تعرف الأنظمة السياسية بأنها نظام اجتماعي يقوم بعدة أدوار أو وظائف متعددة استنادًا إلى سلطة مخولة له أو قوة يستند إليها، كانت الأنظمة السياسية في المجتمتعات البشرية قد تأسست معها ومنذ نشأتها ما سمي بالمعارضة ومنها ما كانت معارضة داخل الحكومة (ومثالها حركة الإصلاحيين في فرنسا) أي أنها موافقة على الجزء، ومعارضة على الجزء الآخر، ولكنها داخل النظام نفسه أو أنها معارضة غير مشاركة في الحكومة وهي التي ترفض تركيبة النظام بالكامل وهنا نقف عند مفترق طريق التصنيف بين ما هو (نظام ديمقراطي حقيقي) والتي تتقبل الآخر وبين الأنظمة الاستبدادية (الديكتاتورية) التي لا تقبل بأي شكل من الأشكال المعارضة والمعاكسة الفكرية والعقائدية.
في هذه الحالة تضطر المعارضة إلى حمل السلاح في سبيل الحفاظ على نفسها ومحاربة الأنظمة المعارضة لها والتي تسعى إلى قمعها، وبالمقابل تواجهها المعارضات وتبدأ الثورات والانقلابات على أنواعها، وهذا ما شهده العالم العربي في خمسينيات وستينيات القرن الماضي والتي ظهرت من خلال قوة الجيوش العربية بحيث لم نشهد ثورة واحدة قادتها الأحزاب السياسية.
وقد كثر استخدام مصطلح الثورات خصوصًا بعد ما سمي ثورات (الربيع العربي)، ولهذا علينا أن نتوقف لكي نعطي صورة توضيحية عن فلسفة ومضمون الثورة، حيث إن فلسفتها تعتمد على روح التجديد ومواكبة الأجيال اللاحقة وعلى قاعدة توفير متطلبات الشعب وتمثيلهم داخليًا وخارجيًا، أما مضمونها فهو يتمثل في الذين يشرفون على نوع وماهية الثورة والأسلوب الذي يتبع من أجل الوصول إلى الأهداف المنشودة في الثورة، ولا بد أن يكون الممثلون عن الشعب ومتطلباتهم واحتياجاتهم في الثورة وفي العادة من خيرة أبناء الشعب ومثقفيهم ويكون لهم تاريخ مشرف في النضال والكفاح ضد الضلم والاستبداد.
وهنا نربط الأحداث التي حدثت في الدول العربية بما يسمى بـ(الربيع العربي)، فهذه الأحداث لم تكن بأي شكل من الأشكال ثورة بمفهومها الصحيح، وشخصيًا أفضل أن اسميها مظاهرات لأجل إصلاح حالة معينة وليست ثورات ولكنها كانت ذات مساحة وعدد أكبر مما أدى إلى تنحي أو طرد أو قتل الرؤساء، فالثورات تكون ذات أهداف واستراتيجيات مبينة وواضحة المعالم من حيث الأسباب والمسببات والمطالب تحت شعار معين، مثل الشعار المتداول في المظاهرات (الشعب يريد إسقاط النظام).. وهنا نسأل: هل فعلًا الشعب كان يريد إسقاط النظام أم إصلاح النظام؟ هل فعلًا الشعوب قامت بالمظاهرات تحت تأثير إرادتها الحرة وعن طريق التنظيمات الداخلية السرية المرتبطة بأجندات خارجية أم بواسطة المنشورات الحزبية لأحزاب ادعت أنها أحزاب معارضة والتي تبث روح النضال وأسباب الثورة وأهدافها والطريقة المثلى للقيام بها بأقل خسائر مادية وبشرية، ومن ثم تبني نظامًا سياسيًا لإدارة الثورة، ومن ثم الدولة بعد انتصار الثورة أم تحت تأثير التلقينات والإيحاءات الخارجية والتي تم بثها عن طريق الفضائيات ومن ثم القنوات الأكثر شيوعًا واستخدامًا ألا وهي قنوات الإنترنت وتحديدًا الفيس بوك، فقد وّجِدَت الشرارة وبعدها بدء التعبئة الإعلامية والمعلوماتية الكاذبة والوهمية في أغلب الحالات وبمساعدة الاستخبارات الغربية..؟ أو العربية..! حتى وصلت النتائج إلى إسقاط أنظمة عربية خلال أيام معدودة وقتل رؤساء وطرد الآخرين وحتى عزل وسجن، كما صاحبتها حالة من الفلتان الأمني والفوضى العامة والخراب غير المعهود وانعدام الاستقرار مع غياب السلطات التنفيذية وتفشي الفساد الإداري والمالي وتدني حاد في المستوى معيشي.. إلخ.
