تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
تحتفل مصر اليوم بمرور 34 عاماً على تحرير آخر حبة رمل من أرض سيناء الحبيبة تلك المعركة المقدسة التي أعادت للشعب كرامته ورفعت رايات النصر خفاقة عالية لتلقن العدو الإسرائيلي درساً لن ينساه بل سيظل يتذكره أبد الدهر مفاده أن مصر ليست لقمة سائغة ولا تسكت على حقها مهما مضت الأيام والسنون .
وحقاً فإن ذكرى عبور 25 أبريل تحل في وقت حالك الظلمة على الأمة العربية التي تمزقت فيها أوصال البلد الواحد كما هو واضح للقاص والدان بفعل آلة المؤامرات الشيطانية التي تديرها قوى الشر التي تتربص ببلادنا النواصي وتحيك الفتن وتشعل الحروب الأهلية على النحو الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط .
وتشير جميع هذه المشاهد، التي لا تخفى ظلالها القاتمة على مستقبل المنطقة العربية بأسرها، إلى عدة حقائق في مقدمتها طبيعة المرحلة المقبلة التي ستواجه البلدان العربية والتي تستلزم أقصى درجات اليقظة والحيطة في محاولة لإطفاء الحرائق التي أشعلتها الدوائر المتربصة لبلادنا ومحاصرتها لمنع امتدادها لباقي البلدان العربية تحت دعاوى وأسماء رنانة وكلنا نذكر مصطلح "الفوضى الخلاقة" الذي بشرت به أم الشرور أمريكا لرسم خريطة الشرق الأوسط الجديدة .
ورغم هذه النكبات والمآسي ستظل البلد الأمين مصر الحصن المنيع الذي يستعصي على الاختراق وستبقى شامخة الرأس بفضل عراقة تاريخها والروابط الأبدية التي تجمع أبناء شعبها في مواجهة أي خطر .. وفي القلب من ذلك سيظل الجيش المصري فخر وظهر الجيوش العربية قاطبة وسيبقى حامي الحمى .
صحيح هناك تحديات خطيرة تواجه بلدنا المفدى مصر وهناك كم لا حصر له من الفتن والدسائس لشق صف الوحدة الوطنية لكن رغم ذلك ستبقى مصر بخير طول ما جيشها بخير.. حفظ الله مصر وألف بين قلوب جميع أبنائها .. وكفانا ناراً وراءها شياطين الإنس الذين لا يألون جهداً في النفخ في الفتن والمؤامرات لشق الصف الوطني لكن بإذن الله تعالى سينقلب كيدهم إلى نحورهم وستظل مصر دولة موحدة تستوعب جميع أبنائها وكما يقولون "الأيام كفيلة بمداواة أعتى الجروح" .