الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

زيارة الرئيس الفرنسي لمصر.. لقاء حضارتين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
زيارة الرئيس هولاند لمصر كان لها مذاق خاص، وبذلت المؤسسات المصرية جهدًا فى كل تفصيلة من برنامج الزيارة ليشعر الطرف الفرنسى بلقاء حضارة ورموز لتاريخ مصر.
باختيار قصر عابدين لكى يستمع الجميع إلى حفل أوبرا قدم فيه الفنانون المصريون نموذجًا للإبداع أبهر الضيوف الفرنسيين، وكان ذلك واضحًا على وجه الرئيس أولاند وهو يصفق بحماس ثم وهو يسلم ويهنئ كل فنان وفنانة مصرية قدم نموذجًا للإبداع فى أداء الأوبرا الذى يحبه الأوروبيون وبالذات الفرنسيون.
ولا شك أن قصر عابدين أبهر بجمال البناء وكل تفصيل فيه ضيوف مصر، ولا شك أن فرنسا التى سمت إعجابها بمصر بكلمة «الولع» كانت ترجمتها واضحة فى كل جزء من برنامج الزيارة.
أما عن العلاقة بين الرئيسين قد يكون من المفيد أن نوضح أنها بدأت بلقاء الصدفة فى الرياض أثناء العزاء فى وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ومنذ اللحظة الأولى للقاء كان واضحًا أن «كيميا» العلاقة لعبت دورًا فى سرعة تطور العلاقة وعمقها.
وحينما أختار كلمة «الكيمياء» فى وصف العلاقات الإنسانية فهى فى مكانها بين مصر وفرنسا وبين السيسى وأولاند لاسيما كل من التقوا الرئيس السيسى أشاروا إلى مدخل المحبة لشخصه منذ اللقاء الأول.
والآن ننتقل إلى مضمون برنامج الزيارة بعد التوقيع على عدد هائل من الاتفاقيات التجارية والمالية والصناعية لنشعر أن الإرادة السياسية لدى مصر وفرنسا فرضت حجمًا ومستوى للمشروعات لفت نظر الاقتصاديين، ويجب هنا أن نتوقف أمام اهتمام فرنسا بمشروع قناة السويس، على مستوى المشروعات والتنمية، وكان اختيارًا موفقًا من جانب الرئيس أن يبعث الوزير الدكتور أحمد درويش رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ليذهب لزيارة فرنسا فى رحلة سريعة قبل قدوم الرئيس الفرنسى والتقى عشرات من رجال المال والأعمال الفرنسيين والذين أبدوا إعجابهم بشخصيته وقدرات الوزير أحمد درويش، كما أكد لى ذلك سفيرنا فى فرنسا الذى حضر كل هذه اللقاءات التى كان لها أثر بعد ذلك أثناء زيارة الرئيس الفرنسى والتوقيع على اتفاقيات متميزة بين البلدين.
ولا شك أن حجم التعاون العسكرى كان مهمًا بعد اتفاقية الرافال والأسلحة البحرية، وساهم فى تلك العلاقة التى توطدت سريعًا بين الرئيس السيسى ووزير الدفاع الفرنسى جان إيف لودريان والذي كان من النادرين الذى قبلهم الرئيس السيسى عند وصول الوفد الفرنسى إلى مصر.
وجاءت زيارة الرئيس الفرنسى للبرلمان المصرى معبرة عن تقدير فرنسا لإتمام عملية الانتخابات لتكمل منظومة الديمقراطية.
ولا شك أيضًا أن زيارة مترو القاهرة كان بمثابة إحياء للذاكرة للجهد الذى بذلته فرنسا فى بناء المترو الذى حل جزءًا مهمًا من مشاكل المرور.
وكان من الضرورى أن تساهم الدولتان فى لقاء منتدى رجال الأعمال المصرى الفرنسى لإلقاء الضوء على أهمية دور القطاع الخاص.
وكم كان طبيعيًا أيضًا أن تهتم مصر وفرنسا بدعم الاتفاقيات التعليمية والثقافية، ويهمنى هنا أن أشير إلى أن الفارق بين طبيعة الاستعمار البريطانى والاستعمار الفرنسى فالتعليم والثقافة بالنسبة لفرنسا أمران مستلقان تمامًا عن الطموح الاستعمارى، ويخدمان بموضوعية الهدف الحضارى والثقافى وتعليم الشباب.
أما من ناحية التعاون الإقليمى فمن المعروف أن هناك تعاونًا ثلاثيًا بين مصر وفرنسا والمملكة العربية السعودية لاسيما فى المجال العسكرى والاقتصادي.
هناك أمل كبير فى مصر أن تؤدى زيارة الرئيس الفرنسى لمصر ونجاحها إلى عودة السياحة الفرنسية لمصر لا سيما أن الإعجاب الفرنسى بتاريخ وآثار حضارتنا لديهم كان دائما نقطة جذب هائلة للسياحة التاريخية والثقافية لبلدنا.