومش علاقة بكل دول، أقصد، الثورجية، ما أنكرش إنى حسيت بقيمة الكلام عن «العزوة» من استقبالى، والترحيب بى، تقولش نازل عليهم من السما، أو جايب رسالة من الحاج باراك حسين أوباما، تطمنهم، على تدخل إدارته بكل قوة، فى القضية اللى فتحتها الدولة، قال إيه، عايز تحاكم أصحابنا الشرفا، بتوع التمويل المشروع، اللى أنا قررت أكون واحد منهم، أو كأنى جاى من لقاء مخصوص مع الست هيلارى كلينتون، اللى حتسكن البيت الأبيض، طبعا بعد ما يخرج «أوباما»، الله يستر الاتنين، فاتحين بيوتنا ومخليين راسنا براس الدولة. 
بعد الترحيب والسلامات والكلام اللى يحل الـ...، إتكلمنا فى أمور البلد، وضرورة أن تكون الثورة مستمرة، والشغل على فضح القبضة الأمنية، والتعذيب فى السجون، واعتقال الوطنيين، طبعا كان كلامنا كله يخصنا إحنا بس، لأننا ناس وطنيين أكتر من أى حد غيرنا فى البلد دى، علشان كده، ما عملناش حساب لحد تانى، وما جبناش سيرة المواطنين العاديين، اللى إحنا فوضنا نفسنا نتكلم باسمهم، وهمه برضه سايبينا وقاعدين على الكنبة، يتفرجوا على البرامج الفضائية، واحنا عارفين إنهم مصدقين كلام الحكومة ومتمسكين بالسيسى، ومع ذلك احنا واخدين القرار أننا نتكلم باسمهم، لأننا نفهم أبعاد الاستقرار أكتر منهم ومن الحكومة نفسها.
وعلشان أنا واحد من اللى طول الوقت بينادوا بالشفافية فى كل شىء، حقول كل حاجة على طريقة الشيخ حسنى فى فيلم الكيت كات، ورغم إنى ما قابلتش حد من السفارة الأمريكية أو من الاتحاد الأوروبى، قلت مع نفسى، أرمى بياضى، وأقدم عربون ثقة، عرضت على أصحابى إننا ننظم مسيرتين، واحدة للسفارة الأمريكية والتانية للسفارة البريطانية، والاتنين جنب بعض، للتنديد بمقتل الشابين المصريين، اللى لقيوه مخنوق فى أمريكا، والتانى اللى وجدوه محروق بفعل فاعل فى سيارته فى أحد أحياء لندن، وبالمرة نكتب بيان نطالب فيه المنظمات الدولية، بإدانة هذا الفعل، زى ما حصل فى قصة الإيطالى «جوليو ريجينى».
حسيت ساعتها انى غلطت فى القرآن، دا كمان لو غلطت فى القرآن ما كنش حصل كل ده، لأن فيه وسط أصحابنا كتير ركبوا موضة «الإلحاد» ولا يؤمنون إلا بالثورة بتاعتنا، الكل اتغير فى المعاملة، وكانوا ناقصين يضربونى، وهاتك يا زعيق، واحد قاللى، إنت كده مع السيسى، قلت له، وإيه علاقة السيسى، رد علىّ، مش هو اللى مكبر الموضوع زيادة عن اللزوم، قلت له، أنا مع حقوق الإنسان المصرى فى أى مكان، واحد تانى قاللى، البلدين اللى بتتكلم عنهم من أكبر الدول الديمقراطية، كمان حكومتهم تؤمن بحرية الرأى، رديت عليه بانفعال، باقولك فيه جريمة مرتبطة بحقوق الإنسان، تقوللى حرية رأى.
واحدة من القاعدين تعرفنى من زمان، همست فى ودنى بكلام معناه، إنى لو كنت راسم على حاجة مش حاخدها خالص، لأن مهمتنا الأساسية، إسقاط السيسى والجيش والشرطة ومعاهم القضاء، ودى الخزاين المفتوحة من الدولتين، بعد ما هرشت الموضوع، قلبت على الوش المطلوب علشان السبوبة ما تروحش منى، أيدت كل الهرى اللى حصل بعد كده، أول ما قالوا إن السيسى بيتكلم كتير عن الأمن القومى، بما إنى فاهم فى كل حاجة، لازم أفتى فى كل حاجة، ابتديت أتكلم، الكل بقى ساكت، قلت لهم سيبكم من الكلام دا، لأنه مش منطقى خالص، كلمة القومى دى كلمة مطاطة. 
أكملت، بلا فخر أنا خبرتى فى مجال الأمن القومى أكتر من خبرة وزير الداخلية نفسه، مش « فكاكة» ولا «طق حنك»، من صغرى وأنا باتفرج على أفلام، إسماعيل ياسين فى البوليس، فى البوليس الحربى، فى الطيران، ولو كان على شغل المخابرات، واحد زى حالاتى عنده خبرة تفوق خبرة صلاح نصر نفسه، اللى كان ماسك المخابرات أيام جمال عبدالناصر، الحكاية مش كيميا، والموضوع مش محتاج غير حاجة واحدة بس، كلمة السر، زى «خالتى بتسلم عليك»، اللى بيها وصلت نادية الجندى للخزنة اللى فيها خطط الموساد، وتجيبها من قيادة أركان جيش الاحتلال، قاطعونى، وشخطوا شخطة، اسمه جيش الدفاع، لأننا متسقين مع نفسنا، وأننا جيل يحب أمريكا ولا يعادى إسرائيل، المهم خلصت القعدة بدون ما أفهم اللى قلته ولا اللى قالوه.