مرة أخرى، كانت استطلاعات الرأى العام صحيحة وهى تتوقع فوز هيلارى كلينتون ودونالد ترامب على بيرنى ساندرز وتيد كروز فى نيويورك.
كلينتون حصلت فى الولاية الأمريكية الثانية فى عدد السكان على ٥٧.٩ فى المئة من الأصوات مقابل ٤٢.١ فى المئة لمنافسها. كذلك تقدم دونالد ترامب على السيناتور تيد كروز ونال ٦٠.٥ فى المئة من الأصوات مقابل ١٤.٥ فى المئة لكروز، وكان نصيب جون كايسيك ٢٥.١ فى المئة من الأصوات.
أبدأ بالديمقراطيين فقد أصبح عند كلينتون ١٨٩٣ صوتا لمؤتمر الحزب الديمقراطى الذى سيختار مرشح الحزب للرئاسة، مقابل ١١٨٠ صوتا لساندرز. السيناتور من ولاية فيرمونت كان سيحقق نتائج أفضل لولا كثرة أخطائه بعد الفوز فى ولاية وسكنسن. هو شكك فى صلاحية كلينتون للرئاسة بعد أن كانت انتقدت صلاحيته لدخول البيت الأبيض، غير أنه خلال يومين غيّر رأيه وقال إنها تصلح للرئاسة.
فى أهمية ذلك أنه فى مقابلات صحفية عدة يبدو كأنه لا يعرف كثيراً عن الاقتصاد أو السياسة الخارجية، وقاعدته الشعبية من نوعه، ما يعنى أن المؤسسة السياسية الديمقراطية ورجال المال والأعمال يخشون أن يدخل البيت الأبيض ديمقراطى يصرّح علناً بأنه اشتراكى فى بلد هذه الكلمة كانت على امتداد عقود مرادفاً لكلمة شيوعى.
مع ذلك أجد كلينتون وساندرز، من وجهة نظر عربية، أفضل ألف مرة من كروز.
سمعة كروز أنه «أكثر عضو مكروه فى مجلس الشيوخ» وهى سمعة حققها وهو فى ولايته الأولى فى المجلس. فقد حاول غير مرة تعطيل عمله، وعارض مشاريع قرارات شعبية. كروز أيضاً يحمل لقب «الكذاب» أو «الدجال»، وهو لقب يردده ترامب كل يوم. كذلك يُوصَف بأنه مُراءٍ.
أضع رأيى ورأى زملاء كروز فى مجلس الشيوخ بزميلهم جانباً وأتوكأ على موقف طلاب فى أكاديمية إعدادية فى منطقة برونكس من مدينة نيويورك. هم استقبلوه بصفير الاستهجان وحاولوا منعه من الكلام، وقال زعيم طلابى إن أفكار تيد كروز مهينة للأمريكيين. وزاد آخر أنه لا مكان لكروز فى برونكس لأن سكانها من المهاجرين.
ربما كان كروز هو الذى قصده إبراهام لنكولن بالقول قبل مئتى سنة: أنت تستطيع أن تخدع بعض الناس كل الوقت، وكل الناس بعض الوقت. لكن لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت.
لا بد أن كروز قرأ ما سبق، فهو جزء من تاريخ الولايات المتحدة، إلا أنه يعمل على أساس مبادئ أخرى، فعضو مجلس الشيوخ من تكساس سخِر يوماً من «قِـيَم نيويورك»، وهى عبارة كررها مرة بعد مرة بعد مئة مرة، فرأيه أن نيويورك اجتماعياً ليبرالية وتركز على الفلوس، وهذه تهمة غريبة فالليبرالى عادة متهم بأنه يقدم النشاط الاجتماعى ومساعدة الفقراء على الفلوس وغيرها.
هيلارى كلينتون مثلت نيويورك فى مجلس الشيوخ قبل أن تصبح وزيرة للخارجية فى ولاية باراك أوباما الأولى، وكانت قبل هذا وذاك السيدة الأولى وزوجها بيل كلينتون رئيسًا.
ترامب ابن نيويورك، وكان أبوه رجل أعمال قبله، وترامب تاور، أو برج ترامب، من معالم المدينة على الشارع الخامس فى مانهاتن، وهو أشهر شوارع نيويورك كلها. لو لم ينتصر فى نيويورك ما كان له حق أن يطالب بالرئاسة فى أى ولاية أخرى.
فى جميع الأحوال، أكبر الولايات وأهمها انتخابيا هى كاليفورنيا، إلا أن الانتخابات التمهيدية فيها موعدها ٧ يونيو فربما كان علينا أن ننتظرها لنعرف اسمَيْ مرشحى الحزبين الجمهورى والديمقراطى للرئاسة.
نقلا عن الحياة اللندنية