الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة البرلمان

ائتلاف دعم مصر واستنساخ الفشل

اللواء سامح سيف اليزل
اللواء سامح سيف اليزل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رحمة الله على اللواء سامح سيف اليزل، انتقدته وهو يمشى بيننا ليرتب لكارثة قائمة دعم مصر، قلت فى حينها محذرًا من تكرار منهج «تكويش» أحمد عز وأسلوب استقواء برلمان الإخوان، رحل الرجل إلى جوار ربه ولا نملك الآن إلا أن ندعو الله ليغفر له هذه السقطة التى شوهت تجربة انتخابية كنا نتمنى لها أن تليق بدولة ٣٠ يونيو. صار لدينا برلمان منتخب هذا صحيح، ولكن صارت لدينا كتلة خرساء تتناقض مع فكرة الجدل الواجب على العضو البرلمانى، وهنا مكمن الخطر، فالنائب البرلمانى حكاية كبيرة، أول تلك الحكاية امتلاكه لعقل قادر على الاتفاق والاختلاف، قادر على فهم اللحظة الصعبة التى يمر بها الوطن، فمن الممكن له أن يتراجع خطوة من أجل أن تتقدم مسيرة البلاد خطوتين، ولكن ائتلاف دعم مصر بصورته الحالية لا يبشر بأى خير. ومع استمرار منهجه المتعالى تحت قبة البرلمان، يصير هذا الائتلاف عبئًا على الدولة التى يزعم أنه يدعمها، فأى دعم هذا وقد تكالبوا على رئاسة اللجان قبل يومين وحدثت الفضيحة، حيث جاء معظم رؤساء اللجان بالتزكية، ألا يشير ذلك إلى خطف البرلمان بأكمله لحساب أقلية منظمة متكتلة؟ تبيع فى العلن شعار دعم مصر بينما يمارسون على أرض الواقع دعم أنفسهم. والحقيقة هى أن معالجة هذا التشوه صار فى غاية الصعوبة، وصار قدر علينا أن نتحمل تلك الوجوه وتلك الممارسات حتى تنتهى تلك الدورة البرلمانية أو يتم حل البرلمان نفسه، ومن هنا حتى يحدث أحد الأمرين، ومن المهم للمتابعين التفكير من جديد فى تعديل قانون الانتخابات وتقسيم الدوائر تفاديًا لتكرار هذه الورطة، فليس منطقيًا التصويت على المشاع فى محافظات مختلفة لإنجاح أفراد لا يعرفهم الناخب، ومن المؤكد أن هؤلاء النواب لا يعرفون الناخب أيضًا. جاء ائتلاف دعم الدولة إلى الخارطة البرلمانية فى مصر بطريقة أقرب إلى الابتزاز السياسى، وكانت المؤشرات واضحة منذ بدء التفاوض على أسماء الـ١٢٠ المبشرين بالحصانة، حيث دارت المفاوضات بأكثر الطرق مراوغة، حتى أنهم قطعوا الطريق على نواب كان من المكن لهم أن ينجحوا فى دوائرهم كمستقلين - هلال الدندراوى فى أسوان نموذجًا - لعبوا مع عشرات الكوادر لعبة قتل الوقت لإهدار ترشحه، ثم جاءوا بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، سمعنا غضب الناس وقت التصويت ورأينا ضرب قوائم موازية، وشاهدنا أحمد عز والكتاتنى وهما يتجليان فى صور جديدة داخل ذلك الائتلاف. المرعب حقًا هو أن الأجندة التشريعية الملقاة على عاتق هذا البرلمان ثقيلة وضخمة ومهمة ومصيرية، فهل سيخذلنى ائتلاف دعم الدولة وينجزها بالصورة التى تتوافق مع الدولة الجديدة ومع أحلام شعب ثائر ومواطن مغبون، أتمنى أن أكون مخطئًا فى تقديرى لهم، حتى لا تتفاقم حالة الاحتقان الملحوظة فى الشارع الآن، فالبرلمان ليس بمعزل عن الدولة، هو سلطة قادرة على البناء فى الاتجاه الصحيح، سلطة قادرة على تيسير حياة الناس، الناس الذين صبروا وثابروا كثيرًا من أجل حقوق أساسية فى السكن والعلاج والتعليم. البرلمان صاحب السلطة الرقابية المطلقة مطالب بوقف الفساد ومحاسبة مرتكبيه، فهل استعد ائتلاف دعم الدولة لذلك الملف الذى أراه من أخطر الملفات التى تعوق تنمية بلادنا، الحقيقة فى هذه النقطة لست متفائلًا، وذلك لسبب بسيط وهو أن الكوادر المهمة فى ائتلاف دعم الدولة هم أبناء مخلصون للدولة القديمة، وهم من كانوا سببًا مباشرًا لغضب الناس وثورتهم فى يناير، لذلك أقول لهم إن فرصتهم الذهبية قد جاءت لهم ليثبتوا أنهم أبرياء من مخزون الغضب الجماهيرى وأنهم داعمون بجدية لمصر وليسوا داعمين لجيوبهم.