يبذل البعض قصارى جهدهم -عن عمد- من أجل الالتفاف على نتائج الزيارة المثمرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عاهل السعودية لوطنه الثانى مصر، وذلك بإدخالنا في حوار عقيم، ومتاهات تؤدى إلى الاختلاف، وإثارة الفتن، والقلاقل، والانقسام بدلا من الوحدة والاصطفاف خلف قيادتنا الوطنية في كلا البلدين اللذين نحن في حاجة إليها الآن.
فمسألة ملكية المملكة العربية السعودية لجزيرتى صنافير وتيران مسألة محسومة من واقع المستندات، والأدلة المصرية، ولكن الفائدة الوحيدة من هذا الكلام هي أن المملكة العربية السعودية لم تبخل بهما دفاعًا عن الأمن القومى العربى بوضعهما تحت تصرف القوات المصرية في حربها مع إسرائيل.
وهذا عهدنا بها، ولن ننسى دورها في حرب أكتوبر ١٩٧٣، واستخدام سلاح البترول، ودعم القوات العربية، فكان انتصار أكتوبر ١٩٧٣.
والحقيقة الأكيدة أن هذه الزيارة حققت نتائج إيجابية كبيرة، وقدمت مثلًا رائعًا للعمل العربى المشترك وكانت نقلة كبيرة له، ونأمل في أن تحتذى بها باقى الدول العربية الشقيقة، فالزيارة قدمت أفعالا، ولم تردد شعارات تغنينا بها كثيرا، ولم نحقق أي شيء منها على أرض الواقع، حيث ما زالت الحدود المحمية بقوات حرس الحدود، والأسلاك الشائكة عقبة في طريق حرية تنقل المواطن العربى من دولة لأخرى شقيقة.
وهذه القيود ورثناها من الاستعمار منذ اتفاقية سايكس بيكوا، وما تلاها من وعد بلفور المشئوم، والمؤامرات العديدة التي ترسخ التقسيم والتفتيت.
وكنا نأمل من الإعلام العربى الوطنى أن ينقل إيجابيات هذه الزيارة ويبرزها حتى لا نترك المواطن العربى فريسة للإعلام المضلل الذي يوجهه أعداؤنا سواء التنظيم الدولى بقيادة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، أو الطابور الخامس، وتجار الشعارات من حرامية الشعوب العربية الذين يأتمرون بأوامر الاستعمار العالمى الجديد وإسرائيل، ويسعون حسيسًا من أجل بث اليأس، والإحباط لدى الشعوب العربية بدلا من إبراز النجاحات لإعطاء الأمل في غد أفضل، مستخدمين أساليب ووسائل حروب الجيل الرابع لضمان نجاح مخطط التقسيم، والتفتيت لجميع البلاد العربية، وهذا ليس كلاما عاطفيا، إنما الأرقام تتحدث، فخلال الزيارة تم توقيع أكثر من ٢٤ اتفاقية، ومذكرة تفاهم بلغت قيمتها أكثر من ٢٥ مليار دولار، وبعضها منح لا ترد، والغالبية مشاريع مشتركة ما بين الدولتين ستعود مستقبلا بالنفع على الشعبين العربيين السعودى والمصرى في مجالات الزراعة، والاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والكهرباء، والإسكان، والتربية والتعليم، والنقل البحرى، والموانئ، والثقافة، فضلا عن مشاريع تنمية سيناء، سواء بإقامة جامعة الملك سلمان بن عبدالعزيز في مدينة الطور، وطريق محور التنمية، وإنشاء تجمعات سكنية وزراعية ورصف طريق الجدى، وإنشاء محطات معالجة المياه، واتفاقية لتوريد احتياجات مصر من المواد البترولية لمدة خمس سنوات قادمة، فالأخوة السعوديون لا يوزعون أموالهم هباء، كما أن مصر لا تبيع أو تتنازل عن شبر من أرضها، إنما هي مشاريع مشتركة فيها الندية والمنفعة للشعبين لمرحلة ما بعد الحقبة البترولية، وهبوط أسعار البترول، وكان القرار الجريء الذي اتخذته القيادتان السعودية والمصرية بكل جسارة وشجاعة وجراءة، بإقامة جسر برى يربط بين مصر والسعودية، ويتضح أن هذا القرار تم اتخاذه عقب دراسته بكل دقة وعناية متناهية، لأنه سينقل تجارة الخليج بريًا إلى مصر، وبالتحديد لميناء شرق التفريعة على البحر المتوسط، ودول شمال أفريقيا التي قدرتها الأوساط بـ٢٠٠ مليار دولار سنويا، وهذا سيعطى للتجارة الخليجية موطئ قدم في المنطقة العربية في زمن ما بعد البترول، الأمر الذي سينشط تجارة الترانزيت لمصر، الذي تم الإعداد له بشكل جيد ومنسق عبر أنفاق تحت القناة، وسكك حديدة فوق القناة، وموانئ ترانزيت مستقلة، وسيمكن المملكة العربية السعودية من الوصول لأوروبا من خلال البحر المتوسط.
