الخميس 07 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

وعود وزير الدفاع

يعبر عن روح الجيش التى لا نعرفها جيدًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ببحث سريع يمكن أن تعرف معلومات أولية عن القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول صدقى صبحى.. المعلومات لم تعد عزيزة على أحد، لم يعد هناك سر مهما كان خطيرًا. 
ستعرف أن اسمه كاملا هو صدقى صبحى سيد أحمد، تولى منصبه كوزير للدفاع فى ٢٧ مارس، بعد أن أعلن المشير عبدالفتاح السيسى ترشحه لرئاسة الجمهورية، ولم تكن هناك مفاجآت فى الأمر، فقد كان صدقى صبحى إلى جواره رئيس أركان حرب الجيش المصرى، كما أنه كان إلى جواره من سنوات طويلة، فكل منهما يعرف الآخر جيدًا. 
ضد التيار
وزير الدفاع من أبناء محافظة المنوفية، ولد فى مدينة منوف عام ١٩٥٥، يبلغ من العمر الآن ٦١ عامًا، حصل على بكالوريس العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام ١٩٧٦، وبعدها حصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان عام ١٩٩٣، وفى عام ٢٠٠٣ حصل على زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية، وبعد عامين ٢٠٠٥ حصل على زمالة كلية الحرب العليا الأمريكية، وكان هناك إلى جوار الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى حصل على نفس الزمالة فى نفس العام. 
حياته المهنية أيضًا معروفة للجميع، فقد بدأ الخدمة ضابطًا فى ١ إبريل ١٩٧٦، خدم بالجيش الثالث الميدانى، ليتدرج بعد ذلك فى الوظائف القيادية العسكرية، فأصبح قائد كتيبة مشاة ميكانيكية، ثم رئيس أركان اللواء ٣٤ مشاة ميكانيكية، ثم قائد اللواء ٣٤ مشاة ميكانيكية، فرئيس أركان الفرقة ١٩ مشاة ميكانيكية، ثم قائدًا لها، بعد ذلك أصبح رئيسًا لشعبة عمليات الجيش الثالث الميدانى، فرئيس أركان الجيش الثالث الميدانى، ثم قائدًا للجيش الثالث الميدانى عام ٢٠٠٩، وفى عام ٢٠١٢ تمت ترقيته إلى رتبة فريق وعين رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة خلفًا للفريق سامى عنان، وفى مارس ٢٠١٤ أصبح وزيرًا للدفاع خلفًا للمشير عبدالفتاح السيسى. 
لم نعرف كثيرًا عن صدقى صبحى خلال عمله العسكرى، وهذه سمة تميز رجال القوات المسلحة، فلا نعرف عنهم كثيرًا إلا بعد أن يقتربوا من المناصب العليا، يعرفهم أبناء القوات المسلحة جيدًا، يقدرون أدوارهم، يعرفون كفاءتهم، وهو أمر طبيعى، فهم على قناعة تامة أن عملهم ليس منة على الناس، لا يطالبون مقابله، وإن كنا لا ننكر تقديرنا العظيم له. 
عندما قامت ثورة ٢٥ يناير، كان صدقى صبحى قائدًا للجيش الثالث الميدانى، لم تكن له علاقة بالسياسة، وقف موقف الجيش المصرى، انحاز إلى الشعب المصرى فى مطالبه العادلة من نظام لم يكن يرغب فى أن يسمع إلا صوته، فى منطقته بمحافظات السويس وجنوب سيناء والبحر الأحمر، تمكن صبحى من السيطرة على الانفلات الأمنى، وحاول استيعاب ما يجرى، فعقد عدة لقاءات مع القوى السياسية والحزبية وشباب الثورة، وحافظ فى هذه اللقاءات على الشعرة التى تفصل بين دوره العسكرى الذى يقوم به على خير وجه، والدور الذى وجد أن الأحداث الطارئة تفرضه عليه. 
فى أغسطس ٢٠١٢ وجد صدقى صبحى نفسه أمام مهمة جديدة، فقد تولى منصب رئيس أركان حرب الجيش المصرى، إلى جوار عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، وكانت الخطة هى أن يعود الجيش إلى ثكناته بشكل كامل، من أجل تضميد جراحه التى خلفتها ثورة يناير، فقد نزل إلى الشارع، وتحمل ما لا يجب أن يتحمله ولا يتصدى له، لكنه حفاظًا على أمن البلد قام بالحماية والرعاية عن طيب خاطر. 
اهتم صدقى صبحى إلى جوار السيسى، بملف التدريب ورفع الكفاءة القتالية، وكم كان ملفتًا للانتباه، وهما يتقدمان الصفوف يجريان جنبًا إلى جنب مع القادة والجنود، كانت هناك مهمة أخرى، وهى رفع الروح المعنوية لدى الجنود، وهى مهمة أولاها السيسى كل اهتمامه، وكل لا بد أن يكون إلى جواره مسئول كفء، ينفذ ويرتب ويحصد نتائج جيدة. 
