السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

"أنا حابقى ناشط وحيلعب معايا الزهر"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى البداية كنت خايف من الحسد، وقلت أدارى على شمعتى علشان تقيد، وبالمرة مفيش حد يسألنى ليه، وعلشان إيه، لكن غاب عنى حاجة مهمة، إنه مفيش حاجة فى البلد دى حتفضل سر، يا خبر النهارده بفلوس، بكرة يبقى ببلاش، من الآخر، أنا قررت أشتغل ناشط، ناشط فى أى حاجة، ناشط سياسى، ناشط ثورى، ناشط حقوقى، ناشط إعلامى، ناشط بتنجانى، المهم أبقى أى ناشط والسلام، أنا قعدت مع نفسى وهاتك يا تفكير، ورحت أقلبها يمين، وأعدلها شمال، لقيت إن شغلانة الكتابة والجرى ورا الأخبار، مقرفة ومتعبة، ومش جايبة همها، يعنى من غير لف ودوران، اكتشفت أن شغلانة الناشط، شغلانة مريحة ومربحة، ومش محتاجة نخوة وطنية، ولا قدرات ثقافية، ولا محتاجة دراية أو معرفة بأى شىء عن أى شىء، ولا حد حيمتحنى فى فهمى للعلاقات الدولية أو وجهة نظرى فى السياسة الإقليمية، كمان مفيهاش واسطة ولا كشف هيئة، وكمان حتبعدنى عن وجع القلب، والكلام «المجعلص» عن الانتماء والحفاظ على استقرار المؤسسات، مش كده وبس، كمان دى شغلانة «سقع» حتخلينى فوق، فوق قوى، فوق أى حد فى البلد دى، وساعتها لا حيهمنى الدولة، ولا حخاف من قانون، الموضوع ببساطة شديدة، إن شغلتى حتكون معارضة أى شىء، حتى لو كان حكم قضائى أو قرار كل الناس تؤيده، ووظيفتى حتكون المطالبة بإسقاط الدولة والقانون، ومش مطلوب منى غير حاجات معينة، على أن أعملها من غير ما أعرف ليه، أصرخ، أهتف، أتظاهر، أطلق الشائعات على صفحتى، أشتم الجيش، أشكك فى أحكام القضاء، ودى كلها حاجات سهلة جنب التهتهة بكلام مش مفهوم عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، والاختفاء القسرى، وبقية الكلام «التخين» اللى يخلى الخارج يبقى معايا، زى اتهام الشرطة بقتل الواد «جوليو ريجينى» بتاع إيطاليا، أنا عارف إنه محدش حيفهم حاجة من الكلام اللى حاقوله، لأنى أنا نفسى مش فاهم حاجة من اللى حاقوله، لكن مهم جدا إنى أقوله علشان المقابل بتاعه، كمان لازم أقول جنبه كلام تانى، من عينة «زى الدولة مابتاخد تمويل ومنح من أمريكا وغيرها»، بالتالى من حق الدكاكين الحقوقية تاخد تمويل، وطبعا التمويل حاخد أنا منه، وبكده حيلعب معايا الزهر وبعدها حاركب أول موجة فى سكة الدولارات، صحيح حاسكن القصور، لكن لازم أتكلم عن سكان القبور. 
الشغلانة وراها سبوبة كبيرة، يعنى فلوس ومكاسب كتيرة جدا جدا، أول المكاسب «خمسة وخميسة فى عين العدو»، حابقى معارض شرس لأى حاجة، سواء كانت الحاجة صح أو غلط، وساعتها حكون مشهور، وشهرتى حتخلى الإعلام والصحف تتقصى أخبارى، ولو مرة كسلت أرد على التليفون، أو كان التليفون مغلق، سيصبح هذا حدثا يقلب الدنيا رأسا على عقب، بل سيكون الحدث الأهم فى نشرات الأخبار، وتبث «رويتر» خبرا عن اختفائى فى ظروف غامضة، وتخرج الحكومة تنفى صلتها، وتعرب المنظمات الدولية عن بالغ قلقها حول لغز اختفائى، وحيصدر عن زميلى الناشط على نفسه «جمال عيد» بيان شديد اللهجة ضد الداخلية، يتهمها بالتنكيل بخصومها، اللى أنا واحد منهم طبعا، كل ده حيحصل وأنا نايم فى سابع نومة ولا دريان بكل ده، زى ما انا مش دريان باللى باعمله إذا كان لصالح البلد أو ضدها، حيساعد فى بنائها، أو حيخربها، ده كله مش مهم.