وهذا سيؤدى إلى تحقيق ترابط الشعوب العربية ببعضها البعض من خلال مصالح اقتصادية، ويهيئ لبروز السوق العربية المشتركة.
وهذا أدى إلى ظهور نتائج هذه الزيارة في عيون أعدائنا، فكان إعلان إسرائيل حول إقامة هذا الجسر يعد بمثابة إعلان حالة حرب ضدها، وصاحب ذلك أيضا، الكلام في أجهزة الإعلام الإسرائيلية عن زيادة وتنامى قدرات الجيش المصرى، وأنه نجح في نقل قوات كبيرة لسيناء بحجة محاربة الإرهاب، وأن هذه القوات قادرة على احتلال ثلث الأراضى الإسرائيلية، وهذا الجسر سيقضى على الفكرة الإسرائيلية التي كانت تنوى إقامته، وهى إنشاء نفق ما بين ميناء إيلات والأردن، والتي رفضتها البلاد العربية، وهذا يعنى أن قياداتنا الوطنية تدرس كل شيء بعناية لكل مخططات إسرائيل، وترد عليها بشكل عملى، كما فعلت في إنشاء قناة السويس الجديدة.. بارك الله في كل خطواتهم.
ثم كان إعلان جلالة الملك في خطابه أمام مجلس النواب بالموافقة على إنشاء القوة العربية المشتركة، وهو الحلم الذي طال انتظاره، حتى يمكن تفعيل قرارات جامعة الدول العربية، خاصة فيما يتعلق بالتصدى للإرهاب.
وهذه النتائج للزيارة أصابت قوى الشر بنوع من أنواع الهستيريا، خاصة أنهم توقعوا ألا تتم الزيارة بسبب التأجيل، وشككوا في العلاقات المصرية - السعودية، ومتانتها، وتمت الزيارة، وتم استقبال جلالة الملك على المستوى الرسمى والشعبى، واتضح لهم أن هناك تحضيرات سبقت الزيارة، وبرزت روح الأخوة والمحبة، ولم يسمحوا لأحد أيا كان باللعب وسطهم، فكانت دعوتهم للتخريب ومحاولة البعض ركوب الموجة، وارتداء ثوب الزعامة والنضال، ولكن هذا لن ينطلى على الشعبين السعودى والمصرى، وكل محاولاتهم ستبوء بالفشل الذريع.
فمسألة ملكية المملكة العربية السعودية لجزيرتى صنافير وتيران مسألة محسومة من واقع المستندات، والأدلة المصرية، ولكن الفائدة الوحيدة من هذا الكلام هي أن المملكة العربية السعودية لم تبخل بهما دفاعًا عن الأمن القومى العربى بوضعهما تحت تصرف القوات المصرية في حربها مع إسرائيل.
وهذا عهدنا بها، ولن ننسى دورها في حرب أكتوبر ١٩٧٣، واستخدام سلاح البترول، ودعم القوات العربية، فكان انتصار أكتوبر ١٩٧٣.
والحقيقة الأكيدة أن هذه الزيارة حققت نتائج إيجابية كبيرة، وقدمت مثلًا رائعًا للعمل العربى المشترك وكانت نقلة كبيرة له، ونأمل في أن تحتذى بها باقى الدول العربية الشقيقة، فالزيارة قدمت أفعالا، ولم تردد شعارات تغنينا بها كثيرا، ولم نحقق أي شيء منها على أرض الواقع، حيث ما زالت الحدود المحمية بقوات حرس الحدود، والأسلاك الشائكة عقبة في طريق حرية تنقل المواطن العربى من دولة لأخرى شقيقة.
وهذه القيود ورثناها من الاستعمار منذ اتفاقية سايكس بيكوا، وما تلاها من وعد بلفور المشئوم، والمؤامرات العديدة التي ترسخ التقسيم والتفتيت.