وهكذا نرى أن تلك الثورات (هذا إذا افترضنا أنها ثورات) التي حدثت لم تخدم مصالح الشعوب والدول التي قامت بالثورة بل بالعكس دمروا وهجروا وتم زجهم في معتقلات.. وأصبح الشعب ومع الأسف يترحم على الأنظمة الحاكمة السابقة التي كانت تنعت بالديكتاتورية والاستبدادية والظالمة وهذا كله بسبب شيء بسيط وصغير من حيث التوفير ولكنه كبير من حيث النتائج ألا وهو أن الثورة كانت فوضوية وعديمة المسئولية ودون أساس فكري عقائدي قويم نابع من الداخل وهنا يمكننا القول مرة أخرى أن الشعوب كانت تمتعض وتعترض على أساليب الحكام ولكن الحكام الجدد بعد الربيع العربي لم يأتوا بشيء جديد سوى البؤس والقتل والدمار وتقسيم البلاد والعباد حتى الآن كالحال في ليبيا واليمن، أو كما حصل في مصر ببروز جماعة الإخوان المسلمين التي كادت تجر مصر بكل تاريخها وعمقها إلى الهاوية لولا استدراك المصريين والجيش المصري اللذين صححا المسار والطريق في 30 يونيو 2013 بإزاحة محمد مرسي.
ولا بد من الإشارة إلى دور القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي في الإنترنت وخاصة الفيس بوك وتويتر، والذي أصبح بكل إيجابياته وسلبياته دخيلًا على كل بيت وأسرة، كما أصبح الجزء السلبي منه هو الذي يتحكم في القرارات والأحداث السياسية في الشرق الأوسط والعالم العربي، خاصة وهنا لا بد لنا أن نتوقف كثيرًا أمام وسائل الإعلام التي وقعت في تلك الأحداث (ما يسمى بالربيع العربي)، فللأسف لم نجد إعلامًا واعيًا لخطورة الموقف؛ بل عمل جزء من هذا الإعلام على هدم النظم السياسية في تلك البلدان وأتاح فشل بعض الإعلاميين في إقناع الرأي العام الداخلي بإحداث حالة من الارتباك في الشارع القطري والعربي، فأضحى إعلامًا غير مصدق من قِبل الجماهير.
في هذه الحالة تضطر المعارضة إلى حمل السلاح في سبيل الحفاظ على نفسها ومحاربة الأنظمة المعارضة لها والتي تسعى إلى قمعها، وبالمقابل تواجهها المعارضات وتبدأ الثورات والانقلابات على أنواعها، وهذا ما شهده العالم العربي في خمسينيات وستينيات القرن الماضي والتي ظهرت من خلال قوة الجيوش العربية بحيث لم نشهد ثورة واحدة قادتها الأحزاب السياسية.
وقد كثر استخدام مصطلح الثورات خصوصًا بعد ما سمي ثورات (الربيع العربي)، ولهذا علينا أن نتوقف لكي نعطي صورة توضيحية عن فلسفة ومضمون الثورة، حيث إن فلسفتها تعتمد على روح التجديد ومواكبة الأجيال اللاحقة وعلى قاعدة توفير متطلبات الشعب وتمثيلهم داخليًا وخارجيًا، أما مضمونها فهو يتمثل في الذين يشرفون على نوع وماهية الثورة والأسلوب الذي يتبع من أجل الوصول إلى الأهداف المنشودة في الثورة، ولا بد أن يكون الممثلون عن الشعب ومتطلباتهم واحتياجاتهم في الثورة وفي العادة من خيرة أبناء الشعب ومثقفيهم ويكون لهم تاريخ مشرف في النضال والكفاح ضد الضلم والاستبداد.
