الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

إلى نجوم الشباك.. الرئيس لن ينسى!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في أعقاب ثورتي 25 يناير و30 يونيو، ظهرت على مسرح الأحداث في مصر شريحة جديدة من "النجوم" قوامها من الشباب الذين من المفترض أنهم يمثلون الثورتين المقدستين، ويعبرون عن آمال وطموحات من خرجوا إلى الشوارع وافترشوا الميادين طلبًا للثالوث المقدس "العيش والحرية والعدالة الاجتماعية".
وفي هذه الأثناء تَحوَّل الكثير من هؤلاء الشباب إلى "نجوم شباك" بكل ما تحمله هذه الكلمة من دلالات، بعد أن تحولوا إلى ضيوف دائمين على شاشات الفضائيات بحثًا عن الشهرة حينًا، والسعي لتحقيق مآرب شخصية أحيانًا أخرى، وهذا طبعا لا ينفي وجود بعض المخلصين حقا الذين لا يعنيهم سوى مصلحة هذا الوطن.
وحسنًا ما فعل الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي لا يترك مناسبة إلا ويوجه التحية للثورتين اللتين غيرتا مجرى التاريخ في مصر، معبرًا عن إيمانه العميق بحقوق الشعب في المطالب العادلة، وكذلك تقديره للشباب الطاهر الذي هو حجر الزاوية في بناء المجتمع المصري والعمود الفقري لمسيرة التنمية وبناء الوطن المفدى.
ومن بين هؤلاء النجوم انتشر مصطلح "شباب الإعلاميين" الذين ينتمون لمهنة الصحافة أو العمل ببعض الفضائيات.. وشيئًا فشيئًا أصبح لهم شأن لا يستهان به بعد أن أصبحت أسماؤهم ملء السمع والبصر، وحضروا العديد من اللقاءات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي آمن في البداية بما أعلنوه من أفكار وبرامج لخدمة أهداف التنمية، ودعم مسيرة البناء، ومنحهم فرصة لا تعوض لإثبات ذاتهم، وذلك عبر تقديم تصور شامل لإعادة هيكلة "ماسبيرو"، قلعة الإعلام الوطني، وذلل أمامهم كل العقبات لممارسة المهمة الموكلة إليهم.
إلا أنهم ظنوا أن الرئيس ينسى.. فراحوا يسعون خلف مصالحهم الشخصية للترويج لأنفسهم كمقربين من القيادة السياسية، على أمل أن تفتح أمامهم كل الأبواب المغلقة، فاستغل أحد هؤلاء "النجوم" ظهوره مع الرئيس في بعض الجولات الميدانية أو اللقاءات التثقيفية للتقرب من إحدى القيادات التعليمية في الحصول على دعم لإنشاء مؤسسة صحفية، فشل في إدارتها، وانتقل بعدها لإحدى الإذاعات المصرية، وجند بعض الزملاء لترويج أجندته الشخصية.
فيما راحت "نجمة" أخرى تستغل وجودها للعمل في إحدى الفضائيات وتسخر نفوذها في نجاح زوجها في البرلمان، بينما قام "نجم" آخر بتأليف كتاب قام خلاله بتجميع بعض المقالات عن الرئيس، وهي بالمناسبة نفسها التي كان يكتبها عن "المعزول" محمد مرسي، ليكسب "قرشين"، فيما استغل "نجم" آخر المبادرات الشبابية التي قدمها للرئاسة في بداية عهد السيسي ليصورها على أنها لخدمة القرى الأكثر احتياجا، ليتبوأ بعد ذلك منصبا قياديا في إحدى الصحف والفضائيات.
وعلى هذا النحو "انحرف" هؤلاء النجوم والنجمات عن الأهداف التي أعلنوها في البداية، ومارسوا الانتهازية في أسوأ صورها، لأنها "انتهازية الوطنية"، ونسوا ما كلفهم به الرئيس ظنًّا منهم كما أسلفنا أن الرئيس ينسى.
إلى أن جاء وقت الحساب، الذي لا ريب فيه، فلا يمكن أن تغيب عن ذاكرتي نظرات الرئيس الثاقبة وكلماته النارية التي وجه من خلالها أقسى درجات الاستهزاء ببعض هؤلاء "النجوم والنجمات"، الذين يفتقدون لأدنى درجات الخبرة والمهنية حين قال لهم في عبارة محددة: "أين هيكلة ماسبيرو"؟ فسقطت عليهم الكلمات كالرصاص، وأصبحوا "كأن على رءوسهم الطير" من شدة الخزي وافتضاح الأمر.
إن مسيرة بناء مصر تستلزم من كل أبنائها الشرفاء أن ينحوا مصالحهم الشخصية جانبا، وأن يكونوا على قدر الثقة المطروحة بهم والمسئوليات المنوطة بهم.
فما أحوج مصر إلى إعلاميين على قدر المسئولية يبنون ولا يهدمون.. يعطون ولا يأخذون.. بعيدون كل البعد عن الانتهازية واللهث خلف المصالح الشخصية، لديهم الصدق في نقل الكلمة.. لديهم رؤية وطنية لمستقبل مصر.. وقتها فقط يتقدم الوطن ويكمل مسيرته.
وتحية كبرى للرئيس السيسي الذي أسقط الأقنعة بكلماته الثلاث عن أنصار مذهب "السبوبة" الذين اعتادوا على بيع الكلام فقط، وادعاء الطهر، وظنوا أنهم سيقدرون على خداع الرئيس لكنه كان لهم بالمرصاد.