الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أهل الشر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتساءل الكثيرون عمن أسماهم الرئيس السيسى بأهل الشر والذين تمت الإشارة لهم أكثر من مرة فى خطاباته الأخيرة سواء للشعب أو الوفود الدولية، من هم، ما الذى يدبرونه، أين مكانهم، وهل يسعون لإزاحة الرئيس فقط أم يهدفون لتدمير الدولة أو ما تبقى منها؟.
لا مانع من الاجتهاد، فله أهميته وأجره، وتحديد المقصود بهذا التشبيه الملغز يستلزم الاجتهاد لعدم وجود معلومات تكشف حقيقته، ولأن الرئيس قرر أن يصفهم بذلك دون تحديدهم.
بالتأكيد ..أول من سيتبادر إلى ذهنك سيكون الإخوان وخلاياها النوعية التى انضم عدد غير قليل منها لتنظيم داعش، وأعتقد أن أجهزة الأمن قطعت شوطا كبيرا فى تحجيم قدراتهم، إلا أن الرئيس ومعه كل الحق يخشى استهداف «الذئاب المنفردة» للمشروعات الجديدة، ولذلك يفرض عليها ستارا من السرية لتقليل حجم المخاطر لحين الانتهاء منها.
يأتى بعدهم محور قطر ـ تركيا اللتين تهددان بهدم الدولة مقابل إعادة الإخوان، قطر توفر الأموال والضغوط على دول تابعة مثل السودان للعب بكارت حلايب وشلاتين، وتركيا توفر البيئة الملائمة لعمل الأدوات الإعلامية الهادمة لصورة الرئيس.
ويمكن قطعا اعتبار من استهدف مصالح مصر فى ليبيا، عبر تفجير القنصلية الإيطالية، وقتل الباحث الإيطالى جوليو ريجينى من أهل الشر، فالجريمتان ترسلان للقاهرة وروما رسالة مفادها أوقفوا تعاونكم فى مشروعات غاز المتوسط، وفى دعم المعتدلين فى ليبيا، ويمكن أن نكتشفهم بسهولة حينما نقرأ فى «الصنداى تايمز»، أن فريقا من الخبراء ورجال الاستخبارات البريطانية والأمريكية يتمركزون حاليا فى الأراضى الليبية لحماية حكومة الوفاق الوطنى التى انتقلت إلى طرابلس مؤخرا برئاسة فايز السراج، وبالتالى لا مجال لوجود مصر أو إيطاليا أو حتى فرنسا.
الأيام الأخيرة أثبتت أن داخل الدولة من هم أقسى عليها من هؤلاء ، فهناك مجموعات كارهي السيسى - واستخدام الكراهية فى وصفهم يقصد به التفريق فى المعنى بينهم وبين المعارضة السياسية - وهؤلاء ينتمون لتيارات مختلفة فكريا اتفقت على كراهيته بطريقة هيستيرية، فهم رفضوا ترشيحه، وشككوا فى معركته الانتخابية ثم شوهوا كل قراراته، وحرضوا دول العالم ضده، كما شهدنا فى حادث السياح المكسيكيين والشاب الإيطالى ثم اللعب على وتر الوقيعة مع السعودية بالتصعيد فى قضية تيران وصنافير، واستغلال ذلك فى العودة للتظاهر المقلق.
ينضم لأهل الشر المتلاعبون فى أسعار السلع، والمتآمرون فى سوق الدولار، ومعهم رجال الأعمال الذين يحركون قنواتهم الخاصة ومذيعيهم للانتقام من النظام السياسى، لأنه لم يدفع ثمن ما اعتبروه وقوفًا مع النظام عقب ٣٠ يونيو.
كل ذلك يبدو مقبولًا، ويمكن التدليل المنطقى عليه، لكن ماذا عن إدارة الدولة لهذه الملفات، من فتح الثغرات التى عبر منها «أهل الشر»، ليصنعوا التوتر والقلق بين الرئيس والشعب، من الذى تجاهل التأثير الضار لوسائل التواصل الاجتماعى ولم يتحرك لوقف استغلالها ضد الأمن القومي، من الذى تسبب فى هروب الدولار بتلك الطريقة.. لماذا اعتقدت الدولة أن الشعب يرى الإنجازات بينما الحقيقة أن الشعب لم يشعر بتأثيرها بعد؟، ألا يمكن اعتبار أمين الشرطة قاتل المواطن من أهل الشر؟.. ألا يمكن اعتبار الوزير الكسول والمتردد والمرتعش والمرتشى والمستفز فى تصريحاته من أهل الشر؟.
الشعب لا ينتظر أن يتحدث الرئيس عن «أهل الشر»، الشعب يريد من الرئيس معاقبتهم، وغلق الثغرات أمامهم وضرب المتلاعبين فى سوق الدولار، الحسم والعدالة الناجزة يمكنها أن تعطى أملًا فى استعادة قوة وهيبة الدولة بأسرع وقت، فما يحدث فى السوق المصرية يدمر أى قدرة للدولة على الاستثمار، ويركع الاقتصاد المصرى.
مخطط أهل الشر واضح، وهم يتحركون على المسرح وفى الكواليس بنفس القوة والأريحية، ولا يضعون توقيتًا لإنهائها، لأنها عملية أوتوماتيكية تضغط فيها على الدولة والشعب لإزاحة الرئيس، لتتكرر بعد ذلك مرات ومرات فلا أحد سيأتى يملك عصا سحرية للحل، ومن ثم تظل الدولة فى خطر.. والشعب أيضًا.. حفظ الله الوطن من كل سوء.