وهنا نربط الأحداث التي حدثت في الدول العربية بما يسمى بـ(الربيع العربي)، فهذه الأحداث لم تكن بأي شكل من الأشكال ثورة بمفهومها الصحيح، وشخصيًا أفضل أن اسميها مظاهرات لأجل إصلاح حالة معينة وليست ثورات ولكنها كانت ذات مساحة وعدد أكبر مما أدى إلى تنحي أو طرد أو قتل الرؤساء، فالثورات تكون ذات أهداف واستراتيجيات مبينة وواضحة المعالم من حيث الأسباب والمسببات والمطالب تحت شعار معين، مثل الشعار المتداول في المظاهرات (الشعب يريد إسقاط النظام).. وهنا نسأل: هل فعلًا الشعب كان يريد إسقاط النظام أم إصلاح النظام؟ هل فعلًا الشعوب قامت بالمظاهرات تحت تأثير إرادتها الحرة وعن طريق التنظيمات الداخلية السرية المرتبطة بأجندات خارجية أم بواسطة المنشورات الحزبية لأحزاب ادعت أنها أحزاب معارضة والتي تبث روح النضال وأسباب الثورة وأهدافها والطريقة المثلى للقيام بها بأقل خسائر مادية وبشرية، ومن ثم تبني نظامًا سياسيًا لإدارة الثورة، ومن ثم الدولة بعد انتصار الثورة أم تحت تأثير التلقينات والإيحاءات الخارجية والتي تم بثها عن طريق الفضائيات ومن ثم القنوات الأكثر شيوعًا واستخدامًا ألا وهي قنوات الإنترنت وتحديدًا الفيس بوك، فقد وّجِدَت الشرارة وبعدها بدء التعبئة الإعلامية والمعلوماتية الكاذبة والوهمية في أغلب الحالات وبمساعدة الاستخبارات الغربية..؟ أو العربية..! حتى وصلت النتائج إلى إسقاط أنظمة عربية خلال أيام معدودة وقتل رؤساء وطرد الآخرين وحتى عزل وسجن، كما صاحبتها حالة من الفلتان الأمني والفوضى العامة والخراب غير المعهود وانعدام الاستقرار مع غياب السلطات التنفيذية وتفشي الفساد الإداري والمالي وتدني حاد في المستوى معيشي.. إلخ.
وهكذا نرى أن تلك الثورات (هذا إذا افترضنا أنها ثورات) التي حدثت لم تخدم مصالح الشعوب والدول التي قامت بالثورة بل بالعكس دمروا وهجروا وتم زجهم في معتقلات.. وأصبح الشعب ومع الأسف يترحم على الأنظمة الحاكمة السابقة التي كانت تنعت بالديكتاتورية والاستبدادية والظالمة وهذا كله بسبب شيء بسيط وصغير من حيث التوفير ولكنه كبير من حيث النتائج ألا وهو أن الثورة كانت فوضوية وعديمة المسئولية ودون أساس فكري عقائدي قويم نابع من الداخل وهنا يمكننا القول مرة أخرى أن الشعوب كانت تمتعض وتعترض على أساليب الحكام ولكن الحكام الجدد بعد الربيع العربي لم يأتوا بشيء جديد سوى البؤس والقتل والدمار وتقسيم البلاد والعباد حتى الآن كالحال في ليبيا واليمن، أو كما حصل في مصر ببروز جماعة الإخوان المسلمين التي كادت تجر مصر بكل تاريخها وعمقها إلى الهاوية لولا استدراك المصريين والجيش المصري اللذين صححا المسار والطريق في 30 يونيو 2013 بإزاحة محمد مرسي.
ولا بد من الإشارة إلى دور القنوات الفضائية وشبكات التواصل الاجتماعي في الإنترنت وخاصة الفيس بوك وتويتر، والذي أصبح بكل إيجابياته وسلبياته دخيلًا على كل بيت وأسرة، كما أصبح الجزء السلبي منه هو الذي يتحكم في القرارات والأحداث السياسية في الشرق الأوسط والعالم العربي، خاصة وهنا لا بد لنا أن نتوقف كثيرًا أمام وسائل الإعلام التي وقعت في تلك الأحداث (ما يسمى بالربيع العربي)، فللأسف لم نجد إعلامًا واعيًا لخطورة الموقف؛ بل عمل جزء من هذا الإعلام على هدم النظم السياسية في تلك البلدان وأتاح فشل بعض الإعلاميين في إقناع الرأي العام الداخلي بإحداث حالة من الارتباك في الشارع القطري والعربي، فأضحى إعلامًا غير مصدق من قِبل الجماهير.