الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

رقابة السلف "39"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تأخذ مسرحية نقطة الضعف أو (راسب مع مرتبة الشرف) كما سماها أحدهم، حظها من النجاح اللائق، وقد رأيت محمد عوض من الوهلة الأولى مرتبكا ربما لأن التجربة كانت غريبة على ما قدمه من قبل. ولأن المخرج كانت أول تجربة له فلم يستطع أن يسيطر على العمل ولأنى كنت أراقب مسرحية (حاول تفهم يا ذكي). فقد حاول يونس شلبى بعد وقت قليل أن يحجم باقى الممثلين لصالح دوره. وهى آفة منتشرة فى مسارحنا. ورغم نجاحه فقد غار من زملائه الذين برزوا فيها بجانبه وكان على رأسهم أحمد بدير لكنه لم ييأس رغم نجاحه فى أول تجربة له. فكان يتزيد فى الحوار رغم نجاح العمل. فكان الباقى من الممثلين يلجأون إلىّ لأحتكم بينهما. حتى لا يتغول أكثر من ذلك فكان ينصاع لوقت ثم يعيد الكرة.
ولكن قبل أن نقدمها فوجئت بأن الرقابة على المصنفات الفنية كتبت تقريرا ضدها وتريد حذف عدة صفحات فى نهاية المسرحية. ولم أستسلم بل ذهبت لسعد الدين وهبة وكان نائبا لوزير الثقافة فأعطيته المسرحية فلما قرأها راجع الرقابة وأمر بعدم حذف حرف واحد منها. كانت المسرحية التالية هى (سك على بناتك) لفؤاد المهندس ولم يخش هذه المرة من كتابة اسمى على مسرح الزمالك كما حدث من قبل. كنت قد قلت للمهندس وصديقه وشريكه أن نختار المخرج بعد انتهاء الكتابة تماما وبعدها رشح المهندس، سمير العصفورى فوافق شريكه صلاح يسرى ولم أمانع. 
وبدأت البروفات وكنت قد كتبتها فى منظر واحد، لكن المخرج اقترح بناء ديكور لغرفة أخرى، لكن ثلاثتنا لم نجد لها ضرورة فسكت. وبدأت البروفات وكنت أجلس يوميا بجواره دون أى تعقيب ثم فاتحنى صلاح أنه غير معجب بإخراجه وقلت ننتظر حتى يكمل حركة الفصل الأول وبعدها نطلب منه راحة للممثلين ليوم ويجلس معنا لبعض الملاحظات، فلم يقل شيئا لكنه لم يحضر. ونظرت فى الأوراق لحظة فرأيت جملة من أربع كلمات قد تغيرت وحلت محلها جملة أخرى، فلما سألته عنها قال إن المخرج هو الذى غيرها، قال معك الحق فالجملة ألطف. وفى الغد حضر الجميع بمن فيهم زوجته ثم ظهر بعد اجتماع الكل وصعد فورا ليعمل دون أن يتحدث معنا. فنظر ثلاثتنا وقلنا نتحدث معه بعد خروج الجميع وأثناء البروفة أعطى الملقن الجملة التى توقفنا عندها بالأمس فلم ينطق، فأعاد الملقن الكرة مرات فلم ينطق أيضا، وهنا رفع المخرج صوته وسأل عن السبب، فقلت له هامسا إننا اتفقنا ألا تتغير الجملة. ويبدو أن همسى أغراه فوقف مبتعدا عنى وصاح بأعلى صوته يعنى إيه؟، همست له أننا ناقشنا هذا عندما لم تحضر فرفع صوته بقوة قائلا إنه يريد الجملة هكذا. فقلت إن الجملة ممكن أن تقال ثم نتناقش فيما بعد فرد بصوت عال قائلا إنه مصر على الجملة وهنا قلت له بكل هدوء بل ستظل كما هى. فظل يتكلم بنفس صوته. ولم يرد عليه أحد فلم يجد فى النهاية إلا أن ينسحب وخلفه زوجته مباشرة. 
صرفنا الجميع وقال صلاح للمهندس فلتقم أنت بالإخراج، وأيدت رأيه وحاول هو أن يعتذر لكننا أقنعناه وبالطبع لم يحضر هو أو زوجته. وهنا أقول إن المعروف أن كثيرا من الممثلين يتميزون بالبارانويا، أى كبرياء العظمة كبعض النجوم لمجرد أن الناس تعرفهم. لكن يوجد بعضهم من المخرجين من توجد عنده نفس الآفة. 
وبهذه المناسبة أقول إن بعض الذين مثلوا فى هذه المسرحية وأصبحوا نجوما معروفين من خلال هذا العمل. قالت لى كل منهن على حدة إنها أفضل من الجميع رغم أن أدوارهن لم تكن قوية، ولكن لم تقل واحدة منهن إنهن وصلن للنجومية قبلها! ولم أكن أعلق على هذا ولكن أبتسم لهن! وطبعا لم أقل للمخرج الذى كان إن المسرحية ظلت تعرض لوقت طويل رغم أننا سوف نتقابل أكثر من مرة وكان فى كل مرة يطلب منى إخراج مسرحيات لى. ولكنى كنت قد وعيت الدرس. 
أعود لعلاقتى مع المهندس فقد طلب منى مسلسلا إذاعيا فى رمضان 
هو وشويكار وعكفت على كتابته. وفى نفس الوقت كنت أكتب مسلسلا
للتليفزيون رشحت له سمير غانم وهو (حكاية ميزو)، وبدأ العمل فى الاثنين فى نفس الوقت تقريبا لكن مسلسل فؤاد وشويكار كان له نصيب آخر. فقد نجح مسلسل سمير بقوة وحتى الآن مازال يعرض أحيانا أما مسلسل
فؤاد فمرت حوادثه لعشرة أيام دون أى مشكلة، ثم انفجر مثل قنبلة مدوية فى مصر وأصبحت لمدة شهر كامل حديث الناس وعشرات من الصور الكاريكاتيرية الساخرة. واضطر فؤاد للدخول فى المستشفى فورا!