استمرارًا لسياسة القمع والاعتقالات العشوائية والإعدامات والتهجير القسرى الذى ينتهجه النظام الإيرانى فى حقهم، أحيا المناضلون والنشطاء الأحوازيون أمس الأربعاء، الذكرى الـ91 لاحتلال الأحواز فى محاولة منهم لتوجيه رسالة للمجتمع الدولى بتجاهلهم وتعمد الصمت أمام المجازر الفارسية.
وفى هذا الإطار نظمت المنظمة العربية لمواجهة العدوان الإيراني، ندوة في مدينة رام الله، بمشاركة واسعة من المثقفين الفلسطينيين وعلى رأسهم كفاح كيّال المناضلة الفلسطينية المحررة ومحمود الشاعر والذين ثمنوا على المسار النضالي للقضية الوطنية الأحوازية.
ووجه المشاركون التحية والتقدير للشعب العربي الأحوازي الصامد فى وجه النظام الإيرانى، والذى يحيى اليوم الذكرى الـ91 لاحتلال أراضيه، معلنين استنكارهم لكافة الإجراءات القمعية الفارسية فى حق أبناء الشعب الأحوازى، مؤكدين أنه لا فرق بين الاحتلالين الصهيوني لفلسطين العربية منذ العام 1948م، والإيراني للأحواز العربية منذ العام 1925م.
وأعلنت المنظمة تضامنها مع المعتقلين الأحوازيين القابعين فى سجون النظام الفارسى، موجهة رسالة لشهداء القضايا العربية الأحوازية والفلسطينية والعراقية والسورية واليمنية بأنهم شرف وفخر وذكراهم سيطول حتى تنال الشعوب المحتلة استقلالها.
وفى سياق متصل ناشدت الجاليات الأحوازية فى المهجر، الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لإيقاف سياسات التهجير القسري وتغيير التركيبة السكانية التي تقوم بها إيران، داعية لضرورة إغاثة المنكوبين الأحوازيين جراء الفيضانات التي اجتاحت مناطق واسعة شمال الأحواز عن طريق فتح السدود وإغراق المباني الأهلة بالسكان والزراعات.
وطالب أبناء الشعب المقهور بالضغط على طهران للتراجع عن سياستها القمعية، والتى تضرب بمعاهدات الدولية حقوق الإنسان عرض الحائط.
كما شهدت فيينا العاصمة النمساوية مظاهرة حاشدة أمام مقر الأمم المتحدة، شارك فيها المئات من الأحوازيين والعرب المتضامنين والمناصرين للقضية، وطالب المحتجون وقف الإعدامات بحق النشطاء والإفراج عن الأسرى القابعين في السجون الفارسية، مؤكدين استمرار المقاومة التي سطرها المناضلون بثوراتهم وانتفاضاتهم حتى الحصول على الاستقلال التام.
كانت قد سربت مصادر محلية فى الأحواز وثيقة جديدة تحتوى على 45 صفحة منسوبة للنظام الإيراني مطلع الشهر الجاري، تحمل نصوصها مزيدًا من القهر والظلم، والتى تهدف لتغيير التركيبة السكانية في إقليم الأحواز عن طريق بناء مستوطنات جديدة للفرس على الأراضي التى احتلتها فى عام 1925 خلال 5 سنوات مقبلة فى محاولة للنظام الفارسى؛ لبسط نفوذه على كامل الإقليم بعد سلب ثرواته من النفط والغاز الذى يمثل 80% من الاقتصاد، ناهيك عن تحويل مسار الأنهار العذبة وتغيير أسماء الشوارع والمدن من الأسماء العربية إلى الفارسية، وشن حملات اعتقالات موسعة ونصب أعمدة المشانق فى الطرقات أمام أعين ذوى الشهداء.
وأوضحت مصادر أن المشروع يركز على تغيير التركيب الديمجرافى للسيطرة على المناطق ذات الكثافة السكانية في الأحواز لوضع حد للهجرة العكسية للمستوطنين الفرس من الأحواز وعودتهم إلى المدن الفارسية، وفى محاولة منها للتستر على فضائحها العفنة زعمت إيران أن بناء المستوطنات سيكون في هوامش مدن إقليم الأحواز التي يقطنها غالبية العرب من خلال بناء مستوطنات كبيرة لاستيعاب أكبر عدد من الفرس.