ومن الفوائد التانية المهمة جدا إن الدايرة المحيطة بالرئيس السيسى، حتحاول ترضينى بأى شكل زى ما بيحصل مع غيرى، اللى مفيش حد عارف إذا كانوا نشطاء ثوريين ولا إعلاميين أو كتاب، وكمان، وهو ده الأهم، حيبعتولى علشان أحضر لقاءات الرئيس مع النخبة، لأدلى برأيى وأفتى فى كل حاجة، لو اتكلم الرئيس عن المؤامرة ضد البلد، أكلمه فى الحريات وعدم الإقصاء، لو قال الحرب على الإرهاب، أقول له دولة مدنية وضرورة الإفراج عن النشطاء والثوريين، وعلشان أنا مشهور برة وجوة كلامى حيبقى مسموع من النظام.
ثانيا.. القنوات الفضائية حتسترشد بالبوستات بتاعتى على «فيسبوك» وتغريداتى النارية على «تويتر»، وتعتبر الهرى اللى باكتبه على صفحتى، حكمة حياتية وفلسفة سياسية، تصلح أن تكون عناوين براقة ومادة دسمة للمواقع الإلكترونية وبرامج التوك شو.
ثالثا.. وده الأهم ستتدفق علىّ الدولارات من حنفية التمويل، ولو أجعص مسئول فى البلد قاللى تلت التلاتة كام، حتطلع بيانات التنديد من المنظمات الدولية والأمم المتحدة، ويتحرك النشطاء للتظاهر، ومعاهم اللى مش فاهمين حاجة فى أى حاجة من هواة التظاهر ومدمنى مواقع التواصل، بتوع يلا نعمل ثورة فى يوم الاختفال بعيد تحرير سيناء، زى ما قمنا فى عيد الشرطة.
الحكاية ببساطة، اللى خلانى اتشجعت وأخدت قرار إنى أبقى ناشط، لما عرفت أن الرئيس الفرنسى «أولاند» ومسئولى السفارة الفرنسية فى القاهرة، قعدوا مع مجموعة من النشطاء، وتحاوروا فى ظروف البلد، واتكلموا فى الحريات وحقوق الإنسان، طبعا الكلام لا يخص حقوق المصريين فى الحياة، لكنه يخص حقوق الإرهابيين والفوضويين، فقلت أقلب وابقى زيهم علشان يبقالى شنة ورنة.
شفتوا قرارى بإنى أبقى ناشط، قرار مدروس اذاى، وعرفتوا المكاسب قد ايه، حأحتكر الحقيقة وحدى، واللى حأقوله ولو كان هرتلة حيبقى عنوان الحقيقة، وحابقى زعيم سياسى، وخبير إقتصادى أفتى فى ارتفاع سعر الدولار،وعلامة عصره وأوانه، وكمان من حقى إعلان الوصاية على الشعب، كبير وصغير، عامل وفلاح، وما فيش غيرى أنا وأصحابى النشطاء اللى يتكلم باسمه، أمام الحكومات الأجنبية،وإحنا بس اللى نقابل رؤساء الدول والوفود،باعتبارنا طرف أساسى فى المعادلة، لأننا نكره الحكومة ونطالب برحيل السيسى، ونحب إسرائيل، ونعشق ماما أمريكا، ونؤيد سياسة طويل العمر، يطول عمره ويزهزه عصره « تميم، اللى بيحب الشعب زى أبوه حمد وأمه موزة. 
كمان سأزف بشرى لكل اللى بيحبونى ويتمنولى الخير، كونى ناشطا، حيبقى من حقى حاجات كتير، زى توجيه سياسة الدولة على هواى أنا وأصحابى النشطاء، عارفين ليه؟ لأن كل اللى علينا أننا نقعد على قهوة فى وسط البلد، ونقرر إذا كان النظام الحاكم حيقعد وينفذ اللى إحنا عاوزينه، أو نرفع ضده شعار « إرحل «، أو «الشعب يريد إسقاط النظام»، ويسقط.. يسقط حكم العسكر، وده حنعمله وقت ما نحب نعمله، أو نتكلف بيه.