وكنا نأمل من الإعلام العربى الوطنى أن ينقل إيجابيات هذه الزيارة ويبرزها حتى لا نترك المواطن العربى فريسة للإعلام المضلل الذي يوجهه أعداؤنا سواء التنظيم الدولى بقيادة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، أو الطابور الخامس، وتجار الشعارات من حرامية الشعوب العربية الذين يأتمرون بأوامر الاستعمار العالمى الجديد وإسرائيل، ويسعون حسيسًا من أجل بث اليأس، والإحباط لدى الشعوب العربية بدلا من إبراز النجاحات لإعطاء الأمل في غد أفضل، مستخدمين أساليب ووسائل حروب الجيل الرابع لضمان نجاح مخطط التقسيم، والتفتيت لجميع البلاد العربية، وهذا ليس كلاما عاطفيا، إنما الأرقام تتحدث، فخلال الزيارة تم توقيع أكثر من ٢٤ اتفاقية، ومذكرة تفاهم بلغت قيمتها أكثر من ٢٥ مليار دولار، وبعضها منح لا ترد، والغالبية مشاريع مشتركة ما بين الدولتين ستعود مستقبلا بالنفع على الشعبين العربيين السعودى والمصرى في مجالات الزراعة، والاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والكهرباء، والإسكان، والتربية والتعليم، والنقل البحرى، والموانئ، والثقافة، فضلا عن مشاريع تنمية سيناء، سواء بإقامة جامعة الملك سلمان بن عبدالعزيز في مدينة الطور، وطريق محور التنمية، وإنشاء تجمعات سكنية وزراعية ورصف طريق الجدى، وإنشاء محطات معالجة المياه، واتفاقية لتوريد احتياجات مصر من المواد البترولية لمدة خمس سنوات قادمة، فالأخوة السعوديون لا يوزعون أموالهم هباء، كما أن مصر لا تبيع أو تتنازل عن شبر من أرضها، إنما هي مشاريع مشتركة فيها الندية والمنفعة للشعبين لمرحلة ما بعد الحقبة البترولية، وهبوط أسعار البترول، وكان القرار الجريء الذي اتخذته القيادتان السعودية والمصرية بكل جسارة وشجاعة وجراءة، بإقامة جسر برى يربط بين مصر والسعودية، ويتضح أن هذا القرار تم اتخاذه عقب دراسته بكل دقة وعناية متناهية، لأنه سينقل تجارة الخليج بريًا إلى مصر، وبالتحديد لميناء شرق التفريعة على البحر المتوسط، ودول شمال أفريقيا التي قدرتها الأوساط بـ٢٠٠ مليار دولار سنويا، وهذا سيعطى للتجارة الخليجية موطئ قدم في المنطقة العربية في زمن ما بعد البترول، الأمر الذي سينشط تجارة الترانزيت لمصر، الذي تم الإعداد له بشكل جيد ومنسق عبر أنفاق تحت القناة، وسكك حديدة فوق القناة، وموانئ ترانزيت مستقلة، وسيمكن المملكة العربية السعودية من الوصول لأوروبا من خلال البحر المتوسط.
وهذا سيؤدى إلى تحقيق ترابط الشعوب العربية ببعضها البعض من خلال مصالح اقتصادية، ويهيئ لبروز السوق العربية المشتركة.
وهذا أدى إلى ظهور نتائج هذه الزيارة في عيون أعدائنا، فكان إعلان إسرائيل حول إقامة هذا الجسر يعد بمثابة إعلان حالة حرب ضدها، وصاحب ذلك أيضا، الكلام في أجهزة الإعلام الإسرائيلية عن زيادة وتنامى قدرات الجيش المصرى، وأنه نجح في نقل قوات كبيرة لسيناء بحجة محاربة الإرهاب، وأن هذه القوات قادرة على احتلال ثلث الأراضى الإسرائيلية، وهذا الجسر سيقضى على الفكرة الإسرائيلية التي كانت تنوى إقامته، وهى إنشاء نفق ما بين ميناء إيلات والأردن، والتي رفضتها البلاد العربية، وهذا يعنى أن قياداتنا الوطنية تدرس كل شيء بعناية لكل مخططات إسرائيل، وترد عليها بشكل عملى، كما فعلت في إنشاء قناة السويس الجديدة.. بارك الله في كل خطواتهم.
ثم كان إعلان جلالة الملك في خطابه أمام مجلس النواب بالموافقة على إنشاء القوة العربية المشتركة، وهو الحلم الذي طال انتظاره، حتى يمكن تفعيل قرارات جامعة الدول العربية، خاصة فيما يتعلق بالتصدى للإرهاب.
وهذه النتائج للزيارة أصابت قوى الشر بنوع من أنواع الهستيريا، خاصة أنهم توقعوا ألا تتم الزيارة بسبب التأجيل، وشككوا في العلاقات المصرية - السعودية، ومتانتها، وتمت الزيارة، وتم استقبال جلالة الملك على المستوى الرسمى والشعبى، واتضح لهم أن هناك تحضيرات سبقت الزيارة، وبرزت روح الأخوة والمحبة، ولم يسمحوا لأحد أيا كان باللعب وسطهم، فكانت دعوتهم للتخريب ومحاولة البعض ركوب الموجة، وارتداء ثوب الزعامة والنضال، ولكن هذا لن ينطلى على الشعبين السعودى والمصرى، وكل محاولاتهم ستبوء بالفشل الذريع.