بعد ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وعندما أطاح الشعب بمحمد مرسى الرئيس الإخوانى، بمساندة تامة من الجيش، كان على رئيس أركان حرب الجيش المصرى دور كبير فى الحرب على الإرهاب الذى بدا أنه لن يهدأ بسهولة. 
لم تكن الحرب على الإرهاب التى لا تزال رحاها دائرة حتى الآن، هى الحرب الأولى التى خاضها الفريق أول صدقى صبحى، فقد خاض قبل ذلك حرب الخليج الثانية ضمن القوات المصرية التى شاركت فيها، لكن تظل حربه على الإرهاب هى الأكثر ضراوة وأهمية ورسوخًا، فهو يحارب أشباحًا، ورغم فداحة العمليات على الأرض إلا أن الجيش المصرى حقق انتصارات واسعة جدًا، ونتائج مبهرة فى الحرب على الإرهاب. 
لماذا أتحدث عن وزير الدفاع هنا؟ 
الأسبوع الماضى دعيت إلى المشاركة فى الندوة التثقيفية الـ ٢٢ التى نظمتها القوات المسلحة، جاءت الندوة فى إطار الاحتفال بالذكرى ٣٤ لتحرير سيناء. 
الندوة نالت تغطية شاملة، وبدا من اللحظة الأولى أن القائمين على تنظيمها بذلوا مجهودًا كبيرًا، لتخرج بهذه الصورة الرائعة، ولذلك لن أتعرض لتفاصيلها هنا، سأتوقف فقط عند الكلمة التى ألقاها وزير الدفاع، وسأتوقف عند بعض العبارات بالتحديد، وهى: 
أولًا: «مصر ستظل وطنًا آمنًا، وإنها آمنة بإذن الله، وبقواتها المسلحة القوية الوطنية التى تتحمل مسئولية الحفاظ على أمن مصر القومى فى الداخل والخارج». 
ثانيًا: «لا تهاون مع من يحاول استباحة أرضنا، أو نشر الفوضى على حدودنا، ولن نقبل ابتزازنا من أحد مهما كان». 
ثالثًا: «القوات المسلحة ستظل بعطاء رجالها وتضحياتهم دومًا درعًا قوية للوطن، تحمى قدسية أراضيه، وحصنًا منيعًا للشعب يصون له تاريخه وأمجاده». 
رابعًا: «جيش مصر وطنى شريف جدير بثقة شعبه بما يقدمه من عطاء وتضحيات للحفاظ على أمن الوطن واستقراره». 
خامسًا: «إننى أدعو المصريين جميعًا للالتقاء على كلمة سواء، تعلى من مصالح الوطن فوق المصالح الذاتية، وفوق كل اعتبار، لكى نمضى معًا بجهد مخلص وصادق نعلى مكانة مصر ونصون عزتها». 
سادسًا: «نحفظ كرامة مصر ونضحى من أجلها بكل غالٍ ونفيس، نباهى بها وطنًا آمنًا عريقًا مستقرًا، يسعى شعبه إلى بناء المستقبل الأفضل للأبناء والأحفاد بإرادة حرة لا تعرف الإملاءات أو المغريات، وتفرق بين الحق والباطل والغث والسمين، وتؤكد أن الشعب هو السيد والقائد والمعلم». 
لقد حاول البعض الصيد فى الماء العكر، صوروا الأمر على أن ما قاله وزير الدفاع رسائل محددة، يقصد بها الكثير ويسعى من ورائها إلى الكثير، عن نفسى اعتبرت ما قاله تجديدًا للوعود والعهود بين القوات المسلحة والشعب المصرى، فالقائد العام يعلن وبكل قوة أنه لا تهاون فى أمن مصر، مصر الوطن الكبير الذى لن يقبل ابتزازًا من أحد، ولا يخضع لأحد. 
كان جميلًا ورائعًا، أن يشير وزير الدفاع إلى ما يمكننا التعامل معه على أنه عقيدة الجيش المصرى، فهو ينظر إلى الشعب الذى هو منه على أنه السيد والقائد والمعلم، وهو ما يبعث الاطمئنان فى نفوس الجميع، فالجيش منحاز دائمًا إلى الشعب المصرى، لن يتركه وحده، لن يتخلى عنه، سيدافع ويدفع الأذى عنه مهما كلفه ذلك من أرواح، هى أرواح أبناء المصريين الذين يخدمون عن طيب خاطر فى صفوف جيش بلدهم.
وجه وزير الدفاع مطمئن، تشعر به وجهًا مصريًا مثل ملايين الوجوه التى تقابلها فى الشارع، أب أو أخ أو صديق، عندما تحدث عبر بصدق عما يشعر به، كان متحمسًا بقدر اللحظة التى تمر بها مصر.. إنه وفى وقت الريبة الذى يعانى منه الجميع، يدعو المصريين جميعًا أن يجتمعوا على كلمة سواء، وأعتقد أنها الوصية الأغلى لرجل جدد العهد بين الشعب والجيش.
وهذا يكفيه ويكفينا.
فلا قلق ما دام الجيش موجودًا ومتماسكًا.
ولا خوف ما دمنا نعرف أنهم على العهد قائمون.